يوسف عليه السلام.. من غيابة الجُب إلى عرش مصر

كتبت / دنيا أحمد
قال الله تعالى في بداية السورة:
“نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ” [يوسف: 3]
وهكذا بدأت واحدة من أعظم وأجمل القصص في القرآن: قصة يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم، النبي الكريم ابن الأنبياء.
حلم الطفولة
في صغره، رأى يوسف رؤيا غريبة:
“إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ” [يوسف: 4]
فأخبر والده النبي يعقوب، الذي أدرك أن لابنه شأنًا عظيمًا، وقال له:
“وَكَذَٰلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ”
لكن الحسد تسلل إلى قلوب إخوته حين رأوا حب أبيهم له، فقرروا التخلص منه.

الجبّ… أول محنة
أخذوه في رحلة ظاهرها لعب، ثم ألقوه في بئر مظلم.
عادوا إلى أبيهم بقميصه ملوثًا بدم كاذب، وقالوا:
“أكله الذئب”.
لكن الله لم يترك يوسف، فأنقذه بعض المسافرين، وباعوه في مصر كعبد رخيص… وهكذا بدأت رحلة الألم والتمكين.
بيت العزيز.. وامتحان الشهوة
كبر يوسف في قصر العزيز، وكان جميل الخَلْق والخُلُق.
راودته امرأة العزيز عن نفسه، لكنه قال:
“مَعَاذَ اللَّهِ”

ومع براءته، زُجّ به في السجن ظلمًا.
السجن… مدرسة الأنبياء
في السجن، لم ينشغل يوسف بهمّه، بل دعا إلى الله، وفسر رؤى السجناء، فذاع صيته بالحكمة والصدق.
مرت السنوات، حتى رأى ملك مصر رؤيا عجيبة، وعجز الجميع عن تفسيرها، فتذكّره أحد السجناء، وجاء يوسف بالحل.
فسّر الرؤيا، واقترح خطة لإنقاذ مصر من المجاعة، وقال بثقة:
“اجْعَلْنِي عَلَىٰ خَزَائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ” [يوسف: 55]
فعُيّن وزيرًا، وبدأت مرحلة التمكين.
لقاء الإخوة… والصفح الجميل
جاءت المجاعة، وجاء إخوته يطلبون الطعام، ولم يعرفوه.
لكن يوسف ترفّع عن الانتقام، وأخفى نفسه حتى جمعهم جميعًا، ثم قال:
“أَنَا يُوسُفُ وَهَٰذَا أَخِي” [يوسف: 90]
فخجلوا وتذكروا ذنبهم، فقال لهم:
“لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ”
ثم جاء بأبيه وأمه، ورفعهما على العرش، وسجد له إخوته كما في الرؤيا…
وتم وعد الله.
العبرة الخالدة: من الظلم إلى المجد
• يوسف علّمنا أن الابتلاء بداية التمكين.
• أن الصبر والثقة بالله أعظم ما يملكه المؤمن.
• أن العفو عند المقدرة خلق الأنبياء.

وقفة تأمل:
كم مرة رأيت في حياتك ظُلمًا تحوّل إلى نِعمة؟
هل تعلمت الصبر من يوسف؟
شاركنا رأيك في التعليقات، ولا تنس مشاركة القصة مع من يحتاج جرعة أمل.






