التحرش الجنسي ظاهرة تهدد المجتمع المصري
كتبت: فرحة باروكي
ظاهرة جديدة طرأت على المجتمع المصري في السنوات الاخيرة ولم تكن موجودة او شائعة من قبل واصبحت تنذر بالخطر.
وفي دراسة استكشافية هامة منذ ايام جاءت النتيجة صادمة فقد اوضحت ان نسبة من يتعرضون للتحرش بلغت ٨٩% في اوساط المرأة العاملة بينما انخفضت النسبة الى ٧٢% لدي طالبات الجامعة والمرحلة الثانوية.
لكن حادثة طلخا جاءت لتزيد الأسوأ لهذه الظاهرة وهو احد الشيوخ المتحرشين بفتيات صغيرات لا تزيد اعمارهن عن ١٠ سنوات.
وفي هذا الصدد لفت نظري منشور أرسله السفير الاممي فؤاد الشناوي سفير المباحثات الدولية لدى الامم المتحدة، عن هذه الواقعة وتشرفت بالحوار معه حيث قال سيادته:
أمس فتحت التليفزيون وانا اتنقل في القنوات المصرية وجدت خبر مفزع في قناة مصرية عن حادثة تحرش في طلخا محافظة الدقهلية بطلها رجل شيخ وأمام مسجد فاتح غرفة في منزلة لتحفيظ القرآن الكريم والغريب انة كان يتحرش بالأطفال البنات اعمرهن لا يتجاوز العشر سنوات. الى انه بعد مدة طويلة تشجعت طفلة وابلغت والدتها بما يفعلة هذا الشيخ من تحرش واضح ويقوم بتهديها بقتلها لو اباحت بهذا. ولكن الطفلة استطاعت كسر حاجز الخوف وروت لوالدتها التي سارعت بالابلاغ عنه وتم القاء القبض عليه وأمرت النيابة بحبسة 15 يوما علي ذمة القضية.
ويواصل السفير فؤاد حواره : هنا نتساءل أية إللي حصل في المجتمع المصري رجل دين ويحفظ القرآن يقوم بهذا، اصابني الذهول وضربت كف علي كف؛ ادركت ان القيم فقدت فيما نطلق عليها الثقة العمياء، واننا يجب ان نكون في حرص شديد لانه لم يعد هناك ثقة اسمها دة زي اخويا او دة ابن عمي ولا ابن خالي ولا دة راجل حافظ دين ولا حتي المدرس. وانه يجب على أفراد الأسرة ان يعرف كل منهم دوره في الأسرة فنتقرب بوعي تام من اولادنا ولا نعاتبهم ولكن نشعرهم بانهم في اعيننا أبطال عندما يشاهدون الغلط ولايسكتون علية.
ويكمل سيادته الحديث قائلا: هذة الواقعة عادت بذاكرتي لحادثة تحرش اخرى حدثت منذ شهور هي الحادثة الشهيرة ب”متحرش المعادي” الذي دافع الرجل المتحرش بطفلة عمرها أقل من 10 سنوات عن نفسه قائلاً أنه حج بيت الله الحرام مرتين، وكأنه يعتقد أن أدائه لفريضة الحج يمنع اتهامه بهذه القضية وكونه يدعي الإلتزام بالدين الإسلامي يعطيه حصانة ضد المحاكمة. قالها أمام القاضي، وكأنه يتوقع من القاضي اسقاط عنه تهمته الشنعاء فقط لأنه زار بيت الله.
ويتساءل السفير الاممي وهنا استوقفني سؤال لماذا يتخفى بعض المتحرشين وراء الرداء الديني؟!
وكانت الاجابة التي خطرت في بالي هي ببساطة احترام الناس لرجل الدين أو الرجل المتدين بطبعه، فيظنون أن خوفه من الله سيردعه وبالتالي يصبح محط ثقة في مجتمعه، وللأسف كم من قصة تسمعها عن رجال ونساء خانوا هذه الثقة وتستروا بعباءة الدين ليمارسوا ممارسات شاذة، ومحرمة، وتنتهك إنسانية المعتدي عليه.
واضاف سيادته: في أوروبا نسمع دائماً عن فضائح تحرش رجال الدين المسيحي بالأطفال، ونسمع أيضاً عن حالات تحرش بالنساء والأطفال من قِبل شيوخ أو رجال يدعون الإلتزام بالدين بالمساجد وفي دور تحفيظ القرآن. كما ظهر ايضا نوع من التحرش يتمثل في ممارسة الإعتداء الجنسي والتحرش من قبل المشعوذين الذين يدعون معرفة الغيبيات ويلقبون أنفسهم عادة ب”الشيخ” ويقومون خلال ممارساتهم العلاجية ومراسمهم الروحانية – على حد تعبيرهم- بلمس النساء والفتيات بطريقة غير لائقة أبداً.
ويطرح سؤالا كيف يسيطر فرد أو مجموعة على جماعة باسم الدين؟
يمكن لأي تيار ديني لديه السلطة والقوة السيطرة على متابعيه، وغسيل عقولهم، واقناعهم بممارسات لا تمت للدين ولا للإنسانية بصلة، تحت اسم الدين. وفي هذه النقطة يقول: استوقفني موقف في المسلسل الشهير صراع العروش، حيث طلبت ساحرة من حاكم التضحية بابنته الوحيدة حرقاً بالنار في مراسم احتفالية وأقنعته بضرورة هذا الفعل من أجل ارجاع حقه والفوز بعرش أخيه الراحل.
هذه الساحرة كانت لديها قوة، وذات حضور جذاب وقوي، الشاهد هنا سيطرة الساحرة على حاكم من أجل الحصول على شيئ يريده بشده.
ويستشهد في تحليله: الوعود بالجنة مثلاً هو ما يستخدمه بعض الأشخاص الذين يتسترون بالدين من أجل السيطرة على حشد ما، أبسط مثال هو الجماعات المتطرفة والإرهابية. فأنهم يستخدمون أسلوب الخِطابة والدروس الدينية للترهيب من عذاب يوم القيامة والوعود بالجنة من أجل السيطرة والهيمنة ومن ثم يتبع الحشد هؤلاء دون تفكير ويقومون تنفيذ طلباتهم، وكما نعلم جميعاً ان هذه الجماعات لا تمت للدين بصلة، وجميعها لها أهداف خفية غير ما يُعلنون.
في الفيلم الشهير The Mist، صور ستيفين كينج التحكم باسم الدين بشكل مرعب وكانت رسالته مهمة جداً. يصور الفيلم ردة فعل أُناساً حَبسوا أنفسهم بمتجر بسبب وجود مخلوقات بالخارج تريد افتراسهم. يعم الذعر والرعب في المتجر، وينقسم الناس لأقسام، منهم من أراد الخروج ومنهم من اختار البقاء والانتظار. وخلال المناقشات لتي دارت في المتجر لإيجاد حل، ظهرت سيدة وبدأت تتحدث بأسلوب الخطاب الديني وتجمع الناس من حولها، تحدثت عن الرب والرجوع إليه وتطهير الذنوب، كلامها المرصوص وحدة صوتها، وثقتها وهي تتحدث وكأنها على دراية بكل شيئ لمس قلوب الناس وسيطر عليهم.
في حالات الذعر الشديد، يميل المرأ للتعلق بإله أياً كان لإحتياجه قوى خفية تساعده لأن الأمر قد خرج عن سيطرته. لم تكتفي السيدة بحشد أناس معها، بل أصبحوا يهاجمون من يخالفهم الرأي ويحاولون تدمير خطط الآخرين بالنجاه.
تحكمت المرأة بالناس عن طريق وعدهم بالنجاة وادعاءها معرفة الغيبيات، وغالباً ما ينجح هذا الخطاب الذي يلامس الجانب العقائدي ويُمَكن الفرعون الجديد من السيطرة خصيصاً في أوقات الشدائد.
مثال آخر على ذلك هو ما يعرف ب”جهاد النكاح”، مصطلح غريب جدآ قرأناه في مقالات وسمعناه في عده فيديوهات من فتيات ناجيات من بلاد تعاني من حرب أهلية، وهو ببساطة عرض الفتيات والنساء على عدد من المجاهدين للنكاح ويوجد من حلل هذا الفعل الشنيع واعتبره نوع من الجهاد. في الدين الإسلامي لا يوجد أي نص يحلل هذا النوع من الجهاد، بل هو يبعد كل البعد عن تعاليم الإسلام وعن المنطق أيضاً، هذا الفعل يقع تحت بندين لا ثالث لهما:
الأول: إن وافقت المرأة على معاشرة رجل أو رجال دون زواج فيعد زنا ومن الكبائر وليس جهاد وحاشا مقارنة الزنا بالجهاد
الثاني: إن أرغمت الفتاة على معاشرة الرجال فيعد اغتصاب وعقابه عند الله سبحانه وتعالى عسير
من أقنع هؤلاء بالفكرة؟
كل هذه الافكار المضللة دخلت الى مجتمعنا الشرقي والمصري عن طريق هذه الجماعات الارهابية والجماعات المنحرفة عن الاسلام سيطروا بها على مجتمعاً شرقياً قد يغلق على بناته المتنفس أحيانا فأصبح الرجل مغيب يبيح زوجته وبناته لمعاشرة الرجال؟!
ووجهت لسيادته السؤال في رايه ماهي الاسباب التي وصلت بنا الى هذه الظاهرة؟
فاجاب : بعض الأسباب التي تؤدي لاتباع الجماعات المتطرفة:
التخفي برداء ديني :
غسيل عقول الناس (خصوصاً الناس البسطاء والطبقة الغير متعلمة) بأكاذيب وتعليمهم دين محرف
ووعود بالجنة وكأنهم يملكون القول فيمن يفوز بها.
القوة والسلطة التي ينتج عنها الخوف من الحاكم وبالتالي اتباعه
ضغط المجتمع المحيط قد يلعب دورآ أيضاً (من مبدأ إن جن ربعك عقلك ما بينفعك)..
واختتم السفير فؤاد الشناوي حواره متمنيا للجميع السلامة، ووجه النصح بانه لا يجب ان نثق بأي شخص بسرعة لمجرد أنه يبدوا متديناً، فمن كان منافقاً كاذباً فقد خان عهده مع الله وسيخون عهده مع عباده.
في حديث النبي عليه الصلاة والسلام: “آيةُ المنافِقِ ثلاثٌ: إذا حدَّثَ كذَبَ ، وإذا وعَدَ أخلَفَ ، وإذا اؤتُمِنَ خانَ (رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6095، صحيح).
والسؤال الذي أردده مرارا وتكرارا من المسؤول عن تفكك الأسرة المصرية وضياع كل القيم والاخلاق سؤال يجب ان نتناوله بالبحث العلمي للقضاء على هذه الظاهرة التي قد تدمر قيم المرأة المصرية سيدة كانت ام فتاة ام طفلة قد تولد مآسي نفسية نحن في غنى عنها.