٢٤ الدوحة الرابعة والعشرون ( الصيام و الأطفال)
بقلم د /ياسر أحمد العز
شهر رمضان يعد فرصة سانحة لتربية الأطفال وتعويدهم على الصيام.
وهذه الخطوة لا تبدأ دفعة واحدة، بل تتم بشكلٍ تدريجي؛ بحيث يتم تعويده على الصيام في أول يوم حتى وقت الضحى مثلاً، وفي اليوم الثاني حتى أذان الظهر، وفي اليوم الذي يليه يمسك عن الطعام حتى أذان العصر، وبهذا التدريج يتم تعويد الطفل على الصيام حتى أذان المغرب.
ولا يعتبر هذا صياماً شرعياً، وإنما هي عملية تعويد الطفل حتى يألف عبادة الصيام، وعندما يصل إلى سن البلوغ لا يستصعبها.
بالإضافة إلى ضرورة تشجيعهم على الصيام من خلال ربط الصيام بالعديد من أعمال الخير والأجواء الروحانية التي تحبب الطفل بالصيام.
غير أنّ الطفل يرى في أهله القدوة، فإذا تعوّد على رؤية أبويه ملتزمين بالصيام وأداء العبادات الفضيلة في شهر رمضان، فإنّه سيقتدي بهم؛ لأن الآباء قدوة لأبنائهم.
و هناك العديد من الوسائل التي تساعد في تشجيع الطفل على الصيام.. فمنها ذكر الأجر المترتب على صيام رمضان؛ كذكر الجنة، وأنّ فيها باباً خاصّاً بالصائمين يُسمى باب الريّان.
ومنها تعويد الطفل على الصيام قبل رمضان؛ كصيام بعض أيام شهر شعبان؛ ليستعد لصيام رمضان.
ومنها تأخير السحور إلى ما قبل الفجر بقليل، حتى يكون لدى الطفل القدرة على صيام نهار رمضان ومنها تشجيع الأطفال أمام أقاربهم؛ لرفع معنوياتهم للاستمرار فتفعيل روح التنافس بين الطفل وأخوته مثلاً.. مع ضرورة عدم تجريح المتخلف منهم، لأنّهم غير مأمورين بالصيام. و قضاء نهار رمضان بأمور مختلفة تساعد على تمضية الوقت دون الشعور بالتعب ..مثل اللعب أو مشاهدة برامج تعليمية مفيدة على التلفاز.
و تشجيع الأطفال من خلال صنع الحلوى، وما تشتهيه أنفسهم من طعام وشراب.
ويجب على الوالدين اتّخاذ منهج الوسطية والاعتدال وعدم تكليف الطفل فوق مقدرته وطاقته.
لأن هذا من شأنه أن يلحق به الأذى والضرر