إيمان البحر.. غواص في بحر الحياة بين الحب والفن والإيمان
بحر الحب
لماذا بدأنا في بحر الحياة ببحر الحب؟
لأن الحب هو الطاقة السحرية التي تجعل كل احساس أكثر جمالا وروعة حتى في الايمان بالله وآداء العبادات وليس مجرد الأحاسيس بين البشر… وأقسم لكم بمن يضع الحب في قلوب البشر وهو الحق تبارك وتعالى..
فقد قال سيدنا علي رضي الله عنه:
” ان الله يقذف بالحب في قلوب المحبين فلا تسأل محبا لماذا أحببت “… والحب ليس أن يكون المحبوب بلا عيوب ولكن أن يكون المحبوب رغم كل عيوبه…
ولذلك تجد تأثير الحب في العبادات شيء مذهل ولكن من أهم الأمور التي يجب أن يتحلى بها الانسان ليشعر بجمل وروعة هذا الاحساس هو “الصدق والاخلاص “…
فمهما كانت العلاقات بين البشر فمن ذاق طعم الحب الحقيقي الذي لا تشوبه شائبة من المصالح أي يكون حبا خالصا لله أو للشخص الذي شاء المولى تبارك وتعالى أن يخترق كيان الانسان رغم أنه أول لقاء فلا يعرف أحدهم عن الآخر شيئا /** ولكن ربي قد قذف بالحب في قلوبهم ” بعشق بالوما ” وهو المعنى الذي لم يفهمه الكثيرون في أغنية ” طير ف السما” …
لحظة صدق ف العمر تكفيك :
في حديث السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل الا ظلهأ ن الله قد ذكر ثلاثة مقاعد من السبعة لأصحاب اللحظة الواحدة رغم أن الأربعة الباقيين أعمالا دائمة وتحتاج الى الصبر والجهد والوقت على مدار حياة
الانسان مثل عدل الامام ” امام عادل ” أو الرجل المعلق قلبه بالمساجد أو الشاب الذي نشأ في طاعة الله… أو الرجلان اللذان تحابا في الله وتفرقا عليه.. فكلها امور تحتاج الى الوقت والجهد طوال عمر الانسان…
لكن أن تفوز بظل الرحمن بلحظة واحدة فأساسها الصدق والاخلاص ...
1) رجل تصدق بصدقة فأخفاها
2) ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه
3) ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال اني أخاف الله رب العالمين…
وكلها قد تحدث مرة واحدة في العمر فصدق اللحظات له عند الله جزاء عظيما…
فانتبهوا للحظات العمر فانها لا تعود أبدا فاذا كان العمر على سبيل المثال ستون أو سبعون عاما فهي تساوي كم شهيقا وزفيرا مثلا ستجد عددا معينا فهل تخيلت أن الشهيق والزفير الذي تفعله ببساطة شديدة لا يعود الى يوم القيامة فاغتنم كل لحظة قبل فوات الآوان لتجد الجزاء العظيم بلا شك في اليوم الذي سنسمع جميعا هذه الكلمات ” هل وجدتم ما وعدكم حقت؟” نعم يا الله ان وعدك الحق فلا تؤاخذنا ان نسينا أو أخطأنا ولا تحمل علينا اصرا كما حملته على الذين من قبلنا .. ربنا ولا تحملنا مالا طاقة لنا به واعفو عنا واغفر لنا وارحمنا .. أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين …
بحر الإيمان
لدينا الأجزاء الخاصة بالايمان بحقيقة اليوم الآخر في ثلاثة أجزاء سيتم تكملتها باذن الله…
وهنا أود أوضح كثيرا من المفاهيم الخاطئة التي يتاجر بها البعض خداعا للناس. نظرا لأن الغالبية يتأثر بالكلمات الجميلة عن الله ورسوله…
الثقة في الله ما معناها وكيف يصل الانسان إليها:
من المؤكد أن الجميع يعلم أن الله سبحانه لا يقبل الا الطيب حتى أن الحج لا يقبله الله الا من الكسب الحلال الطيب.
ولو كان على الانسان دينا فعليه أولا أن يسدد هذا الدين. أولا ليقبل الله منه هذا الحج الذي يرجع منه كيوم ولدته أمه.
وبالتالي لا يستطيع أحد أن يخدع الله لانه يعلم خافية الأعين وما تخفي الصدور. وجميعنا يسمع الآن كلمة منتشرة على لسان الفنانين ثقة في الله. فهل يبارك الله أعمالا لا تدعوا إلى العدل والاحسان وايتاء ذي القربى
ما تعلمناه من كبار العلماء
وكما نعلم جميعا أن الله يأمر بذلك وبناء على ذلك قد يظن البعض أن المال رزقا وتكريما من الله. ولكن بناء على ما تعلمناه من كبار العلماء.. ” لا خير في خير بعده النار ” .. ” ولا شر في شر بعده الجنة “..
أي أنه اذا اكان العمل الذي يأتي منه هذا المال يستحق العقاب من الله فبالتالي لا يمكن أن أسجد لله شكرا عاريا مثلا وكأن هذا الحضور. وهذه الأموال فضلا من الله وهو يحمل أوزار كل من حضروا فضلا على حسابه عن هذا المال الذي. يحاسب عليه مرتان من أين اكتسبه وفيما أنفقه…
ولذلك حينما يرى الجميع هذا الهجوم الشرس على كل من ينطق بالحق فقد يرى البعض أن ذلك شرا. وبناءا على القاعدة التي ذكرناها من لا شر في شر بعده الجنة فالجميع يعلم أن قول الحق هو أفضل الجهاد عند الله وأكثر الناس للحق كارهون. ولذلك هو جهادا لما يلاقيه من تمسك بقول الحق من شتائم وأكاذيب والجميع يعلم أيضا أن الغيبة ذكرك أخاك بما يكره. وان صح ما فيه وأنه لا غيبة لفاسق بمعنى أن من يأتي بالذنوب علنا لا غيبة له أبدا بل على العكس فمن رأى منكم منكرا فليغيره بيده أو بلسانه أو بقلبه. وهذا أضعف الايمان فمن ذكر ما يكرهه هذا الفاسق الذي يأتي بالذنوب علنا هو لا يأثم بل. يؤجر باذن الله لدفاعه عن الحق ولتحمله هذا الهجوم الشرس ويكفينا قول الامام الشافعي رحمة الله عليه …
” لو كنت مغتابات لأحد لأغتبت أمي لأنها أحق الناس بحسناتي ” … فهنيئا لمن تمسك بالحق ارضاءا للمولى تبارك وتعالى ولم يهتم بكثرة المتابعين والمشاهداتت من الذين هم للحق كارهون …
بحر الفن
من منا لا يتذكر ” غواص في بحر النغم ” للراحل العظيم الفنان عمار الشريعي؟…
كان برنامجا عظيم رائعا ولكنه كان توضيحا لأصول النغم والتلحين واختيار المقامات الموسيقية المناسبة للتعبير عن معاني الكلمات. وهذا لم يكن موجودا قبل ظهور فنان الشعب خالد الذكر الشيخ سيد دورية. ولذلك هو الوحيد الذي قد قدم جديدا لم يكن موجودا قبل ظهوره. وتلك هي سمات العبقرية الأولى أن يكون ما بعده غير كل ما كان قبله من أسلوب تلحين يعتمد على التطريب فقط وليس فيه أي شيء عن التعبير. وقد يظن البعض أنني متحيزا لصلة القربى بيني وبينه ولذلك سأذكر رأي الموسيقار العظيم رياض السنباطي في فنان الشعب :” لا يلقب بموسيقار الا سيد درويش وكلنا نلعب في فناء بناه سيد دورية. ولم يضع أيا منا لبنة واحدة فوق هذا البناء.”. وهذا رأي رجلا صادقا من أعظم من أنجبت مصر في عالم الموسيقى والغناء وأعماله تشهد على ذلك…
لن أكون غواصا
وفي هذا الباب لن أكون غواصا كما كان يفعل العظيم رحمة الله عليه الفنان عمار الشريعي بل بصفتي البحر نفسه .. ههههه.. سأنتقي لكم من كنوز الفن مالا رآه الكثير من هذه الأجيال التي شاء حظها العاثر أن يكون فن الموسيقى. والغناء بهذا المستوى المتدنيكلماتا ولحنا وتوزيعا موسيقيا أيضا…
وأرجو أن ينال اعجاب القراء المترمين والمهتمين بمكانة مصر العظيمة دائما بما قدمت من فنون في مختلف المجالات السينمائية والمسرحية والغنائية والمسلسلات. والثقافة عامة بما لديها من مواهب ومبدعين في كافة المجالات لا تكفين الصفحات لذكرهم وذكر أعمالهم العظيمة…
ومهما كانت اختلافاتنا في التقييم فمن المؤكد أننا نسعى كمصريين نعشق تراب هذا البلد الى هدف واحد لا يختلف عليه اثنان…الا اذا كان عدوا لهذا البلد العظيم …
” اكره واكره واكره بس حب النيل..
وحب مصر اللي فيها مباديء الدنيا ..
دي مصر ف الجغرافيا ما ليها مثيل ..
وعمرها ف التاريخ ما كانت التانية…”
فحلمنا أن تعود مصر التي بها مباديء الدنيا وأن تعود الى مكانتها الطبيعية الأولى دائما بما لديها من مواهب ومبدعين في كافة المجالات بشهادة الصادق الأمين صلوات ربي وسلامه عليه ” فيها خير أجناد الأرض”. وأنا أرى هذا المعنى ليس في الجنود فقط بل في جميع المجالات بفضل الله ولدينا الكثير من النماذج المشرفة في كافة المجالات …