أسباب نجاح تربية الأبناء وآثرها على بناء شخصياتهم
بقلم: سالي حلمي
أخصائي تربية دبلوم في علم نفس الطفل وتنمية بشرية
خلال مسيرة الحياة يتعرض الجميع لعثرات، وقد يتهافت البعض نحو الدنيا فيجمع منها المال بهدف الوصول إلى أعلى المراكز المرموقة، والبعض قد لا تعني له الدنيا سوى أيام تمر بلا فائدة، لكونهم لم يحققوا أي نجاح خلال حياتهم، بينما هناك فئة قد شغلها البحث عن قوت عيشها وهذا هو حال الدنيا في عيون البعض مهما طالت أو قصرت، والاختلاف بين طبائع البشر في هذه الحياة هو ثمة عامة لذا لن تجد فيها شخص مثل الآخر ورغم اختلاف طبقات البشر وثقافتهم فإن حب البنون هو أمر فطري أقره الله على قلوبنا ومشاعرنا منذ بداية الخليقة.
لذا فقد أختص الله الأم بأن تحفظ في داخل أحشائها وبين ضلوعها فلذة كبدها من الذرية، بينما الاب يرعي ويسهر ليكد على توفير احتياجات أسرته والسهر على رعايتهم. ولهذا السبب فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم “المال والبنون زينة الحياة الدنيا” وفي إطار تحقيق هذا الهدف لابد من الرعاية والمحافظة بهدف خلق جيل من الأبناء قادرين على تحمل المسئولية ويتعلمون ما يصلح حالهم ويضمن نجاحهم في ظل التحديات والتغيرات المحبطة مهما كانت شدتها.
لذا أدعوكم بـأن تحسنوا رعاية أبنائكم وبناتكم.
فيا عزيزتي الأم أطلب منكي أن تكوني الحضن الحقيقي لأبنائك وكوني الداعمة والراعية والحامية والملاحظة لكل تفاصيل حياة أبنائك وامنحهيم من حنانك وسعة صدرك في كل موضع، ورغم كل ألم ناتج عن قسوة المجتمع وقسوة الأيام، ستكون الأم هي الجنة والمأوي لأبنائها، خاصة في وقت خطائهم قبل نجاحاهم لذا كوني مستمعة جيدة لهم حتى لا يلتفتوا لمن ينصحهم خارج دائرة توجيهك ورعايتك ثم لومي عليهم لتتقدمي بهم لا لتعرقلي صحتهم النفسية، وكوني لهم بمثابة الصديق ومنذ نعومة أظافرهم حتى تصلي لما بداخلهم، وكوني كاتمة لأسرارهم، وكوني بمثابة مرآتهم التي تعكس صورتهم وتبين حقيقة فعلهم، لذا كوني لهم اليوم خير أم يكونوا لكي غداً خير الأبناء فنحن الذين نحصد ما نزرع وأبنائنا هم حصاد ونتاج تربيتنا.
ورسالتي التالية موجهة لك أنت عزيزي الأب فأنت ربان السفينة وقائد المسيرة ورغم الأعباء والمهام الملقاة على عاتقك فالأولي أن تجعل أبنائك هم أهم مهامك لكون الحياة ليست فقط جمع مال فقط ولو يعلم كل أب كيف يبدو هو فى أعين ابنائه وبناته عندما يكون محتضناً وراعياً متفهماً، أما إذا تحول وتخلي عن دوره وأظهر قسوته وعدم تفهمه أو قابليته للاستماع لأبنائه فإنه بذلك يعن تخليه عن دوره الموجه والدعم لهم، لذا أتمنى أن تكون عزيزي الأب من الصنف الأول حيث أن الله قد سخرنا للحفاظ على من شملنا برعايتهم.