ابو عزة ومعاطي ودياسطي…. شخصيات مميزة في يوم ميلاد عم صلاح عبدالله
كتبت/ مادونا عادل عدلي
الكوميديان الشهير الذي يوافق يوم ميلاده بيوم الشرطة العظيم والذي يحتفل بيه الملايين من الشعب، الفنان الذي عشقه جيل مميز وتعلم على يده الكثير ومن خلال افيهاته وتألقه واداءه فالهزار والكوميديا في حياة ذلك الفنان طبيعة تجري في دمه، وتمثل إحدى مكونات شخصية الإنسان قبل الفنان.
جسد شخصيتين مغرقتين في التراجيديا، هما شخصية الزعيم مصطفى النحاس في مسلسل “الملك فاروق” وشخصية فوزي الدالي في مسلسل “الدالي” واللتان نجح في تقديمهما بنفس قدرته على تقديم الأدوار الكوميدية التي برع فيها عند بدايته التي شبهه فيها البعض بالكوميديان الراحل نجيب الريحاني.
تألق في دور كوميدي مميز في شخصية صعيدية في مسلسل ذئاب الجبل الذي يصبح في العمل الصديق المقرب للنجم أحمد عبد العزيز في شخصية المعلم “دبيكي” والكثير يرى أنه في هذه الشخصية تألق وقدم دور كوميدي مميز جدا عشقه الكثير فيه.
وفي هذه الفترة يعيش النجم صلاح عبد الله مرحلة من النضج والتألق الفني جعلته يتجاوز الأدوار الخفيفة ويقدم أعمالا ذات مضمون، بالإضافة إلى تعبيرها عن الصراع النفسي للشخصيات التي يقدمها، سواء على شاشة التلفزيون أو السينما، وهو ما يعبر عنه بحديثه….”أتمنى أن تبقى هذه الأعمال في ذاكرة رصيدي وأن يتباهى بها أولادي من بعدي”
ومن أهم هذه الأعمال مسلسله قيد عائلي والذي يجسد فيه شخصية مميزة وصارمة وشخصية الرجل الحكيم في تصرفاته، وشخصيته في مسلسل هوجان وهي الشخصية الكوميدية الشريرة بجانب الفنان محمد إمام والفنان كريم محمود عبد العزيز ورياض الخولي وغيره
وشارك الفنان شخصية مميزة في مسلسل نصيبي وقسمتك4 حكاية تاج راسنا بابا وهي القصة التي أشاد بها الجمهور والكثير عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وشارك الفنان في رمضان في مسلسل عمرو دياب قدم شخصية كوميدية كضيف شرف في العمل وقدم شخصية مهمة في مسلسل اتنين في الصندوق.
حياة النجم صلاح عبدالله
ولد النجم الكبير صلاح عبد الله عام 1955 في حي بولاق أبو العلا الذي عاش فيه ست سنوات من طفولته، لينتقل بعدها وهو في السابعة من عمره مع أسرته إلى حي بولاق الدكرور القريب
وعن حياته علق قبل ذلك قائلًا….”عشت أكثر من نصف عمري الأول ما بين بولاق أول وبولاق ثان، وهذا الذي كان وراح، واللي فات، والبركة في اللي آت”
كانت اهتماماته في كتابة الشعر السياسي والعمل بالنشاط السياسي المتاح لمن هم في مثل حالته، حتى أصبح أمين شباب حي بولاق الدكرور والدقي.
وعند التحاقه بكلية التجارة للدراسة فيها، جذبته فرقة تمثيل الجامعة، وأعجب بما تقدمه من اعمال مسرحية على خشبة مسرح الجامعة، فقرر تكوين فرقة مسرحية للهواة أطلق عليها اسم “تحالف قوى الشعب العامل”، لأنها ضمت بعض العمال والحرفيين، بالإضافة إلى زملائه من الطلاب، وهو اتجاه لم يكن معمولا به في تلك الفترة، إلا أن الفرقة نجحت في لفت الأنظار إليها، حيث قدم من خلالها كممثل ومخرج عددا من العروض المسرحية لكبار الكتاب في تلك الفترة ومنها “اه يا بلد” لسعد الدين وهبة و”عسكر وحرامية” لألفريد فرج.
وقرر صلاح عبد الله ترك العمل بالسياسة، خاصه بعد نجاحه في كتابة أشعار عدد من المسرحيات التي عمل بها في أدوار صغيرة ومنها “العسكري الأخضر” التي قام ببطولتها الفنان الكوميدي سيد زيان.
ويتذكر الفنان صلاح عبد الله تلك البدايات بتصريحه “ادين بفضل اكتشافي للمخرج شاكر عبد اللطيف الذي قدمني في مسرحية “رابعة العدوية”، رشحني بعدها للانضمام لفرقة “ستديو 80” التي كونها الفنان محمد صبحي والمؤلف لينين الرملي، وكانت البداية بمسرحية “المهزوز” و”إنت حر”.
ويمكن القول ان صلاح عبد الله فنان الخروج على النص في الأعمال المسرحية التي قدمها، ولكن من دون إسفاف وهو ما دفعه للدفاع عن ذلك المفهوم قائلًا…: “اساء الناس فهم كلمة خروج عن النص واعتقدوا أنها خروج عن حدود الأدب، ولكن أنا أرى عكس ذلك؛ فالممثل ما دام يمتلك الخبرة والقدرة والتمكن الذي يستطيع به أن يخرج في الحدود التي لا تتعارض مع الشخصية والخط الدرامي للعمل المسرحي ومن دون إسفاف
فإن هذا الخروج يفيد العمل ولا يضره لأنه يرسم البسمة على وجه المشاهد، فهو خروج مطلوب ومستحب وموجود منذ إنشاء المسرح
حيث جاءت معرفة الجمهور الحقيقية بصلاح عبد الله من خلال مشاركته في مسلسل “سنبل بعد المليون” في عام 1987 حين عرض عليه الفنان محمد صبحي القيام بأحد الأدوار الصغيرة، إلا أنها كانت من الأدوار المؤثرة في ذاكرة الجمهور التي علق بذهنها طريقة حديث صلاح عبد الله ونكاته التي منحتهم المزيد من الضحك، وليجذب إليه الأنظار من قبل مخرجي الفيديو الذين قدموه في العديد من الأعمال منها ذئاب الجبل.
وعلى الرغم من نجاحه على خشبة المسرح وشاشة التلفزيون، إلا أن علاقة صلاح عبد الله بالفن السابع لم تبدأ قوية، حيث أسند إليه المخرجون أدواراً صغيرة في عدد من الأفلام التي قدمها كبار المخرجين ومن بينها “يا مهلبية يا” مع ليلى علوي والسيناريست ماهر عواد والمخرج شريف عرفة، و”كرسي في الكلوب” مع لوسي ومدحت صالح.
توثقت علاقة صلاح عبد الله بالسينما عندما قدم عددًا من الأفلام المهمة التي وضعته بين مصاف النجوم، بدءًا من فيلم “الرغبة” مع نادية الجندي وعلي بدرخان، وفيلم “مواطن ومخبر وحرامي”مع هند صبري وخالد أبو النجا والمخرج داود عبد السيد
وايضًا “دم الغزال” مع الكاتب الكبير الراحل وحيد حامد والمخرج محمد ياسين، والفنان نور الشريف ويسرا ومنى زكي، وفيلم “الرهينة” مع المخرجة ساندرا والسيناريست نادر صلاح الدين، وأخيراً فيلم “الشبح” الذي قدمه في الموسم الماضي وحقق من خلاله المزيد من النجاح عبر شخصية الشرير التي أداها باقتدار وقد كتب النقاد يقولون عنه في هذا الدور: ان أداء صلاح عبد الله كان متميزا طوال الفيلم، فدور الشرير الذي أداه لم يكن يحتاج إلى انفعالات زائدة عن الحد وهو ما أدركه صلاح عبد الله بموهبته، فأدى الدور بسلاسة وسهولة ليخرج بالشخصية إلى بر الأمان.
وعلى الرغم من الإشادة التي تحدث عنها النقاد للعديد من الادوار التي أداها صلاح عبد الله فيما قدمه على شاشة السينما، إلا أنه يكن المزيد من الإعزاز لفيلمه مع داود عبد السيد «مواطن ومخبر وحرامي» الذي يقول عنه: “هذا الفيلم هو الأهم في مشواري الفني، فالفضل في نجاحه بعد الله عز وجل يعود لمخرجه داود عبد السيد الذي كان التعامل معه شيئا جميلا وممتعا في جميع المراحل
واستكمل صلاح عبد الله حديثه….”في الماضي كان لدي قناعة أنني ممثل محترف ويجب أن أقدم كافة الأدوار سواء الجيدة أو التي يكون فيها الاستسهال عنصرًا أساسيًا ولكن مع مرور السنين، اختلف الأمر بالنسبة لي وباتت الجودة هي المعيار الأول والأخير لقبولي الدور أو رفضه”.
وفي الوقت الذي يجسد فيه صلاح عبد الله أدواراً لافته للنظر، يؤكد عدم حلمه بالبطولة المطلقة مبرراً ذلك بقوله: “حتى أكون بطلًا مطلقًا لابد من توافر عدة أسباب أهمها أن تجد قصة تقدمك بشكل جيد، ثانيًا أن تجد المنتج المتحمس الذي سيتيح لك الفرصة من دون بخل في الإنتاج، وعلى سبيل المثال طلعت زكريا وهو من الجيل الذي جاء بعدي بذل فعلاً جهداً ولم يرفض أداء مشهد أو مشهدين في فيلم إلى أن وصل إلى النجومية والبطولة المطلقة وكان محظوظاً في أن يجد منتجاً قدمه بشكل جيد في البطولة، كما وشارك في دبلجة كثير من افلام الكرتون بصوته مثل دور ماطن في فيلم السيارات الجزء الأول .
وعن الجوائز في حياة صلاح عبد الله قليلة جدًا على مستوى الاحتراف ولكن في مجال الهواية فاز بالعديد منها، كأحسن ممثل وأحسن مخرج على مستوى الجمهورية وذلك من خلال مسابقات المسرح الجامعي ومسابقات الثقافة الجماهيرية.
أما في مجال الاحتراف، فقد جاءته عبر دوره في فيلم “مواطن ومخبر وحرامي”منها جائزة جمعية الفيلم كأحسن ممثل دور أول، وجائزة المهرجان القومي للسينما. عندما ترى صلاح عبد الله تظنه لتوه غادر قطار الصعيد فملامحه تنطق بالجدية ووجهه يمنحك احساسا بالطيبة والبراءة
وعن أسلوبه فهو يتميز بالتلقائية في الأداء لم يطمح يومًا إلى أن يكون النجم الأوحد ولم تجتاحه أمراض الشهرة لكن طموحاته في الفن بلا حدود.
ويعرض حاليًا للفنان مسلسل الحلم الذي يشارك فيه مع النجم محمد رياض والفنانة رانيا فريد شوقي والفنانة صابرين وأحمد عبد العزيز ومي كساب وغيرهم ويعرض له أيضًا مسلسل القاتل الذي أحبني للنجم هاني رمزي.
وجريدة عالم النجوم تتمنى للفنان والنجم المميز صلاح عبدالله التهاني القلبية ودوام الصحة والعافية والتوفيق في حياته.