أخبار الرياضةعاجل

الأهلي يحرر الأقصي ويعيد للأمة كرامتها

الأهلي يحرر الأقصي ويعيد للأمة كرامتها

الأهلي يحرر الأقصي ويعيد للأمة كرامتها
الأهلي

كتب/ د. محمد كامل الباز

بعد صراعات وترقبات، مشادات و مشاحنات، هتافات هنا وصيحات هناك، الحمد لله انتهت المعركة، فزنا وانتصرنا، ماحققناه منذ يوم سيكتبه التاريخ بحروف من ذهب، أعادوا لنا العزة والكرامة، كان هذا أبلغ رد واقوي عقاب، نعم أخذنا بثأرنا !!

سمع أحد الصغار هذا، تساءل لوالده هل المقصود أن العرب تجمعوا وانتقموا لشهداء غزة؟! هل تحرك العرب بعد دهس الجرافات اليهودية للمدنيين العزل فى ساحة مستشفى كمال بن عدوان ؟؟

 وقف الأب متحير لا يجد ماذا يقول لابنه … وكان رده بعد مدة، لا يا بني قد انتصر الأهلي المصري على إتحاد جدة السعودي، رد اعتباره بعد تجاوز جماهير العميد!!

نعم انشغل العالم العربي كله بالمواجهة المرتقبة ( ليست بالطبع على أراضي غزة الحبيبة) ولكنها مواجهة فى لعب الكورة بين أشقاء من المفروض تجمعهم روابط الدين واللغة، فوجئنا بفيديوهات وتجاوزات، إثارة وحماس وكانك ستجد القادسية أو عين جالوت جديدة، تحليلات فى التلفاز و مواجهات على السوشيال ميديا حتي ظن الغلام أن العرب استفاقوا وقرروا وضع حد لمجازر اليهود، اندهش الغلام مما يحدث ولكني قولت له لا تندهش يا بني فما حدث بين الشعب السعودى والمصرى من تراشق وشحن فى الفترة الاخيرة قد خطط له من القرن الماضي بل وضع حرفيا فى بروتوكولات الكيان الذى يقتل أطفالنا، لم نجد من يحزن أو يبكي من مشهد إخوانه الذي يستبيح العدو كل يوم حياته واخرها فى ياحة بن عدوان، ولكننا وجدنا من يلطم ويصرخ من أجل هزيمة فريقه بالثلاثة، وجدنا أيضاً من يرقص ويغني لانتصار فريقه وعلى بعد أميال إخوانه يُقتلون ويُنكل بهم، فرح المنتصر وحزن المهزوم، ولكن ماذا حدث هل قدمت الكرة لهما شيء؟، هل حلت مشكلة أو دفعت مكروه، انا أشجع الكورة منذ سن الثامنة يا عزيزى ولم أرقص لفوز فريقي أو أحزن لخسارته لأنها فى الاخر مجرد تسلية وإن كان البعض يرقص ويفرح فهذا شأنه ولكن مع وجود جزء هام في الأمة يُعتدي عليه واخوة لنا يعانون كل يوم الأمرين فهذا ليس شأنه بل شأننا جميعا، من الواجب أن نذكره أن يلتزم الأدب فلنا اخوة يفقدون كل يوم عزيز أو حبيب، عندما كان يقام عزاء فى الشارع المجاور كنا نستحي نلعب الكورة أو نضحك بصوت ونحن فى شارع أخر حفاظاً على مشاعر أصحاب العزاء، ما بالك الأمة كلها منذ أكثر من شهرين فى عزاء متجدد، كل يوم يكون الصوان منصوب ولكن الفقيد متغير كل يوم يدخل فى العزاء عشرات بل المئات وأصحاب العزاء يتبدلون؛

مع كل هذا لا يستقيم أن تتراقص وتلهو من أجل لعبة، مع كل هذا لا يصح أن يحل حزنك على فريق كورة محل إخوانك الذين يموتون جوعاً فى غزة.

إن مبارة الاهلي واتحاد جدة ما هي إلا فقرة ترفيهية تنتهي مع صفارة الحكم، لا تعطي لها وقتا أو تشغل لها مشاعر؛

منذ شهور من المفترض أن كل عاقل بالغ فى الأمة ليس له هم وشغل إلا إخوانه فى غزة، هذا إن كان بيننا الكثير من البالغين أو العاقلين، أما لو كان الأكثر لم يبلغ الحُلم بعد، فمن حق مشجعي العميد أن يشقوا الجيوب ويلطموا الخدود من أجل خسارة فريقهم، وليفرح ويفخر مشجعي المارد الأحمر فقد حققوا إنجاز ليس له مثيل وسطروا تاريخ سيحكي فى الميادين يفوق استرداد الأقصي أو تحرير فلسطين.

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى