إقصاء مني زكي ومنة شلبي عمدا عن الدراما لسنوات جريمة لابد من محاسبة فاعلها
كتب: تامر عادل
ارتكبت القيادات السابقة للشركة المتحدة للخدمات الإعلامية خطأ فادحا ،في حق النجمتين منى زكي و منة شلبي،حيث تم استبعادهما عمدا من خريطة الإنتاج الدرامي، لأكثر من ثلاث سنوات ، وخلال هذه الفترة كانت الشركة تعتمد على نجمات مثل مي عزالدين ، ومي عمر وريهام حجاج ،وياسمين صبري،تاركة طاقات فنية جبارة أخرى، بحجم منة شلبي ومنى زكي.
وبالإضافة للمخالفات المالية التي نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي ، وليس هناك مجال للحديث عنها الآن ،لابد أن يتم محاسبة هؤلاء المسؤولين ، على جريمة أخرى أشد خطرا ،وهي اهدار موهبتين كبيرتين ،احداهما عادت إلى الساحة الفنية على يد المنتج محمد السعدي ،والأخرى عادت إلى تألقها من خلال ال”أم بي سي”.
وتتضح أبعاد الجريمة الأدبية أكثر ، مع تسليم البعض بأن مي عمر وريهام حجاج وياسمين صبري وغيرهن لسن فنانات حقيقيات ،يتمتعن بفكر ورسالة ،وخبرة ورصيد فني ،بل نكرات فنية ، أقصى طموحهن أن تسطع اطلالتهن على الشاشة،وبغض النظر عن اتفاقي مع هذا الرأي أو عدمه، فإن أعمالهن الدرامية المصروف عليها بالملايين ، كانت مخيبة للآمال،ومفسدة للحياة الفنية في مصر.
مخيبة للآمال لعدم تحقيق النجاح ،ومفسدة للوسط الفني ،لأنها أدت إلى خلل في قيمه السائدة ،فلم تعد الموهبة هي المعيار،بل “الفهلوة” ،حيث تم تجميد الرموز الفنية الكبيرة ، والاطاحة بهم خارج سوق العمل،علاوة على تخفيض أجور من بقي منهم على الساحة، وتضييق الخناق عليهم، مع أنهم نجوم مصر الحقيقيين ،ومصدر قوتها الناعمة.
وهذا في الحقيقة هو “مربط الفرس” ،لأن منة شلبي ومنى زكي يحملان على عاتقهما مسؤولية حضارية ، تتلخص في اسم “مصر”، فهما سفراء للفن المصري، في حضوره وقوته ونضجه وتألقه،ويستحقان الدعم الكامل ،وليس الفنانات اللاتي يفتقدن إلى الموهبة ، ويتسلقن إلى القمة عبر الواسطة والنفوذ ، وغسل الأموال.
لذلك أقول إن مصر صنعت مكانتها الفنية الرائدة، بمواهب أبنائها ،ومن هنا فإن التمثيل كان وما زال جزءا من وجدان المشاهد المصري خاصة ، والعربي عامة، ونجومه هم مشاعل طاقتنا الناعمة.
وقد اخترت منة شلبي رمزا لهذه الطاقة لحضورها الأخاذ وقدراتها التمثيلية المتعددة ،وانتمائها الوطني العميق ،ذلك الانتماء المرتبط بوجدان الانسان المصري.
وكذلك تتصدر منى زكي واجهتنا الحضارية المصرية بثقافتها الواسعة وموهبتها الفذة، ومصريتها الأصيلة، وتألقها الدائم رغم تغير الأدوار والشخصيات التي تجسدها.
لذلك أعتبر أن “ركنهما على الرف” لصالح أنصاف الموهوبين ،كان جريمة يجب أن يعاقب عليها مرتكبوها،فقد شوهوا واجهتنا الفنية المصرية ، مع سبق الاصرار والترصد