الإستغلال سمة العصر … بقلم : ريهام مرتضي البنا
الإستغلال هو سلوك وظاهره، هو الإستفادة من شخص ما معتمدا في ذلك علي جهل أو طيبة أو عجز هذا الشخص . ويعلم الشخص الإستغلالي منعدم الضمير أن الشخص الذي أمامه يجهل تفاصيل موضوع ما ، أو يعجز عن فعل شيء ما ، والإستغلال أعتبره نوع من أنواع الخيانة نعم هو خيانة للوفاء بالعهد خيانة إطمئنان شخص والتسليم للشخص الإستغلالي والتوسم فيه بالمساعدة وإنقاذه من مأزق ما . ولكن الشخص الإستغلالي هو شخص منعدم الضمير ومنعدم الرحمة ولا يعلم شيء عن الوفاء بالعهود ولا يعلم معنى العهد والكلمة الحرة التي يقولها للآخرين .
وللإستغلال أنواع من أشهرها الإستغلال المادي ظاهرة هذا العصر ويسميها الشخص الإستغلالي شطارة وفهلوة ، ولا يعلم أنها طريقة ما للسرقة المحرمة شرعا أن تأخذ مال من شخص يجهل عن ما تفعله به بحجة أنك تقدم له المساعدة .
ففي عصرنا هذا تجد عشرات الأيادي ممدودة لتقديم المساعدة فتظن أنك شخص محبوب وأن الأشخاص الذين من حولك بهم الخير لتتفاجئ بإستغلالك والنصب عليك .
ماذا ألم أكن شخص محبوب ؟ ألم يقدموا لي العون والمساعدة لأنهم أشخاص طيبون ؟
لا يا عزيزي لقد تم النصب عليك وإستغلالك بنجاح . والسبب طيبتك وثقتك الزائدة فيمن هم حولك من الأشخاص المخادعون.
والإستغلال العاطفي وهو الأصعب والأسوء لأنه نوع من أنواع العنف النفسي فيبدأ الشخص الإستغلالي بالضغط على الشخص المستغل وتهديده دائما بتركه لو لم يفعل له شيئ ما ومن هنا يسلبه كل شيء المال والكرامة وإحترام الذات والتقدير حتي يصبح الشخص المستغل مريض نفسي مفتقد لكل مشاعر الحب والوفاء مفتقد إنسانيته وشخصيته ، يعاني آلام نفسية لا يعلمها أحد ولا يشعر به أحد سوى الله .
فهناك أشخاص مبرمجين علي الأخذ فقط يمتصون ما تملك سواء ماديا أو عاطفيا . فهم أشخاص أنانيون ومع كل هذا الإستغلال يتركوك مع أول مطب لأنهم أشخاص كما قلت ليس لديهم ضمير ولا رحمة ولا تعاطف حتى مع مشاعر أي أشخاص آخرين .
الإستغلال الإلكتروني وهو ظاهرة حديثة ظهرت مع التقدم التكنولوجي ومعرفة البشر بالبرامج وكيفية إستخدامها إستخدام سلبي كيف يسجل مكالمات الآخرين وكيف يشغل الكاميرا وكيف يستغل ويستفيد من يستغله ويهدده ، ويكون للشخص الإستغلالي في هذا المجال الكثير من الضحايا ليوقعهم تحت سيطرته ويملي عليهم طلباته فهذا النوع من الإستغلال سيء جدا وممكن أن يوصل الضحية للإنتحار كما شاهدنا في الآونة الأخيرة .
لابد أن نحمي أنفسنا من الأشخاص الإستغلاليه بأن لا نثق بأحد لا نعرفه ولا نعلم عنه شيء ولا تغرنا المظاهر فكم من أشخاص مظهرها يوحي بالتدين والتقوى ولكن هم غير ذلك ، وكم من أشخاص يوحي مظهرهم بالإلتزام والضمير والحكمة ولكنهم أسوء أنواع البشر . فالمظاهر خداعة فلابد من الحيطة والحذر