الإعلامي حمدي رزق يكتب: يوم فى الأسطول
عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتى العَزائِمُ».. لم أجد أصدق من بيت شعر «المتنبى» انطباقًا على رجال القوات البحرية المصرية، يُلقبون بـ«سادة البحار».
على العهد دومًا، عزمهم أكيد، وتصميمهم حديد لحماية السواحل المصرية، وردع كل من تسول له نفسه أن يقترب من الحياض المقدسة، و«اللى يقرب يجرب» على قول الرئيس عبدالفتاح السيسى، القائد الأعلى للقوات المسلحة المصرية.
يفضل الفريق «أحمد خالد حسن»، قائد القوات البحرية، وصف «الأسطول» على القوات البحرية، ومصر تمتلك أسطولين يجوبان أعالى البحار، الشمالى يؤمّن الساحل الغنى بالثروات الغازية على المتوسط، و«اللى يقرب يجرب»، والجنوبى لتأمين «باب المندب» اتصالًا بتأمين الممر الملاحى العالمى فى قناة السويس أهم مجرى ملاحى عالمى.. رسالة القوات البحرية سلام ومحبة للجميع، وساعة الحرب لا تسل، يتحدث عن جبروتهم الركبان فوق حاملات الطائرات.
يتكامل الأسطولان فى سيمفونية قتالية احترافية يقودها مايسترو حاذق، سيد البحار «الفريق أحمد خالد حسن»، يعزف ورجاله فوق حاملات الطائرات والفرقاطات وزوارق الصواريخ والغواصات وكاسحات الألغام، أصعب المهام القتالية فى أعالى البحار.
تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ، رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ، عاهدوا الله سبحانه وتعالى على الشهادة بكرامة، والنصر بشرف، القوات المسلحة المصرية تحمى ولا تعتدى، قوة رشيدة تقودها قيادة عامة «الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى»، قيادة احترافية تعرف حق الوطن حق قدره.
قضيت يومًا فى الأسطول على متن حاملة المروحيات «ميسترال»، والتى تحمل اسم خالد الذكر الزعيم «جمال عبدالناصر»، احتفالًا بعيد القوات البحرية (٢١ أكتوبر ١٩٦٧) يوم انبلاج فجر النصر من ليل الهزيمة، وتدمير المدمرة التاريخية «إيلات»، جوهرة التاج فى القوات الإسرائيلية وفخرها، ضربتها الصواريخ المصرية وأغرقتها تحت نظر العالم فى واحدة من معارك الفخار.
«إيلات» أكبر قطع الأسطول البحرى الإسرائيلى، التى يرقد حطامها منذ ٥٤ عامًا فى قاع البحر المتوسط، قبالة سواحل بورسعيد الباسلة، لتظل شاهدًا على عظمة وقوة رجال البحرية المصرية.