الدين معاملة

أحكام وشروط ووقت الأضحية

أحكام وشروط ووقت الأضحية

أحكام وشروط ووقت الأضحية
د.ياسر أحمد العز

بقلم الدكتور/ ياسر أحمد العز

الأضحية هي إحدى شعائر الإسلام العظيمة التي أمر الشرع الحنيف بها وهي من أحب الأعمال التي يتقرب بها المؤمن لربه حتى ينال رضاه قال تعالى: “لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم” وقد شرعت الأضحية
إحياء لسُنّة خليل الله إبراهيم عليه السلام حين أمرَه الله بذَبح ابنه الذي وهبه الله له على كبره فانصاع لأمره وكانت قصة الفداء المعروفة في القران والسنة…. و الأُضحية هي شُكر لله تعالى على ما أمَدّ به من النِّعَم وما أحل به من المنن
وفيها إدخال السرور على قلوب المحتاجين وفيها توسعة على الأهل بالأكل منها. هذا ويبدأ وقت الأضحية من بعد صلاة عيد الأضحى وينتهي بغروب اليوم الثالث من أيام التشريق.

وقد اشترط الإسلام للأضحية أن تكون من بهيمة الأنعام وهي (الإبل والبقر والجاموس والضأن والماعز) فالأضحية إذن لا تصح بالطيور كالدجاج أو الأوز أو البط أو غير ذلك..

ولقد أشترط الفقهاء للأضحية سنا معينة :

ففي الإبل: خمس سنوات وفي البقر: والجاموس سنتان وفي الماعز والضأن سنة . ولقد تغاضى بعض الفقهاء عن اشتراط السن للأضحية شريطة أن تكون معلوفة علفا يؤهلها لأن تكون سمينة تحمل اللحم الذي تحمله ذوات السنين ويُستحب أن تكون الأضحية سمينة غير هزيلة لأن ذلك أعظم لأجرها أكثر من نفعها. كما يستحب أن تكون الأضحية خالية من العيوب المخلة باللحم والشحم كالمرض الواضح والعرج والعمى والكسر سواء للرجل أو للقرن او سقط الأسنان أو قطع الذيل أو غير ذلك من العيوب التي يعدها التجار عيبا في البيع أو الشراء ومن أهم مواصفات المُضحّي بعد الإسلام والعقل امتلاكه للأضحية بطريقة شرعيّة من هبة أو إرث أو شراء…

وكذا أن يعقد المضحي النية عند الذَّبح بقلبه قبل لسانه قبل ذَبحها كما يُستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان ممن يحسن الذبح لأنها عبادة واقتداء بفعله صلى الله عليه وسلم وإن كان لا يُحسن الذبح فالأولى أن ينيب غيره وعلى كل حال والمستحب أن يشهد المسلم ذبح الأضحية بنفسه إن لم يكن قادراً على الذبح.. ويجوز للمرأة المسلمة أن تقوم بذبح الأضحية شريطة العلم بأمور الذبح والقدرة على ذلك.

ويُستحبّ للمُضحّي أن يمتنع عن قصّ أظافره وشعره في عشر ذي الحجّة إلى أن يُضحّي وهذا الأمر ليس شرطاً أو ركنا واجبا وإنما هو أمر مسنون فإن تركه لعذر فلا بأس.ويستحب أن يتوجه الذابح حال الذبح للقبلة وكذلك يستحب له التسمية والصلاة على النبي -صلى الله عليه وسلم- والتكبير والدعاء بالقبول.

ويندب للمضحي أن ينحر الإبل قائمة وهي مقيدة اليد وأما غيرها من الأضاحي فالذبح يكون على جنبه الأيمن. ويندب أن تكون آلة الذبح للمضحي حادّة مسنونة حتى لا يعذب الأضحية. وكذا يندب له ألا يري أضحية أخرى عملية الذبح حتى لا يصيبها بالفزع بذبح رفيقتها. وكذا يندب له أن ينتظر حتى تسكن جميع أعضاء الذبيحة فلا يتجاوز محل الذبح إلى النخاع وهو الخيط الأبيض الذي في داخل العظم ولا ينبغي للذابح أن يسلخ قبل أن يتأكد من مفارقة الأضحية للحياة . وكذا يندب للمضحي أن يأكل من الأضحية وأن يتصدق وأن يدَّخِر. لقوله تعالى:

( وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ). 

زر الذهاب إلى الأعلى