عالم النجوم

حمدي رزق يكتب: حديث الدولار يسرى! 

حمدي رزق يكتب: حديث الدولار يسرى! 

حمدي رزق يكتب: حديث الدولار يسرى! 
حمدي رزق

أتمنى على الأصدقاء فى برامجهم الليلة الكفّ عن التنجيم بشأن مستقبل الدولار فى السوق المصرية.. بالسوابق صدرت منهم تصريحات كشفها الدولار، وصارت «تريند» من فرط سذاجتها وغرابتها.

الدخول الساخن على الدولار يرفع درجة حرارته فى الأسواق، يوتّر الدولار، ويربك البنوك، ويثير عاصفة من الاحتمالات، والأسواق «مش مستحملة» تريندات الدولار العميقة.. التوقعات المتفائلة مثلها مثل التوقعات المتشائمة، تعكس سلبا على أسعار الدولار.

التلويح بالدولار كالتلويح بالراية الحمراء «الموليتا / Muleta» فى وجه الثور «الدولار» الهائج، لن تصرع الدولار، قد يصرعك الدولار.

ليس صحيًّا فى حالتنا الاقتصادية «الهبد» فى الدولار، نتركه لحاله مؤقتًا حتى يهدأ ويعود سيرته الأولى ويستقر على سعر عادل أمام الجنيه الذى يخوض واحدة من مواجهاته الصعبة فى مواجهة الأخضر الرهيب.

التكهن مبكرًا بمآلات الدولار قلة عقل، نوع من الرهان (القمار)، نادرًا ما تصيب التوقعات، وأذكر توقعا فكاهيا من مرجعية اقتصادية نابهة توقع أربعة جنيهات فحسب للدولار إبان التعويم الأول، وتوقع أكثر كوميدية دعى إلى التخلص من الدولار لأنه سينهار فى الأسواق قبيل التعويم الثانى، وغيرها كثير محفوظ على «يوتيوب» يثير السخرية المُرة مع صعود الدولار تباعا فى البنوك المصرية يجاوز عتبة الـ (٢٤ جنيه).

صمت البنك المركزى على حركة الدولار مفهوم، قيادة البنك الثلاثية الجديدة، برئاسة السيد «حسن عبدالله» تعمل آليات السوق الطبيعية، ومرونة الدولار سياسية معتمدة وقابلة للمراجعة، فقط تنتج أثارها للتقييم، صبر جميل.

لازلنا فى الأيام الأولى لتحرير سعر الصرف (الثانى)، وصندوق النقد يرقب التجربة المصرية الواعدة بالتحسن عن كثب.. لماذا إذن الصرف غير الصحى فى الفضاء الإلكترونى؟، «فيه ريحة مش ولابد» من نواتج السوق السوداء، تستهدف كسر سقف التوقعات لغرض لا يخفى على لبيب، واللبيب من الإشارة يفهم.

الاقتصاد علم له قواعده المستقرة، يقوم على الإحصاءات والأرقام والنواتج، وله مقدمات، بعيد تماما عن التكهنات الفضائية والتوقعات الإلكترونية، وخرافات وتوهمات صعود وهبوط الدولار تفكرك بمحاولات عبثية لتوليد الدولارات بالزئبق الأحمر، تعيدك مثل هذه الترهات الدولارية إلى أعمال «عم سباخ» السفلية فى فيلم «البيضة والحجر»!.

حركة الدولار مرصودة من خلال آليات البنك المركزى بدقة، لا تخضع للتكهنات فى برامج المساء والسهرة. «الهبد» فى الدولار يصدع الحائط الاقتصادى الذى يسترنا.

الطيبون من فرط الهبد فى المسألة الدولارية صاروا يتحدثون عن الدولار فى التكاتك والميكروباصات، حتى سواق «التوك توك» يسمع عليك أسعار الإقفال فى البنوك، وتوقعاته صعودا وهبوطا وكأنه مولود وفى جيبه دولارات خضراء.

الهبد الكتير يُخلّف صداعا يكلف «باندول مستورد» بالدولار. الصمت هنيهة على الدولار حتى نهاية الأسبوع. ربما تتوفر مؤشرات حقيقية وواقعية عن حركة الدولار فى مقتبل الأيام. لا تتعجلوا هبدًا فى الدولار، وترفقوا بالجنيه (العملة الوطنية)، وكُفوا تغريدًا وتتويتًا سخريةً من الجنيه يرحمكم ويرحمنا الله من جبروت الدولار.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى