“أنا وكافل اليتيم في الجنة”.. وصية الحبيب ﷺ باليتيم

كتبت: دنيا أحمد
في كل وصاياه الخالدة، لم ينسَ النبي محمد ﷺ تلك الفئة الضعيفة المنكسرة التي فقدت العائل والسند، فخصَّهم بمكانة عظيمة في الإسلام، وجعل كفالتهم طريقًا إلى الجنة، حين قال:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين” وأشار بالسبابة والوسطى، رواه البخاري.

كلمات بسيطة لكنها تحمل وعدًا نبويًا عظيمًا، يُبشِّر كل من يفتح قلبه وبيته لليتيم، بأن يكون في جوار النبي ﷺ في أعالي الجنة.
لماذا هذه المنزلة لكافل اليتيم؟
لأن كفالة اليتيم ليست مجرد صدقة مالية تُعطى ثم تُنسى، بل هي عمل قلبي وإنساني يحمل في طياته كل معاني الرحمة، والعطف، والحنان. فهي إعادة إعمار لقلب مكسور، وطمأنة لنفس فقدت شعور الأمان.

اليتيم في الإسلام له مكانة كبيرة، لأنه فقد أغلى ما في حياته – والديه – وقد يتعرض للذل أو الإهمال أو الحاجة. فجاءت تعاليم الإسلام لتُحذر من ظلمه، وترفع قدر من يرعاه، فقال الله تعالى:
“فأما اليتيم فلا تقهر” (الضحى: 9)
صور كفالة اليتيم
الكفالة ليست فقط بإعطاء المال، بل يمكن أن تكون:
• رعاية مادية دائمة: عبر التكفّل بمصروفات حياته وتعليمه.
• رعاية عاطفية ومعنوية: بإدخاله في بيئة أسرية تشعره بالحب والانتماء.
• رعاية شاملة: وهي الأفضل، وتتمثل في تبنيه ضمن الأسرة (دون تغيير نسبه الشرعي) وتربيته كأحد الأبناء.

آثار كفالة اليتيم
• في الدنيا:
• إدخال السرور على قلب يتيم قد يُغير حياته.
• بناء مجتمع متكافل متراحم.
• بركة في المال والأهل والعمر.
• في الآخرة:
• القرب من النبي ﷺ في الجنة.
• أجر مستمر لا ينقطع، وصدقة جارية.
• محو الذنوب ورفع الدرجات.
نماذج من الصحابة والعظماء
كثير من الصحابة كانوا أيتامًا، وعلى رأسهم النبي ﷺ نفسه، إذ وُلد يتيم الأب، ثم ماتت أمه وهو في السادسة، ليكفله جده ثم عمه. فرسخ في قلبه حب الأيتام، وأوصى بهم حتى آخر لحظة.
في الختام، كفالة اليتيم ليست عبئًا بل شرف، وليست منَّة بل نعمة. فأن تُمسك بيد يتيم، وتمسح على رأسه، وتُعيد إليه الأمان، فأنت لا تُغير حياته فقط، بل تبني لنفسك منزلًا في الجنة بجوار خير الخلق ﷺ.
فلنُبادر جميعًا إلى كفالة الأيتام، ونتذكّر دائمًا:
“أنا وكافل اليتيم في الجنة كهاتين…”






