مقالات

الإستنزاف النفسي.. بقلم: ريهام مرتضى البنا

الإستنزاف النفسي.. بقلم: ريهام مرتضى البنا 

الإستنزاف النفسي.. بقلم: ريهام مرتضى البنا
ريهام مرتضى البنا

خلق الإنسان في إستقرار وإطمئنان وهدوء نفسي ، خلق الإنسان ليكون حر في قراراته وأفكاره وتصرفاته ما لم يضر ، يأكل ما يريد ويخرج وقت ما يريد يفعل ما يحلو له فخلقنا الله أحرارا .

ولكن هناك قيود فرضت علينا بسبب من يعيشون حولنا وإستغلالهم فهناك أشخاص يعتبرونك فرصه جيدة للإستغلال ويتعاملون معك هكذا . وهناك أشخاص ينظرون إليك أنك مجرد مرحله وتنتهي بإنتهاء المصلحة التي يريدونها . فالكل يتعامل معك حسب هواه وما يريد ، وتبقي أنت هادئ النفس صاحب الأفكار المنظمة والنظرة الحالمة أنت الذي تحب الجميع وتتجاوز كل شيئ بصدر رحب وأنت صامت لا يشعر بك أحد ولا بمقدار تعبك لأنك تبتسم كثيرا لن يشعر بك أحد ولا يفهمك أحد . فكل هذا لا يفرق معك ويمر عليك وأنت بخير حتي يأتي من يستنزف مشاعرك وروحك هو شخص تتعلق به وتحبه ويبادلك الحب ولكن علي الجانب الآخر تتلقي منه أفعال تؤلمك وإن دلت لا تدل سوي عن عدم حبه بل وكرهه أحيانا ، فتبدأ في محاكاته وتخبره أن هذه الأفعال تؤلمك ولكن تتفاجئ بأنه يفعل ما يؤلمك ويؤذيك بكل سهوله ومشاعرك ليس لها حساب عنده وهنا تدرك أنه ليس حب حقيقي وأنك في علاقه لا تأخذ منها إلا الإستنزاف النفسي وأن هذه العلاقة مريضة سوف تدمرك فقط بدون فائدة غير متعة الطرف الآخر الذي يعتقد أنك لا تفهم ولا تشعر .
لا أتحدث عن العلاقات العاطفيه فقط ولكن الصداقات والعلاقات الإجتماعية المستنزفة لنا وتؤلمنا فقط .

العلاقات خلقت ليرتاح الإنسان ويشبع لديه قدر من التعارف والحديث والتعاون والراحة النفسية والجسدية . ولكن العلاقات التي تتعبك نفسيا وجسديا ليست علاقة حب حقيقي فهي علاقة كلها وجع وتلاعب بالأعصاب فلا توجد علاقة سوية في الدنيا ترهق صاحبها وتجعله بائس حزين .

فعليك أيها القارئ العزيز أن تتقبل نفسك وتشعر بعظمة الخالق بك وأن الله لا يخلقك لكي تشقي . حلق في سماء الدنيا حقق أحلامك فكل منا حر ما لم يضر لا تجعل أحد يتحكم بك وتعيش في قيود كن شخص مدرك أن بثقتك في نفسك وعزمك وإسرارك .
إختر نزلاء قلبك بدقة ، فلا أحد يدفع ضريبة سكنهم سواك .
لا تؤذي نفسا ، لا تكسر قلبا ، لا تجرح روحنا . فالحياة لا تستحق وسيمضي بك الزمن وتدرك أن ما يأخذه الإنسان من هذه الدنيا هو الأثر الطيب والذكرى الحسنة .

فكونوا الملاذ الآمن لمن تحبوا ، وإحنوا عليهم فالحنية هي العملة التي تشتري كل شيء . وأعيدوا ترتيب الأشخاص بداخلكم فهناك من أخذ مكانة كبيرة وهو لا يستحق ، إنتظروا العوض الذي سيأتي من الله وإن كان متأخرا فسوف يأتي مذهلا وجابرا للخواطر .

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى