الأغاني الشعبية من سئ إلى أسوء!
كتب/ عمرو صادق السخاوي
دائماً ما كانت تمتاز الأغنية الشعبية قديماً بالرُقِي والسمو وإدخال البهجة على قلوبنا متى سمعناها، وكانت أهم نقاط قوتها إنتقاء الألفاظ المختارة لتدخل قلب كل فرد من أفراد الأسرة المصرية دون خجل ليسمعها الصغير قبل الكبير، لكن بعد التطور السريع الذي شهده العالم في الآونة الأخيرة أصبحت الأمور من الصعب السيطرة عليها خاصة بعد فترة ريادة للمهرجانات الشعبية لنبدأ في سيناريو جديد أُباحت فيه كلمات تلك الأغاني وصف البيئة الداخلية والجسد بأدق التفاصيل وغيرها وسنستعرض الآن مدى الفروقات والتطور الذي حدث بين إثنتين من الأغاني الفارق الزمني بينهما ليس بالكبير.
إذا ما عقدنا مقارنة بسيطة بين أغنيتين لإثنين من المفترض أن كلاهما مطرب جميل الصوت وهما المطرب الشعبي “هوبا” الذي اشتهر في نهاية العقد الأول من الألفية الجديدة بأغنية “حجرين عالشيشة”، والآخر “محمد رمضان” صاحب أغنية “أديك في السقف تمحر”، سنجد الكثير من الإختلافات في العديد من النواحي كالإيقاع والألحان ونغمة الصوت والملفت أكثر من ذلك هي الكلمات!
هوبا يقدم محتوى توعوي يناقش فيه قضية الإدمان وشرب المخدرات وآثار ذلك على الشباب، فعلى سبيل المثال المقطع الشهير “شوفت ديك كان شايل فيل، شوفت نملة ديلها طويل”
يُبرز هوبا عن طريق هذه الكلمات نتيجة شرب مخدر الحشيش حيث أنه ليس من المعقول أبداً أن يقدر ديكاً على حمل فيل، ولا أن تكون نملة لها ذيل.. بل وطويل!
أما الآخر الذي يطلق عليه لقب مطرب ماذا قال؟
“أديك في السقف تمحر، أديك في الأرض تفحر”
ما هذا العبث؟ وما المغزى المراد من هذه الأغنية؟
هل الغناء أصبح عبارة عن موسيقى صاخبة تؤذي الأذن وفلاتر صوت لتُنَقيه من الشوائب الموجودة في أحباله الصوتية!
المرعب في الأمر أن مثل تلك الأغاني دخلت بيوتنا جميعاً وتربى الصغار على هذه الأصوات فخرج لنا جيلاً لا يعرف من هي أم كلثوم إلا في وقت المرح بىن الرفاق حينما يسأل أحدهم صديقه عما يريد سماعه ليجيبه على سبيل الفكاهة بأنه يريد سماع “أم كلسون”!
قِس على شاكلة أغنية “أديك في السقف تمحر” الكثير مما قُدِّمَ لنا في الفترة الأخيرة ليصف جسد الفتاة وصفاً دقيقاً!
ماذا عن أغنية “بنت الجيران” لحسن شاكوش، و “ننة” التي أُطلِقَت مؤخراً للفنانة الإستعراضية جسداً وموضوعاً دوللي شاهين!
مصر التي أنجبت أساطير للأغاني الشعبية أمثال محمد عبد المطلب ومحمد رشدي ومحمد العزبي وأحمد عدوية وحسن الأسمر وحكيم وعبد الباسط حمودة يخرج علينا هؤلاء !
يا سادة.. لكل مقام مقال.