عاجلمحافظاتمقالات

الإسكندرية تحتفل بعيدها القومي: تاريخ من المجد وإرث لا ينسى

الإسكندرية تحتفل بعيدها القومي: تاريخ من المجد وإرث لا ينسى

الإسكندرية تحتفل بعيدها القومي: تاريخ من المجد وإرث لا ينسى
دكتورة دعاء نصر

بقلم : دعاء نصر

في كل عام، تحتفل مدينة الإسكندرية في 26 يوليو بعيدها القومي، الذي يوافق ذكرى خروج آخر جندي بريطاني من قاعدة “الضبعة” عام 1956، إيذانًا بانتهاء الاحتلال البريطاني لمصر، حيث كانت الإسكندرية مسرحًا لكثير من الأحداث التاريخية التي رسخت مكانتها في ذاكرة الوطن.

وتأتي الاحتفالات هذا العام وسط أجواء من الفخر والاعتزاز بتاريخ المدينة العريق، حيث تنظم محافظة الإسكندرية العديد من الفعاليات الثقافية والفنية والرياضية التي تعكس الطابع الفريد لعروس البحر المتوسط، وتُبرز الدور التاريخي والوطني لسكانها.

الإسكندرية.. المدينة التي سطر أبناؤها التاريخ

تتميز الإسكندرية بأنها ليست فقط مدينة ساحلية جميلة، بل هي مركز إشعاع حضاري منذ تأسيسها على يد الإسكندر الأكبر عام 331 ق.م. وعلى مدار العصور، ظلت الإسكندرية رمزًا للتعددية الثقافية والانفتاح على العالم، ومهدًا لحركات المقاومة الوطنية.

ولعبت المدينة دورًا بارزًا في مقاومة الاحتلال الإنجليزي، خاصة في معركة رشيد عام 1807، ثم معركة “المنشية” الشهيرة عام 1954 التي نجا فيها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر من محاولة اغتيال، وشهدت خروج القوات البريطانية بشكل نهائي في 26 يوليو 1956، ليصبح هذا اليوم هو العيد القومي للمحافظة.

فعاليات مبهجة وروح وطنية عالية

تنطلق الفعاليات الرسمية بالاحتفال في ساحة مسجد القائد إبراهيم، ورفع الأعلام في ديوان عام المحافظة، كما تُقام عروض فنية على كورنيش البحر، واحتفالات جماهيرية في ميدان محطة الرمل وسيدي جابر، بمشاركة الفرق الشعبية والموسيقية.

كما تنظم المكتبة العملاقة “مكتبة الإسكندرية” ندوات ثقافية وأمسيات شعرية ومعارض فنية تسلط الضوء على تراث المدينة وتاريخها. ولا تغيب عن المشهد مبادرات مجتمعية وخيرية، مثل تنظيف الشواطئ، وزيارات للمرضى في المستشفيات، وتكريم أسر الشهداء.

الإسكندرية بين الماضي والحاضر

ورغم التحديات التي تواجهها، لا تزال الإسكندرية تحتفظ بسحرها الخاص، وتعمل على تطوير بنيتها التحتية، وتحسين خدمات النقل والمرافق، في إطار رؤية مستقبلية لتحويلها إلى مدينة سياحية وثقافية عالمية.

إن عيد الإسكندرية القومي ليس مجرد مناسبة احتفالية، بل هو تأكيد على عمق الانتماء الوطني، واستحضار لدروس التاريخ، ودعوة للأجيال الجديدة كي يعتزوا بهويتهم ويحافظوا على مدينتهم.

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى