الإعلامي حمدي رزق يكتب: آية على محمد على
نشرت دار الإفتاء على صفحتها الرسمية بـ«فيسبوك»، صورة ممرضة مستشفى الحسينية بالشرقية، أثناء انهيارها عقب وفاة مرضى الحسينية مع تعليق لافت قائلة: «التزم بالإجراءات الاحترازية، البس الكمامة، ألا تكفيك صورة هذه الممرضة التى تملَّكها الخوف، ألا تكفيك صورة هؤلاء الممرضات اللاتى أنهكهنَّ التعب من علاج المرضى».
صورة بألف كلمة، صورة لممرضة مصرية انهارت من صدمة وفيات الوباء تواليا، صورة ترقى لصور مثيلة احتفت بها شعوب العالم. ووقفت احترامًا وتقديرًا لجهود الأطقم الطبية التى تتصدى للوباء على الخطوط الأمامية..
صورة الممرضة «آية على محمد على»، من منطقة «الحجازية» التابعة لمركز الحسينية. تلفت النظر إلى قطاع التمريض الذى أخشى أن نكون نسيناه تركيزًا على ملحمة الأطباء فى مواجهة الوباء.
التمريض على الخطوط الأمامية جنبًا إلى جنب مع الأطباء، بل ولساعات أطول. ولأسابيع متواصلة، وللعام الثانى على التوالى يواجهن الفيروس وجهًا لوجه، ملحمة إنسانية جديرة بالتوقف والتبين أمام الصورة التى لفّت العالم.
صورة آية
صُورة آية تترجم قمة التضحية والفداء والتماهى مع المرضى، تحس بأن الممرضة تعانى نفس الأعراض. وفى العزل ربما هى الوجه الوحيد الذى تطالعه عيناك، ويعطيك بصيص الأمل، ويسقيك شربة ماء. ولربما أول وآخر من تطالعه هو ملاك الرحمة، ومطلوب منها فى قلب الألم تخلق فى نفس المريض بارقة أمل، مؤتمنة على روحه، إنا عرضنا الأمانة، وتبينًا لأحوال قطاع التمريض، يستوجب العطاء لهؤلاء، تستحق الممرضة المصرية كل الخير، وتستأهل بذلاً كريمًا يعوضها خيرًا عن جهدها، وسهرها، وتعبها.
قطاع التمريض شايل الشيلة على دماغه، لا اشتكى ولا قال آه. ولا طالب بما هو حق، ولا تقاعس، بل يتصدر المشهد وهو يجتهد فى الحفاظ على الأرواح.
من جرّب قسوة العزل وعوارض هذا الوباء يعرف جيدا أنه والممرضة سواء بسواء، فى مواجهة الوباء، وأنها خط الدفاع الواقى، تبلّ ريقه الجاف إلى كلمة طيبة، معنويات المرضى فى العناية المركزة لها مفعول السحر. كيف تتحمل إنسانة كل هذه الآلام ومطلوب منها رسم ابتسامة الأمل لتمنح من هم على الحافة بصيص أمل..
و كم من أرواح أنقذتها ملائكة الرحمة دون انتظار كلمة شكر، لا نريد منهم جزاء ولا شكورًا.. لو تمنيت على وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أن تكرم هؤلاء وبزيادة، وأن تبذل لهم عطاء سخيًا، وأن تعينهم على أداء المهمة السامية، هم يستحقون كل الخير، والممرضة «آية» تستحق التكريم لا التلويم، الاستغلال الإخوانى استحل صورتها ليضرب فى المنظومة الطبية.
و بينما الصدمة التى مرت بها «آية» كانت قاسية، وانهيارها طبيعى، عندما تفقد عزيزًا عليك تنهار، بالله عليكم شابة مستجدة على مثل هذه الصدمات، تصدم أربع صدمات، أربع وفيات فى ١٧٠ دقيقة، من أين هذه الأعصاب الفولاذية لتتحمل هذا الضغط العصبى، لو جبل كان انهار، طبطبوا على ظهور الناس المحنية على مرضاكم، واذكروها بكل الخير.