الإعلامية والروائية .. بسنت عثمان تكتب: روشتة أخلاق
عندما طلبت مني الإعلامية الرقيقة دعاء نصر أن اكتب مقال في العدد الأول لاصدارها الورقي .. ترددت كثيرا في اختيار الموضوع وفيما اكتب خاصة وأن المجتمع باشكالياته أصبح عبارة عن فصول داخل مجموعة من الروايات ؛ وفي لحظة إلهام قررت أني سأكتب فيما اهتم به وتراجع المجتمع كثيرا بسببه وهو اغفالنا لبعض المضامين والاهتمام بالقشور ؛ وقررت أن أكتب عن ” القسم إللي متقسمة ” عن فهمنا الخاطئ للاخلاق والقيم التي فقدناه في غفلة وبدون سابق انذار فأصبحنا لانرى انفسنا لأننا منتبهين للأخرين .. اصبحنا ندمن القبح ونستحسنه .. يعني إيه ؟
ببساطة وجه نظرك حول نفسك .. ولا تكن نظرتك حول الآخريين .. اكتشف نفسك أولا ولا ترهق نفسك باكتشاف الآخرين .. دعم مهاراتك واثقلها .. وإن لم تجد داخلك مهارت حاول أن تصنع لك مهارة خاصة تكن متميزا بها .. حاول أن تحب نفسك كما هي .. صاحبها .. عاتبها .. دلعها .. دللها .. ثم هذبها .. فكثيرا منا لايعي معنى حب النفس ومتخيل أنها أنانية .. وانا اقر أنها حق لنفسك على نفسك ..
فكيف لك ان تعطي حب بدون ان تمتلك حب ؟ فكيف لك أن يعجب بك الآخرين دون أن تعجب بنفسك ؟ كيف لك أن تكون سبب للغير في أي شيء وانت لا شيء لنفسك ؟ الأمر يبدأ بك ثم ينتقل للغير ؛ ولكن آفة المجتمع أننا نريد ان نبدأ بالآخرين في النظر والتركيز والحسد والتمني والتشفي والرجاء فننسي انفسنا وبمجرد أن تنسي نفسك تتوه وتتغرب وتفقد البوصلة .. روشتة نجاحك أول نقطة فيها نفسك ولا ترهق نفسك بالآخرين لأنها “قسم ومتفسمة” وكل شخص يحصل على ما كتبه الله له ؛ والتي تكون غاليا ثمرة تعبه ومثابرته وجده واجتهاده ؛ فطالب بحقك وتمسك به واحصل عليه بالارداة والتركيز ؛ وضع مرآتك امامك وانظر لنفسك دائما وقيمها حتي تتعود على حساب النفس ؛ فحسابك لنفسك ارحم من حساب الآخرين لك .. اجعل ادوات تحقيق هذا الأمر الحب والعطاء والرضا واصنع منهم تحدي وعزيمة وإصرار؛ فإن لم تنجح يكفيك شرف المحاولة ؛ وأن نجحت يكفيك أن تكون راضي بنفسك .. سيروا بجانب البحر أو الصحراء أو النيل أو أي براح وأرمي آفات نفسك وتحلى من جديد بما هو يفيدك لا بما هو يضر الغير واتخذ قرار بأن تكون معين للآخرين وليس عائقا لهم .. لأنه ببساطة كل ما نستطيع فعله هو تنفيذ إرداة الله فقط.