البيوت حرمات الحياة الشخصية للفنانين.. فضائح على المشاع
بقلم الكاتبة : إنجي الحسيني
في الفترة الأخيرة، صارت جميع الأخبار والعناونين الصحفية تتعلق بأدق تفاصيل الحياة الشخصية لكثير من مشاهيرالفن، قد تتحمل السلطة الرابعة مسئولية اختيار الموضوعات المطروحة للقارئ، ولكن يظل أهل الفن هم من يلقى عليهم اللوم الأكبر لأنهم من يعرضون حياتهم على المشاع كوجبة دسمة للملايين من المتابعين باختلاف درجة الوعي والثقافة والتعليم والتربية.
وللأسف وقعت الفنانة الجميلة “ياسمين عبد العزيز” بين براثين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، رغم كونها من الفنانات التي تحظى بحب وشعبية كبيرة، فهي نجمة شباك لم نكن نسمع عن أخبارها سوى صدى نجاح أعمالها بالسينما والتليفزيون، لكن صار الشجارمع أخيها مادة فيسبوكة للتدوال تخضع للتقييم، وعلم القاصي والداني بأبعاد خلافها معه، وتحدث البعض عن سر أكياس الشوكولاته التي تمنع انجابها وسببت لها متاعب صحية.
المحزن أن بعض أقارب هؤلاء الفنانين يزجون بأسمائهم بحثًا عن مساحة ضوء، وهم من يوفرون المادة الخام للأخبار من أجل احراج أخواتهم أو أولادهم الذين أنقطعت معهم العلاقات، فنجد شقيق الفنانة ياسمين عبد العزيز يستغل فرصة تداول أخبار بطلاقها، ليتحدث عن كونه السند لها وبأن اختيارها كان خاطئ، فتخرج الفنانة عن صمتها بأنه قد باعها مقابل سيارة مرسيدس، لم يكن ذلك النوع من المنشورات جديدًا؛ فقد سبق لوالد الفنانة “ياسمين صبري” الهجوم عليها ونشر صور خطوبتها الأولى وهي على ذمة رجل آخر، نفس التصرف الغير واعي الذي قام به والد المطربة بوسي وهو يتوسل ابنته عبر المواقع المختلفة، ومن قبلهم الفنان رشوان توفيق الذي لجأ للفضائيات ليشكو مشكلة مع ابنته كانت تستحق أن تدار في الغرف المغلقة، ولكنها كانت بمثابة حرب إعلامية لاحراج الخصم وهو “الأبنة” واظهارها كعاقة لأبيها.. وغيرهم، الأمر الذي يجعلنا نراجع ميزان القيم عند الأباء والأبناء والعلاقة بين الأخوات بعضهم وبعض.
أما على مستوى العلاقات الزوجية، فحدث ولا حرج، فقد شاهدنا كيف حققت المطربة شيرين “الترند” بعدما حلقت شعرها، ثم كيف وصلت الخلافات إلى وجود تعهد على زوجها السابق “حسام حبيب” بعدم التعرض لها، وانتشرت “منشتات” تتناول بماذا فازت الفنانة “ياسمين صبري” من زوجها رجل الأعمال بعد طلاقها، وأخيرا كان الخلاف بين الفنانة “ياسمين عبد العزيز” وزوجها الفنان “أحمد العوضي” والذي أصبح مادة للنكت والسخرية من علاقة كان يبدو عليها التفاهم والسعادة.
نستفيد من تلك النماذج، بضرورة وضع حدود للحياة الشخصية، تبدأ مسئوليتها عند أصحابها بعدم نشر أخبار تتعدى تلك الحدود مرورا بالتصريحات التي يدلون بها كضيوف ببعض البرامج، ثم عند أصحاب المنابر الأخبارية والاعلامية باختيار موضوعات ترتقي بعقلية القارئ وعرض قضايا ترفع مستوى الوعي وتهم الوطن، وتنتهي المسئولية بدور المتلقي بعدم تسليط نفسه قاضيًا وجلادًا في نفس الوقت، والاهتمام بالأطروحات التي لها قيم اجتماعية وتربوية.
وعلينا أن نتعلم أن نضع سياجا حول تلك الخصوصيات، وأن لا نكون مادة للتداول كما فعلت عروس كفر الدوار والتي لم تتعلم من تلك التجارب، فأنهالت عليها التعليقات باللوم واتهامات الجري وراء الترند، بل وصل الحال إلى الاساءة لها وإلى زوجها بلا رحمة، الأمر الذي قد يهدد حياة فردين على وشك بدء حياة جديدة..
كم من حياة تكشفت أمامنا!! وكم من تعليقات كانت مسيئة وجارحة!! بيوت حللنا عليها ضيوفًا، سهرات كنا جزءا منهًا، مشاكل شاركنا في حلها، صور أثارت الأحقاد والغيرة، برامج قدمت الجانب الخفي من شخصيات شهيرة أحببناهم فتغيرت وجهة نظرنا فيهم، فالبعض تخطى حاجز الحوار وقفز لمرحلة نشر الفضائح، الحياة الشخصية للفنانين يجب أن تظل “شخصية”، فقديمًا كنا نقول “للبيوت حرمات”، فوجود الأسوار فيه حماية من المتطفلين وصيانة للنفوس، والقليل من القيود لا يضر.