دعم الزوج لزوجته.. شراكة تبني أسرة ومجتمعًا أقوى

كتبت / مايسة عبد الحميد
في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتعدد فيه التحديات اليومية، تبرز أهمية العلاقة الزوجية الصحية والمتوازنة، التي تقوم على أسس من الدعم، والتقدير، والمشاركة الحقيقية. ولعلّ من أبرز مظاهر هذه العلاقة السليمة هو دعم الزوج لزوجته وتشجيعه الدائم لها، سواء في دورها كأم أو في طموحاتها الشخصية والمهنية، وهو ما يعكس وعيًا راقيًا بقيمة الشراكة الحقيقية داخل الأسرة.

الزوجة، التي تبذل جهدًا كبيرًا في تربية الأبناء، ورعاية الأسرة، والعمل أحيانًا خارج المنزل، تحتاج دومًا إلى كلمة تقدير، ونظرة احترام، وسند حقيقي من زوجها. فالتقدير ليس مجرد مجاملة، بل هو طاقة نفسية تدفعها للاستمرار والعطاء. وعندما يشعر الأبناء أن والدهم يقدر والدتهم، فإن ذلك يغرس فيهم قيم الاحترام والتعاون، ويؤسس لبيئة أسرية صحية يشعر فيها كل فرد بأهميته ودوره.

تشجيع الزوج لزوجته لا يقتصر فقط على الكلمات، بل يمتد ليشمل الأفعال. حين يشاركها مسؤوليات الأبناء، أو يفتخر بإنجازاتها أمام الآخرين، أو يدفعها لتحقيق طموحاتها، فإنه يبعث برسالة قوية إلى المجتمع مفادها أن المرأة ليست وحدها في معركة الحياة، بل لها شريك يؤمن بها ويقف إلى جانبها.

ورفع شأن الزوجة أمام المجتمع هو جزء من هذا الدعم الراقي. عندما يتحدث الزوج عنها بإعجاب وفخر في محيط عمله، أو أمام أصدقائه وأقاربه، فهو لا يكرمها فقط، بل يكرم نفسه أيضًا، ويعيد الاعتبار لصورة الأسرة كنواة تقوم على الاحترام المتبادل والتعاون الحقيقي.
في النهاية، إن دعم الزوج لزوجته ليس تفضلاً، بل هو واجب إنساني وأخلاقي، يعود بالنفع على الأسرة بأكملها، ويساهم في بناء مجتمع أكثر تماسكًا وعدالة. فكما يُقال: “وراء كل رجل عظيم امرأة”، نؤمن أيضًا بأن “وراء كل امرأة عظيمة رجل يقدّرها”.





