ابن سينا.. “الشيخ الرئيس” وأمير الأطباء الذي غيّر وجه الفلسفة والطب في العالم

كتبت / مايسة عبد الحميد
في مثل هذا اليوم من عام 980م، وُلد الفيلسوف والطبيب المسلم ابن سينا، الذي عُرف في الشرق بلقب الشيخ الرئيس، ولقّبه الغرب بـ أمير الأطباء و”أبو الطب الحديث في العصور الوسطى”. ترك ابن سينا بصمة خالدة في ميادين الطب والفلسفة والعلوم، حتى أصبح اسمه مرادفًا للعبقرية والتجديد.
وُلد ابن سينا بالقرب من بخارى، وأظهر نبوغًا مبكرًا في تحصيل العلم، فأتقن الطب والفلك والفلسفة والرياضيات في سن صغيرة، وبدأ التأليف قبل أن يبلغ العشرين. خلال مسيرته ألّف ما يقرب من 200 كتاب في مجالات مختلفة، من أبرزها مؤلفه الأشهر القانون في الطب الذي ظل المرجع الأساسي لتدريس الطب في الجامعات الأوروبية حتى القرن السابع عشر.
حياته لم تكن سهلة، إذ واجه ملاحقات من الملوك والأمراء، واضطر للتنقل بين قصور الحكم وسجون الاعتقال، وهو ما جعله يعيش حياة صاخبة بالمتاعب والتحديات. تلك التفاصيل ألهمت العديد من الأدباء، فكتبوا عنه روايات خالدة مثل ابن سينا أو الطريق إلى أصفهان للكاتب الفرنسي جيلبرت سينويه، التي روى فيها تلميذه أبو عبيد الجوزجاني مأساة أستاذه وتقلبات حياته، وكذلك رواية فردقان للأديب يوسف زيدان التي قدّمت صورة متكاملة عن أفكاره وفلسفته وتجربة سجنه في قلعة فردقان.

رحل ابن سينا في 21 يونيو 1037 عن عمر لم يتجاوز 57 عامًا، لكن إرثه العلمي والفلسفي ظل شاهدًا على عبقرية استثنائية جعلته واحدًا من أعظم العقول التي أنجبتها الحضارة الإسلامية، وأحد الجسور الفكرية التي ربطت بين الشرق والغرب.






