عاجلعالم الفنمقالات

أكرم السعدني يكتب .. سمير صبري .. وأنا

أكرم السعدني يكتب .. سمير صبري .. وأنا

أكرم السعدني يكتب .. سمير صبري .. وأنا
أكرم السعدني

وأنا في سن المراهقة شاهدت وصديق عمري أشرف عبد القوي فيلم ” دقة قلب”، بطولة محمود ياسين و سمير صبري وبعد أن شاهدنا الفيلم خرجنا لنقلد الأبطال وكان أيا منا إذا قابل بنت ضحك وقرب منها ومد يده وسلم عليها وهو يقول ازيك يا سوسن عاملة إيه وحشتينا موت، تمامًا كما كان يفعل أبطال الفيلم وبعد ثالث ازيك يا سعاد ازيك يا سوسن فاذا بالبنات يصدرن صويتا وصراخًا وعويلا ويجتمع باعة الذرة والترمس والبوابين وبالطبع إلى جانب البنات وهات يا ضرب في أشرف أحيانا وفي شخصي الضعيف في أغلب الأحيان ومشينا بعد إنتهاء المعركة نحن نضمد الجراح ونتحسس الركب والأقدام وكان أحدهم قد ناول أشرف “روسية” في أنفه فنزف دما لطخ قميصه وصبغه باللون الأحمر، حمدت الله على أن الإصابات تبعي محتملة ومن يومها قررنا أن لا ندخل أفلاما لمحمود ياسين وسمير صبري حتى تبرأ جراحنا .

وبعد عام وفي دولة الكويت كان العديد من المصريين يزينون الحياة الفنية في دولة الكويت منهم الفنان الجميل الخواجة بيجو عبد المنعم راتب وأسرته التي كانت تستقبل كل أهل الفن العابرين أو المقيمين بالكويت وهناك ألتقيت للمرة الأولى بالفنان سمير صبري وحكيت له ماجرى لنا، أشرف وأنا بسبب فيلم “دقة قلب” وضحك سمير من أعماقه وجلس وهو يشرح لي كيف يمكن لممثل عادي لايملك قدرات كوميدية أن يضع فيلمًا كوميديًا من الطراز الرفيع
ودخلنا في كوميديا الموقف وكوميديا الأيفيه والكوميديا السوداء وأكتشفت أن سمير صبري باله طويل جدا لشرح العملية الفنية وقال إنه لم يكن يتوقع أن الفيلم يحققه هذه الإيرادات الضخمة .

وبعد ذلك بسنوات قليلة جدًا قابلت سمير صبري ومعه فنانة كانت هي فتاة أحلام الجيل الذي تنتمي إليه الجميلة ناهد شريف ليس بسبب قيامها بأدوار الأغراء لا سمح الله ولكن كان هناك شئ ساحر في نبرات صوتها يتسلل إلى الأذن، ليتسرب إلى الوجدان فيحدث بهجة لا مثيل لها بالإضافة إلى ملامح وجدتها محبة للنفس ربما بفضل هذا الصوت المخملي فالأذن تعشق قبل العين أحيانا.

أكرم السعدني يكتب .. سمير صبري .. وأنا
سمير صبري

ذهبت لأسلم على سمير صبري ولم أستطع أن أتحكم في عيناي فقد تسمرتا بإتجاه ناهد شريف وأبت العينان الحركة في اي إتجاه وكنت في هذه الأيام قصير القامة، فأنحنت السيدة الفاضلة وهي تسلم علي وقبلتني من الخدين وهنا ضحك سمير صبري وهو يلاحظ الموقف وقال بيتهئ لي كده العلقة بتاعة دقة قلب خفت خلاص وذهب في نوبة ضحك من الأعماق وبالطبع زار السعدني الكبير وسط عشاقه ومريديه .

وعدت مرة أخرى لألتقي بسمير صبري وهو يتحدث عن الصحافة التي عشقها منذ الصغر في لقاء ضم السعدني الكبير وأحمد الجار لله صاحب جريدة السياسة الكويتية وكنا في بيته بالكويت ثم عدنا إلى مصر لأجد سمير صبري قد توسع وتمدد وإذا به صاحب أرقى فرقة فنية تقوم بزفاف العروسين في مصر فقد كان سمير يجيد أشياء لا حصر لها فهو ممثل جميل له حضور رائع وهو أيضا يغني فيحدث حالة من البهجة ولكن رغم أن الضوء سلط عليهم خلال السينما والتليفزيون الا إنه ظل وحتى آخر ايامه وفيًا للمهنة التي عشقها ومنحها كل العمر والوقت ووجد خلالها السعادة تتسرب من بين أصابعه إنها الإذاعة والعمل الإذاعي. والتقينا بالطبع في عاصمة الضباب عندنا جاء ليحقق في مقتل سعاد حسني ووجدت في عينيه حزن لا حدود له لرحيل السندريلا
كنا أيضًا نلتقي في حفلات وندوات وسهرات رأس السنة وأعياد ميلاد الأصدقاء المشتركين من أهل الفن وعلى رأسهم سمير خفاجي وهنا سأتوقف كثيرا فقد كان بيت سمير خفاجي مفتوح للجميع.

كل نجوم مصر يتقاتلون للسهر في منزل سمير خفاجي يوم رأس السنة في هذا الأحتفال الأكثر بهجة وتألقا.
ولكن عندما سقط سمير خفاجي ضحية المرض وظل عشرة سنوات، في منزله لا يخرج منه إلا لزيارة الطبيب أو للسفر إلى حيث ترتاح النفس في مدينة الإسكندرية .
أقول تضاءل العدد وتقلص وكاد يتلاشى الا فيما ندر من أهل الخير وكان منهم سمير صبري فكان على الدوام يلبي دعوة سمير خفاجي كل يوم ثلاثاء حيث نلتقي معا مدام نعمة الباز أطال الله عمرها والفنان الكبير حسن مصطفى رحمه الله وزوجته الفاضلة ميمي جمال والفنان الإنسان صاحب الموقف الرائع تجاه سمير خفاجي الفنان محمد داوود وأيضا النجم الذي ستجده دوما إلى جانبك إذا مرضت أو وقعت فريسة لأي أزمة من اي نوع ابن البلد الشهم محمود حميده وبالطبع كنت ازور سمير صبري في منزله الملاصق لمنزل تاني غالي على النفس هو المطرب ماهر العطار رحمه الله ولازلت اتشرف بزيارة أسرته الفاضلة وكنت في اخر مرة قد ذهبنا جميعا للقاء سمير صبري هناك ولكن حالته الصحية
حالت دون مجيئه فتحدث إلي وقال الكتاب بتاعي عملت لك إهداء إنزل وتعالى خد النسخة وأرجع تاني ومع الأسف لظروف ما لم أستطع الذهاب إلى سمير صبري وهو الأمر الذي ندمت عليه ندم شديدا .

أكرم السعدني يكتب .. سمير صبري .. وأنا
سمير صبري

فما هي إلا اسابيع قليلة ومضى إلى رحاب ربه ولكن ما ياحزنني ان البعض حاول ان يشوه ذكرى الرجل ومحاولة البعض عمل أبو العريف الذي يأتي بالتايهه ويعلم ما بين البصلة وقشرتها

ان كل مايهمني بشأن سمير صبري هو الفنان والإنسان اما خصوصياته فهي ملك له وحده ليس من شأن أحد أن يتدخل فيها خصوصًا بعد أن أصبح الرجل في دار الحق مشى كده ولا أيه ، أوعي يكون الإجابة إيه على رأي السعدني الكبير رحم الله الجميع.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى