في ذكرى رحيله.. “رضوان الكاشف” رائد الواقعية السحرية وصوت المهمشين في السينما المصرية

كتبت: دنيا أحمد
تحل اليوم، الخامس من يونيو، الذكرى الثالثة والعشرون لرحيل المخرج والمؤلف المصري الكبير رضوان الكاشف (1952 – 2002)، أحد أبرز أعلام الجيل الثاني من مخرجي الواقعية في السينما المصرية، والذي ترك بصمة فنية عميقة برصيد قليل من الأفلام، لكنها غنية بالجرأة والصدق والبعد الإنساني.
وُلد الكاشف في حي السيدة زينب الشعبي بالقاهرة في 6 أغسطس 1952، لعائلة تعود جذورها إلى كوم أشقاو بمحافظة سوهاج. درس الفلسفة بجامعة القاهرة، قبل أن يتجه إلى عالم السينما ليلتحق بالمعهد العالي للسينما، حيث تخرّج عام 1984 أول دفعته، بفيلمه القصير “الجنوبية” الذي نال عنه جائزة وزارة الثقافة لأفضل عمل أول عام 1988.

انطلقت مسيرته الروائية الطويلة بفيلم “ليه يا بنفسج”، تلاه عمله الأبرز والأكثر تأثيرًا “عرق البلح” الذي أثار جدلًا واسعًا واعتبره النقاد “صدمة فنية” و”أنشودة سينمائية خالدة”، لما تضمنه من معالجة جمالية وإنسانية لقضايا القهر الاجتماعي في صعيد مصر. واختتم مشواره السينمائي بفيلم “الساحر”، الذي شارك به في مهرجان روتردام، قبل أن توافيه المنية بعد عودته مباشرةً إثر أزمة قلبية مفاجئة عن عمر ناهز 50 عامًا.
عرف عن الكاشف مشاركته في الحركة السياسية والثقافية، فقد شارك في انتفاضة يناير 1977، واعتُقل في حملة سبتمبر 1981، وكان إلى جانب موهبته الإخراجية، مفكرًا وباحثًا، حيث نشر كتابين بارزين عن عبد الله النديم وزكي نجيب محمود، جمع فيهما بين الوعي السياسي والتحليل الفكري.
ورغم قصر مشواره السينمائي، يُعد رضوان الكاشف من أكثر المخرجين تأثيرًا في تجديد لغة السينما الواقعية المصرية، وواحدًا من أبرز من عبروا عن المهمشين، بتعبير صادق، وصورة تحمل في تفاصيلها عمقًا فلسفيًا وإنسانيًا.







