الصلاة علاج للهموم وبداية للصلاح

كتبت / دنيا أحمد
في زمن تتكاثر فيه الهموم وتتزاحم فيه المسؤوليات، يبحث الإنسان عن نافذةٍ يطلّ منها على الطمأنينة، وعن وسيلة تُعيد إلى قلبه الراحة والسلام.
وسط هذا الزحام، تبقى الصلاة هي المنبع الأول للسكينة، والمرفأ الآمن لكل قلب موجوع.
ليست الصلاة مجرد عبادة بدنية، بل هي روحٌ تُغذّي القلب، ونورٌ يهدي السبيل، وعلاجٌ يبرئ جراح النفس.
الصلاة… دواء القلب المكلوم
قال الله تعالى:
“أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” [الرعد: 28].
والصلاة أعظم مظاهر ذكر الله، فيها يخشع القلب، وتدمع العين، ويسكن الفؤاد.
وكان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا اشتد عليه أمر، أسرع إلى الصلاة وقال:
“أرحنا بها يا بلال” [رواه أبو داود].
في الصلاة تفرغ همومك بين يدي الله، وتُحسن الظن بعفوه، وتخرج منها بقلب أقوى، ونفسٍ أنقى.

الصلاة بداية الطريق إلى الإصلاح
قال الله عز وجل:
“إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ” [العنكبوت: 45].
حينما تُقام الصلاة على وجهها، فإنها تُعيد تشكيل النفس من الداخل، تُطهرها من الذنوب، وتُربّي فيها الإرادة والقوة والعفة.
من يبدأ يومه بالصلاة، يبدأه بطاقة إيمانية تمنعه من الانزلاق، وتقوّيه على الطاعة، وتجعله أكثر استقامةً في التعاملات والسلوك.
في لحظات الشدة.. الصلاة هي الملجأ
الأنبياء حين ضاقت بهم السبل، لجؤوا إلى ربهم بالصلاة والدعاء.
أيوب عليه السلام، بعدما اشتد عليه البلاء، ناجى ربه قائلًا:
“أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ” [الأنبياء: 83]،
فاستجاب الله له وكشف ضُرَّه.
فهل تظن أن بابًا فتحه الله لنبيٍّ في شدته، سيُغلق في وجهك؟
افتح باب الصلاة، وادخل منه، تجد الراحة والفرج.
من حافظ عليها فاز، ومن ضيّعها خسر
الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“أول ما يُحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت، صلح سائر عمله، وإن فسدت، فسد سائر عمله” [رواه الطبراني].
من جعلها من أولوياته، أصلح الله له دنياه وآخرته، وشرح صدره، وبارك في وقته وجهده.
أما من ضيّعها، فقد فتح على نفسه أبواب الغفلة والهم والضيق.
في الختام الصلاة ليست عبادة عابرة، بل هي أسلوب حياة، ومصدر للسكينة، ووسيلة للإصلاح والتغيير.
ابدأ يومك بالصلاة، وواجه همومك بها، وانهض من كل كبوة بسجدة خاشعة.
فمن أراد الطمأنينة والصلاح، فليُحسن صلاته، فإن فيها دواء القلوب، ومفتاح الفرج، وبداية الصلاح.






