مقالات

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني
الكاتب أكرم السعدني

اقتربت منذ زمان بعيد للفنان الرائع محمد وفيق فقد جاء من الإسكندرية واتجه لقبلة الفنون في القاهرة وحرص على زيارة المسرح القومي لمشاهدة روائع المسرح العالمي والمحلي في تلك الأيام الأروع لدولة الفنون أيام خالد الذكر “جمال عبد الناصر”، ولان الناس معادن فإنها تتجاذب أحيانًا وتتنافر في أحيان أخرى فقد حدثت جاذبية لا مثيل لها بين شخص محمد وفيق والعم الجميل صلاح السعدني و منذ بدايات الستينيات اي منذ بداية وجودي في الحياه ارتبط السعدني مع وفيق بصداقة امتدت حتى غدرنا وفيق إلى رحمة الله وفي منزل بهجت قمر كاتبنا الكبير واحد أهم من كتبوا للمسرح الكوميدي كان اللقاء يتجدد يوميًا في بيت بهجت قمر الكائن في شارع التحرير بالدقي كان ملتقى لاصحاب الفنون والمواهب ومحبيها، لم يكن باب الشقه يغلق على الاطلاق إذا حل الليل ذلك لان معظم أهل الفن على موعد هناك، هم والذين معهم وظل وفيق وفيًا لصالون بهجت قمر حتى أرتبط بالسيدة التي رق لها قلبه منذ بواكير الصبا “كوثر العسال” وكان الشيخ زايد ذلك الحي الراقي في بدايات التكوين وأشارت عليه السيدة حرمه بان الوقت قد حان لمغادرة حي المهندسين الذي أمتلأ حتى كاد ينفجر من الزحام بالناس والسيارات وبالفعل اتجه إلى الحي الارقى في اكتوبر وكان هناك عدد من التجمعات السكنية الخاصة سكن العم صلاح في حي الياسمين بينما اختار وفيق ورفيقة حياته السكن في كومباوند يسمى الربوه .. وخلال سنوات معدودة استطاع ان يسدد ثمن الفيلا عبر أقساط أضطر معها وفيق إلى التركيز على العمل في السينما أحيانًا وفي التلفزيون دائما، وهنا تقاربت المسافات من جديد واصبح مقر العم صلاح ملتقى لأغلب من تبقى من صالون بهجت قمر .. وذات يوم رحلت السيدة الفاضلة حرم محمد وفيق إلى رحاب ربها، ولم نترك وفيق حبيسا لاحزانه واقترب كل احبابه منه محمد فريد، محمود الجندي، وشخصي الضعيف ، والعم صلاح وكان وفيق يبوح باسرار وحكايات العمر باكمله ومعه اكتشف ان هناك تنظيم سري سحري أيضًا .. فهو يضم أصحاب القامات الرفيعه في كل مجال، بالطبع كان بهجت قمر هو احد القيادات الروحية لهذا التنظيم، وقد اذهلني ان أنكشف أمامي رئيس التنظيم الذي عمل في السر طوال سنوات حياته وعطاءه النبيل إنه الساخر الجميل الرائع عمنا “أحمد رجب”، اما أعضاء التنظيم فهم كل المبدعين الذين جاءوا من أجمل مدن مصر والمتوسط على الاطلاق الساحرة الساهرة الإسكندرية..

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني
محمود عبد العزيز

كان محمود عبد العزيز احد أمتع الساخرين في الحياه وأجدع وأقرب الناس إلى كل أفراد التنظيم وكان سمير صبري أيضًا احد هؤلاء والكاتب المبدع الراحل محفوظ عبد الرحمن الذي سجل لنا لحظة من أعظم لحظات العمر في تاريخ مصر وهي تأميم قناه السويس ذلك الأختيار الأروع الذي أجتمع في أثنين من أبناء التنظيم السري السكندري احدهما طبعا هو “محفوظ عبد الرحمن” رحمة الله والثاني هو المخرج والصديق الرائع الشديد الادب المهموم بهموم بلده ووطنه أستاذنا الأكبر “محمد فاضل” ادام الله بقائه انه فيلم “ناصر 56” ، هو إبداع خاص وأصيل لابناء أو أعضاء التنظيم السري السكندري الذي لابد لاعضاءه ان يحملوا فيروس البهاء وان تكون الموهبه الأصيلة تسري في الدماء منذ لحظة الميلاد وان تكون المصرية هي شاغلهم وهدفهم ومرادهم..

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني
الكاتب أحمد رجب

كان العم الكبير “أحمد رجب” هو الأب والكبير والملاذ والملجأ لكل سكندري موهوب أو حتى موهوم طالما تعرض لظلم أو وقع في مشكلة ..
كان لأحمد رجب منذ بدايته في العمل الصحفي أثرًا لو تعلمون رهيبا.. ففي بواكير صباه راسل جريدة أخبار اليوم من الإسكندرية وكان يبعث باخبار الثغر وبصياغة مدهشة لمكتب أخبار اليوم في الإسكندرية لدرجة أثارت الكبيرين مصطفى وعلي أمين وعمل بالمؤسسة الصحفية العريقة.
وذات يوم أستمع إلى الشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكتب عما جرى له عند سماع هذا الصوت المعجز، ونشر المقال في الجريدة وأحدث أثرا رهيبا وساهم في أحداث ضجة هائلة للشيخ في كافة الأوساط..

وبدأ هجوما خاطفا على عبد الباسط عبد الصمد لإحياء الليالي في القرى والنجوع وبلدان القطر المصري كافه.
ايامها كان الرجل يتقاضى مبلغا فلكيا وهو 20 جنيهًا مصريا، وما هي إلا أشهر قليلة وبفضل مقال عمنا أحمد رجب أرتفع الاجر إلى مائة جنيهًا مصريا وهو رقم بحسابات ذلك الزمن بالفعل رقم أسطوري .
كان محمد وفيق وأغلب القادمين من الإسكندرية لابد ان يذهبوا للسلام على الكبير كبير الاسكندرانية سواء كان الهدف خدمة أو مشكلة أو نصيحة أو لمجرد السلام والكلام، لم أعرف حتى ذلك الوقت مكان الاستاذ من أهل الإسكندرية، وعندما صارحته بانني اندهشت بالفعل من هذا الأمر .. ضحك عم أحمد رجب رحمة الله وأعقب ضحكته الصافية العميقة أشياء لا داعي لذكرها وقال لي عارف يا أكرم الدكتور لما يتعب يروح لزميل له يثق فيه وانا لما بكتئب بارجع لكتاب أبوك”الطريق إلى زمش” اقراه من الجلدة للجلدة وأنسى كل هموم الدنيا، وفي كل مرة كنا نلتقي مع الكاتب الكبير كان يذكرني بالأهداء الذي كتبه له السعدني على كتاب الطريق إلى زمش”، من الكاتب الساخر محمود السعدني إلى الكاتب الساخر أحمد رجب ” اما هذه المكانة الرائعة لأحمد رجب في قلوب المبدعين من أهل الإسكندرية فقد كانت تترجم إلى افعال .. أنا لا أستطيع ان اذكرها لان الكاتب الكبير أراد ان يضع الخير ولا يلقى عليه اي ضوء من اي نوع ولكني أستطيع ان اؤكد ان أحمد رجب كان بالفعل هو الملجأ وهو الملاذ وهو حلال العقد ايا كانت درجة تعقيدتها ولم يتاخر الرجل ذات يوم عن مد يد العون لكل من حوله من أهل إسكندرية أو معارفهم أو أصحابهم أو أقاربهم ليثبت بالفعل ان الكبير بالمواقف وبالافعال وليس بالدعايه والاعلان.

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني
محمد وفيق

من خلال الصديق الرائع الوفي الجميل النبيل محمد وفيق تعرفت وتشرفت بهذا التنظيم الذي أتمنى ان ينتشر في ربوع مصر ويصبح لكل بقعة من ارضها كبير يهتم بأمور أهله وناسه وبلدياته.. فلا يتنكر لهم إذا ما جلس على الكرسي أو أرتفع مقامه أو منصبه ..
ان التنظيم السري السكندري يصلح نموذجًا ناخذ منه ونقيس عليه رحمة الله من غادرونا من أهل الإسكندرية الذين زينوا سماء الفن والأدب في مصر وعالمنا العربي، وأطال الله في عمر هؤلاء المبدعين الذين يواصلون رحله العطاء.
وفي النهاية ينبغي ان أذكر واقعة ان دل على شيء فهي دلالة على معنى الوفاء فقد أصر وفيق على حضور حفل تكريم الكاتب الكبير وصديق عمره الاستاذ “محفوظ عبد الرحمن” يومها هبت عاصفة ترابية في القاهره لا مثيل لها .. وكان محمد وفيق يعاني من مشاكل صحية لا حصر لها .. ولكنه حرص على ان يبدو في كامل لياقته وبسبب هذه العاصفه تأثرت الرئتين تأثيرًا خطيرًا أستدعى دخوله للمستشفى وهناك ظل فترة طويلة حاول الأطباء ان يسابقوا الزمان من أجل إنقاذ حياة وفيق التي كانت مهددة بخطر حقيقي حيث تبين ان القلب الكبير الذي اتسع ليشمل كل من صادفه وصادقه في رحلة الحياة قد اصابه الوهن الشديد في هذه المِحنة الكبرى وقف صديق عمره ابن المحلة الشهم ابن البلد “أشرف عبد الغفور” وقفه الاخ فلم يترك وفيق لحظة واحدة حتى غادر إلى العالم الاخر رحم الله محمد رفيق الذي كشف لشخصي أسرار أجمل وانبل تنظيم سري في مصر تنظيم المبدعين السكندريين.

التنظيم السري السكندري.. بقلم الكاتب: أكرم السعدني
بهجت قمر

مايسة عبد الحميد

نائب رئيس مجلس إدارة الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى