مقالات

أعرف قدر نفسك… بقلم: د. عبير منطاش

أعرف قدر نفسك… بقلم: د. عبير منطاش

أعرف قدر نفسك... بقلم: د. عبير منطاش
د. عبير منطاش

يواجه الإنسان تحديات وظروف صعبة خلال مراحل حياته وذلك شيء عام على جميع البشر فكل إنسان على وجه الأرض قد تعرض لابتلاء أو محنة صعبة شعر بعدها إنه قد سقط في پئر ليس له نهاية

هذه المرحلة الصعبة عامة على كل البشر لكن الخروج منها شيء خاص ببعض البشر الذين اتخذوا من هذه التحديات والصعوبات سلمآ للتطور والنجاح، وتغيرت حياتهم بأكملها بعد نجاحهم في التغلب على مشاكلهم ، هذه المرحلة الجديدة التي تتبع الألم والمعاناة تجعل الإنسان يشعر بالفخر والاعتزاز بالنفس وتقدير الذات إنه إستطاع التغلب على مشكلة أو تحدي يؤرق حياته وتجعله يعيش تعيس.

وأسعد مرحلة في حياة الإنسان هى مرحلة الإنتصار.. والإنتصار هنا ليس على شخص غريب وإنما الإنتصار على نفسك وتحديك لها لتستطيع الخروج من بئر الحزن والألم هنا يأتي أهمية أن يقدر الإنسان نفسه ويعرف إنه مختلف عن أى شخص إستسلم لمشاكله وظروفه ولم يفعل شيء سوى الشكوى والبكاء على الأطلال.

عزيزي أنك بطل !!!

نعم بطل لا تقلل أبدا من تقدير نفسك وحجم نجاحك فأنت إستطعت أن تحول الهزيمة إلى إنتصار إستطعت أن تتحول 

من شخص مهزوم أمام أحزانك ومشاكلك إلى إنسان متفوق حتى على نفسك كن فخور بنفسك وبكونك إنسان تحديت حتى نفسك.

لأن ببساطة ذلك هو الهدف من تعرضك للمحنة والألم هو إختبار لك هل أنت إنسان تستحق أن تكون خليفة الله في أرضه أم إنك إنسان ضعيف مهزوم تنتظر الحظ أن يغير لك حياتك.

 ‏يا عزيزي تقديرك لنفسك ومعرفة قدرها ‏العظيم هو من يجعلك على وعى ودراية بأهمية الكفاح أنك إنسان نفخ الله فيك

 ‏من روحه جعلك خليفة له في أرضه.

 ‏أيعقل أن تكون بهذا القدر العظيم وتستهين أنت بنفسك، والإستهانة بالنفس ‏ليست فقط بألاستسلام والخضوع لتحديات الحياة ، وإنما عندما تضع نفسك ‏في مواقف تقلل من قيمة نفسك فأنت ‏تستهين بها وتحقر من شأنها.

 ‏لكن متى نستطيع أن نقول إننا نقدر أنفسنا؟؟

 ‏إجابة هذا السؤال ضرورة يجب أن تسأله ‏لنفسك على فترات من حياتك لتستطيع أن تقيم طريقك وهدفك في الحياة، فالاجابة المُرضية لك والتي تشعرك

 ‏بالفخر هى الإجابة الصحيحة إنك راض عن نفسك لأنك لن تستطيع أن تكذب عليها في داخل كل منا بوصلة للحقيقة وهى فطرة الله التي فطرك عليها، ستعرف حتى وإن قام من حولك بمدحك والثناء المزيف عليك أنت فقط من تستطيع الحكم على نفسك أن كنت على صواب أم أنك تهرب من المواجهة والإعتراف بأخطائك.

فأنت تعرف حقيقة نفسك، فهل أنت قادر على ردع نفسك إن أخطأت وتلك هى القوة

الحقيقة للإنسان وهى مجابهة النفس وكما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا، وزنوها قبل أن توزنوا، فإن أهون عليكم في الحساب غداً أن تحاسبوا أنفسكم اليوم، وتزينوا للعرض الأكبر، يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية).

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى