أحمد رجب صقر الإعلام المصري يكتب: الأحزاب 2
أحمد رجب صقر الإعلام المصري يستكمل و يحلق بكل وجدانه ويتعمق، في ما تيسر من ايات الله من سورة الأحزاب قائلاً:
ولنستكمل الغوص في أعماق هذه السورة المشرفة من سور القرآن الكريم
حيث تنقلك السورة نقلات نوعية وتدفعك دفعٱ إلي الإنبهار الحتمي .
أسدل الله الستار عن وقائع غزوة الأحزاب
فبعد أن أسدل الله الستار عن وقائع غزوة الأحزاب، وبعد أن أرسل من الأفق الأعلي، تحذيرات مباشرة لأمهات المسلمين
من زوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما أنهينا به الجزء الأول من مقالنا السابق .
نجد المولي عز وجل يستمر في إرسال هذه التحذيرات المباشرة لزوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم،
بشكل متوالي وبكلمات جامعة مانعة وعبارات مباشرة وأسلوب فاق كل حدود الروعة في البيان،
وهو ما أبهر العرب الذين كانوا حينذاك هم ملوك ناصية الكلمة
وخبراء البلاغة الأوائل وصناع الإستعارات والكنايات ومواطن الجمال بشتي أصنافها وأنواعها .
تحذير الله لـ إمهات المؤمنين
فبعد أن حذر الله تعالى بعض زوجات النبي صلى الله عليه وسلم،
من الحياة الدنيا وزينتها حذرهم أيضٱ من الفاحشة المبينة التي ستكون عواقبها
هي مضاعفة العذاب ويؤكد الله تعالى بأن مضاعفة العذاب لهن هو أمرٱ يسيرٱ علي الله تعالى .
الرسالة الثالثة لـ زوجات الرسول من الله
ثم تأتي الرسالة الثالثة، لزوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لتؤكد بأن
( ومن يقنت منكن لله ورسولة وتعمل صالحٱ نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لها رزقٱ كريمٱ ) .
أحمد رجب أنتبهت أنا شخصياً…
وقد إنتبهت أنا شخصيٱ لهذه الآية تحديدٱ ووجدتها أية خطيرة جدٱ،
تؤكد وتبرهن علي العلاقة الوطيدة بين رزق المرٱة وبين أن تقنت لله وحده ولرسوله وتعمل صالحٱ.
وأري من وجهة نظري أنه لا يقدح في ذلك خصوصية الخطاب الإلهي لزوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
بل أري وبكل صراحة أن إعمال وتطبيق القياس أمرٱ واجبٱ في هذا الصدد .
يستكمل توضيحه للأيات بكل خشوع قائلاً:
وقد خفق قلبي وإرتعد جسدي مع الرسالة الرابعة التي بدأت بأسلوب نداء قمة في الروعة والجمال .
أسلوب نداء من الأفق الأعلي يؤكد فيه الله تعالى بأن نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم لا وجه للمقارنة بينهن وبين كل نساء العالم
( يانساء النبي لستن كأحد من النساء )
وفضلٱ علي إبداع الأسلوب فهو أيضاً أسلوب مفسر لما قبله .. كما يحوي قدر ورفعة وطهارة،
ٱل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الله رب العالمين .
الرسالة الخامسة والأخيرة
وهو ما أكده الله تعالي في الرسالة الخامسة والأخيرة حينما قال لهن
( وقرن في بيوتكن ) .
وقد إقشعر جسدي من هذه الرسالة تحديدٱ وكيف ربط الله تعالى بين وقار المرٱة وشموخها، وبين مكوثها في مملكتها بالمنزل وإعدادها للبراعم وللأجيال المقبلة .
ثم تأتي لا الناهية ( ولا تبرجن تبرج الجهلية الأولي )
ثم تتعدد أفعال الأمر بشكل توكيدي وعطف جمالي لتأكيد أهمية الصلاة والزكاه وطاعة الله تعالى ورسولة
( وأقمن الصلاة وءاتين الزكاة وأطعن الله ورسوله ) .
الغرض من كل هذه الرسالات
ثم تشعر وكأن قلبك ينخلع من جسدك وروحك تفارق بدنك،
حيث تتوهج المشاعر ووتتفجر الدراما وتسيل الدموع رغمٱ عنك،
ويعلو لسانك بالتكيير، حينما تعرف الغرض من كل هذه الرسالات والتوجيهات والنداءات، التي وجهتها القرآنالكريم،
لزوجات سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .
لقد إتضح الأمر وكشف الله تعالى عن الغرض من ذلك وعن المبرر في قوله جل شأنه