“أنا سعاد أخت القمر” ما غنته سندريلا الشاشة المصرية سعاد حسني…في ذكرى وفاتها
تقرير/ مادونا عادل عدلي
فنانة موهوبة، استطاعت ان تلفت الأنظار إليها من خلال أعمالها الفنية في زمن الفن الجميل، حيث تميزت بالشقاوة في السينما المصرية والدلع والتألق الفني.
كانت وما زالت فتاة أحلام الشباب، وظهرت نجوميتها منذ طلتها الأولى على الشاشة، وقدمت العديد من الأدوار التي تجسد الفتاة المصرية في مختلف أشكالها سواء كانت ريفية أو معاصرة، كما قدمتها في العديد من القضايا، واستطاعت سعاد حسنى أن تضع اسمها ضمن أهم نجمات السينما المصرية اذ عشقها المصريين والشعوب العربية بسبب رقتها وجمالها التي كانت تظهر به على الشاشة.
تركت لنا رصيدًا فنيًا كبيرًا من الأعمال السينمائية والتليفزيونية.
وتحل اليوم 21 يونيو 2021، ذكرى رحيل سيندريلا الشاشة العربية سعاد حسني حيث توفيت في مثل هذا اليوم من عام 2001.
رحلت سندريلا الشاشة كما لقبها الجمهور والنقاد، وحيدةً في الغربة بعيدةً عن بلدها مصر حيث كانت تتلقى علاجها في العاصمة الإنجليزية لندن.
رحلت عنا السندريلا بجسدها لكنها ستظل حاضرةً في أذهان جمهورها بأعمالها العظيمة، التي تعتبر جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما المصرية.
بدأت سعاد حسني الغناء في سن مبكر جدًا من خلال الإذاعة المصرية، حيث وصل صوتها إلى آذان المستمعين عبر ميكروفون الإذاعة عندما قامت بغناء أغنية “أنا سعاد أخت القمر”.
تعجبت أسرتها لموهبتها الكبيرة، المميزة، وكانت البداية عن طريق فيلم “حسن ونعيمة” للمخرج هنري بركات الذي تم تقديمه عام 1959، وشاركها في بطولتها المطرب محرم فؤاد.
ليكون الفيلم شهادة ميلاد لنجمة جديدة قادمة بقوة إلى عالم الشهرة والنجومية، فأثنى النقاد على أدائها في الفيلم وكأنها ليست المرة الأولى التي تقف فيها أمام الكاميرا.
تعتبر الفترة من بداية الستينيات وحتى نهاية السبعينيات هي فترة التوهج الفني لسعاد حسني، حيث قل إنتاجها خلال فترة الثمانينيات وأوائل التسعينيات والتي يمكن تقسيمها إلى قسمين وهما مرحلة الافلام الكوميدية ومرحلة الأفلام الجادة.
قدمت سعاد حسني خلال هذه المرحلة الفنية مجموعة ضخمة من الأعمال التي سيكر عليها الطابع الكوميدي الاستعراضي، التي لاقت نجاحًا كبيرًا جدًا على المستويين النقدي والجماهيري.
ومن هذه الأفلام إشاعة حب، الساحرة الصغيرة، بابا عايز كده، حواء والقرد، صغيرة على الحب، حلوة وشقية، حكاية 3 بنات، للرجال فقط، الزواج على الطريقة الحديثة، جناب السفير، العريس يصل غدًا، عائلة زيزي، فتاة الاستعراض، بئر الحرمان، نادية وشيء من العذاب.
وكان أغلبها خلال فترة السبعينيات والثمانينيات فقدمت خلالها أفلامًا، مثل غروب وشروق، الحب الضائع، غرباء، زوجتي والكلب، الاختيار، الناس والنيل، الحب الذي كان، الجوع، شفيقة ومتولي، عصفور الشرق، المتوحشة، أميرة حبي أنا، خلي بالك من زوزو، أين عقلي، على من نطلق الرصاص، موعد على العشاء، أهل القمة، المشبوه، الكرنك والدرجة الثالثة.
قدمت سعاد حسني خلالها فيلمًا واحدًا فقط هو “الراعي والنساء” ثم توقفت بعدها عن العمل الفني، بعد أن داهمها المرض وآلام العمود الفقري وسافرت في رحلت علاج طويلة بدأت في فرنسا وانتهت بوفاتها في إنجلترا.
قدمت سعاد حسني خلال مشوارها الفني مسلسلًا تليفزيونيًا واحدًا فقك وهو مسلسل “حكايات هو وهي”، الذي تم تقديمه في 10 حلقات وكان من أنجح الأعمال الدرامية التي تم تقديمها على الشاشة الصغيرة، كما أنه يُعتبر أحد كلاسيكيات الدراما المصرية.
بالرغم من ابتعاد سعاد حسني عن الأضواء والشهرة وبدئها رحلة علاجها إلا أنها قدمت عدة حفلات على مسارح أوروبا للجاليات المصرية والعربية هناك، بهدف جمع التبرعات لصالح ضاحيا زلزال أكتوبر 1992، الذي وقع في مصر مخلفًا العديد من الضحايا والمصابين.
قررت إدارة المهرجان برئاسة النجم حسين فهمي، تكريم سعاد حسني تقديرًا لعطائها الفني الطويل لكنها لم تتمكن من الحضور، فقامت بإرسال شريط صوتي لإدارة المهرجان شكرتهم خلالها على تركيمهم لها، متمنية أن تسترد عافيتها حتى تعود للفن من جديد وتقدم أعمالًا جديدة تسعد بها.
وفي لقاء تليفزيونى نادر جمع الفنانة سعاد حسنى بالفنانة ميرفت أمين أثناء عمل الأخيرة كمذيعة على شاشة التليفزيون المصرى من خلال برنامج “سينما القاهرة”، وتحدثت السندريلا خلال اللقاء على تكريمها وحصولها على جائزة احسن ممثلة عن فيلم “شروق وغروب”، كما تحدثت عن أعمالها الجديدة وكيف تختار نوعية أفلامها التي تقدمها على شاشة السينما المصرية.
وما لفت المشاهدين لهذا اللقاء النادر هو توجيه سؤال شخصى ومحرج من الفنانة ميرفت أمين للفنانة الكبيرة سعاد حسنى، وهو نفس التوقيت التي كانت متزوجة من الفنان على بدرخان وقتها حيث قالت لها، مش ناوية تبقى أم قريب، لترد عليها ويسيطر على وجهها الاحراج، “ناوية ان شاء الله بس لما ربنا يريد”.
رحلت السندريلا سعاد حسني في يوم 21 يونيو عام 2001 بعد سقوطها من شرفة شقتها بالدور السادس في بناية “ستيوارت تاور” بالعاصمة الإنجليزية لندن، ومازال الحادث يمثل لغزًا كبيرًا حتى الآن.
وتحدث عنها الكثير نجوم كبار وشباب نجوم من جيلها وغير جيلها فأخذها الكثير مثل قوي حتى يتعلما منها التمثيل فكانت رمز مهم وقوي في عالم الفن.