أخصائية علم النفس والشخصية “أسماء يوسف” .. تكتب: مقبرة الحب الأعمى

أخصائية علم النفس والشخصية “أسماء يوسف” تكتب: الحياة تمر بنا ولا نعلم عن الغد شيئا ولكن ما يمر عبر حياتنا هو دائما ما نتذكره ونتنبأ به فى المستقبل، وما يساعدنا على التغلب والاستمرار والتحدى من أجل مستقبل أفضل وحياة سعيدة وهى عواطفنا وعلاقتنا إتجاه الآخرين، لأنها المتحكم فى معدل مزاجك اليومى وراحة بالك لذلك دائما يجب أن تسأل نفسك هل عاطفتك اتجاه كل شخص يمر فى حياتك صحيحة وفى مكانها السليم، أم هى مشاعر مبنية على الوهم مزيفة من خلال شخصيات رسمتها فى خيالك وكنت تتمنى وجودهم فى حياتك، بل وتبحث عنهم دائما باستمرار وعندما تجد بعض الصفات التي تتشابه من أحد الشخصيات الوهمية فى خيالك تتمسك بها، وتبدأ بالتعلق بها لمجرد فكرة إرضاء نفسك وليس هذا فقط بل تقنع نفسك دائما وتحاول تصحيح او وجود مبرر لأى تصرف يزعجك منهم، لتظل تعيش فى خيالك انك سعيد بوجودهم فى حياتك.

ولكن كل هذا وهم وفى الحقيقة ما تفعله هو انك تعيش وتقرر أن تضغط على نفسك وتقنعها، أن سعادتك بوجود هؤلاء وانهم يستحقوا منك كم المشاعر والتضحية التى تقدمها لهم فى حياتك وهنا تحمل نفسك الضغوط النفسية، التى تسبب بعد ذلك حالة من العزلة والانطواء حيث انك تشعر انك اكتفيت بهم، ولا تريد شئ فى الكون وتبدأ تعيش وحدك هذه المشاعر وتظن أنهم يبادلوك نفس الشئ ونفس المقدار وكل هذا لإقناع نفسك، بهذا لاحتياجك إلى هذه المشاعر والأشخاص التى يطلق عليها مقبرة الحب الأعمى التى تضع نفسك بها وليس هذا معناه انك لا ترتبط بالبشر بل تعيد ترتب علاقتك بهم.

الحب الحقيقي

الحب الحقيقي والعلاقات الطيبة بين الناس تغرس بداخلك حياة متبادلة، من العطاء والتضحية حب بدون مصلحة او انانية، اسأل نفسك هل انت فعلا حبيب مخلص او صديق وافى او جار أمين، علاقتنا بالناس لابد أن نحددها منذ البداية حتى لا نفرط بمشاعرنا لأشخاص لا يستحقوا ذلك، ونضعهم فى مكانة أعلى منهم وذلك يجعلنا نلوم على انفسنا ونلوم عليهم ونطالبهم بالمعاملة بالمثل، وبذلك نحملهم أكثر من طاقتهم التى لديهم لنا عندما تحدد من البداية وتكون صريح مع نفسك، ومع الغير فانت تساعد نفسك على عدم السقوط فى علاقات وهمية مزيفة بجميع الأطراف من حولك تعطى وانت تعلم مقدارك الحقيقي عندهم، وكم الغلاوة عندك حتى لا ترهق نفسك والآخرين بمشاكل نفسية أو اجتماعية تؤثر بالجانب السلبى على الجميع ضع كل فرد فى مكانه الصحيح من البداية لراحة نفسك والاخرين.