عاجلعالم الفنمقالات

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى
احمد زكى

يرتبط شهر مارس من كل عام بذكرى رحيل اثنين من أفذاذ الفن المصرى : عبد الحليم حافظ وأحمد زكى . وإذا كان العندليب الأسمر قد نال حظه من الاهتمام وتسليط الضوء على مشواره الفنى. فإن الأسمر الآخر أحمد زكى لم يكن حظه مثل ابن محافظته .ولذلك فإن مشوار أحمد زكى يستحق هذه النظرة المتأملة .

فحينما ظهر أحمد زكى على الساحة صادفته مشكلة تلاحق. جيل نور الشريف ومحمود ياسين مع جيل محمود عبد العزيز وفاروق الفيشاوى ومن ثم تضاءلت فرص الطلب عليه من جانب المنتجين . ولم تكن مشكلة تلاحق الجيلين الوحيدة التى صادفت بدايات أحمد زكى سينمائيا

 

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى
احمد زكى

, فقد كانت الصورة الذهنية للبطل السينمائى لدى مشاهد تلك الفترة تعتمد إما على الوسامة والمواصفات الشكلية كما عند حسين فهمى , وإما على القدرات الحركية كما عند نور الشريف , وإما على الأداء الرومانسى كما هو حال محمود ياسين , وواقع الآمر فإن أحمد زكى لم يكن يمتلك أيا من تلك الصفات التى تؤهله للنفاذ سريعا إلى مرتبة الأبطال الأوائل , وربما هذا يفسر لماذا تأخرت نجومية أحمد زكى , أو قل لماذا لم يرحب المنتجون والموزعون بأحمد زكى فى صدارة أى أفيش أو مقدمة فيلم سينمائى حتى أن منتجا مثل ممدوح الليثى رفض ترشيح المخرج على بدر خان لأحمد زكى بطلا لفيلم ” الكرنك ” سنة 1975 أمام سعاد حسنى تخوفا من عدم إقبال الموزع الخارجى على شراء فيلم يقوم ببطولته هذا الفتى الأسمر الهزيل قائلا جملته الشهيرة ” معقول سعاد حسنى تحب الولد ده ؟ “.

الفنان نور الشريف

وهو الدور الذى ذهب لاحقا إلى الفنان نور الشريف الذى كان أحد فرسان الرهان فى تلك الفترة , وعلى ذلك احتاج أحمد زكى لسنوات عدة وعشرات الأدوار المتدرجة قبل أن يصل إلى أدوار البطولة , ومن أهم أفلامه فى هذه المرحلة : بدور إخراج نادر جلال سنة 1974 , صانع النجوم إخراج محمد راضى سنة 1976 والعمر لحظة ووراء الشمس للمخرج نفسه سنة 1978 , واسكندريا ليه إخراج يوسف شاهين سنة 1979 .

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى
أحمدزكى

وربما كان من حسن حظ أحمد زكى أن شهدت بداية الثمانينيات ظهور جيل كامل من المخرجين غيروا وجه السينما المصرية الحديثة , وهو ما عرف بجيل مدرسة الواقعية الجديدة حيث باتوا أكثر قربا من المجتمع المصرى بكل شخوصه ومهمشيه وتحولاته واهتماماته , وأكثر صدقا فى نقل صورة هذا المجتمع إلى شاشة السينما , وكان طبيعيا أن يكون أحمد زكى بكل ملامحه المصرية الصميمة وخلفياته الاجتماعية والاقتصادية أحد فرسان تلك السينما التى قدمها مخرجو هذا الجيل , وباتت المواصفات الشكلية للنجم الأسمر التى كانت عند بداياته عائقا أمام وصوله للصفوف الأولى هى ذاتها نقاط تميزه وبروزه بين كل ممثلى وأبطال السينما المصرية , وهذا يفسر لماذا أصبح أحمد زكى قاسما مشتركا فى كثير من أفلام هذه المرحلة : الأقدار الدامية والعوامة 70 وكابوريا لخيرى بشارة , التخشيبة والبرىء والحب فوق هضبة الهرم والهروب وضد الحكومة لعاطف الطيب , موعد على العشاء وطائر على الطريق وزوجة رجل مهم وأحلام هند وكاميليا ومستر كاراتيه لمحمد خان , عيون لا تنام لرأفت الميهى , أرض الخوف لداوود عبد السيد , والدرجة الثالثة لشريف عرفة على سبيل المثال لا الحصر .

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى
احمد زكى

دراسة أكاديمية 

ورغم دراسة أحمد زكى الأكاديمية فإنها وعلى غير المعتاد لم تأخذ من طبيعته فى الأداء أو تنسحب على قدرته على التقمص حتى بات صاحب أسلوب خاص وأدوات محددة فى فن التشخيص أهلته تحديدا – ودون غيره من أقرانه – لتقديم مجموعة من الشخصيات الحقيقية ببراعة فائقة أبرزهم عميد الأدب العربى د . طه حسين فى مسلسل ” الأيام ” إخراج يحيى العلمى سنة 1983 , والرئيسان الراحلان جمال عبد الناصر وأنور السادات فى فيلمى ” ناصر 56 ” إخراج محمد فاضل سنة 1996 و” أيام السادات ” إخراج محمد خان سنة 2001 والمطرب الراحل عبد الحليم حافظ فى فيلم ” حليم ” إخراج شريف عرفة الذى تم عرضه عام 2006 بعد عام من وفاة أحمد زكى فى السابع والعشرين من مارس 2005 متأثرا بمرض السرطان الذى داهمه فجأة فى عامه الأخير .

أشرف غريب الكاتب الصحفي والناقد السينمائي: يكتب زمن أحمد زكى
أشرف غريب
زر الذهاب إلى الأعلى