“التنمر” خطر صامت ودور الأسرة والمدرسة فيمواجهته

كتبت / دنيا أحمد
يُعد التنمر من الظواهر السلبية التي باتت تنتشر بشكل ملحوظ في المجتمعات، وخصوصًا بين الأطفال والمراهقين. وهو سلوك عدواني مقصود يتنافى مع المبادئ الإنسانية والدينية، ويأخذ أشكالًا متعددة كالسخرية، الإيذاء الجسدي، أو الإهانة العاطفية. وغالبًا ما يُمارَس ضد أفراد أضعف من المتنمر نفسيًا أو اجتماعيًا.
تبدأ جذور التنمر غالبًا من داخل الأسرة، فالإهمال، العنف الأسري، أو غياب القدوة الحسنة يمكن أن يدفع الطفل إلى تقليد سلوك عدواني يراه طبيعيًا. من هنا يأتي دور الأسرة المهم في غرس قيم التسامح والاحترام، والاستماع لأبنائهم ومراقبة سلوكهم وتصرفاتهم منذ الصغر.

أما المدرسة، فهي البيئة الثانية التي تتشكل فيها شخصية الطفل، وقد تكون مسرحًا لممارسات التنمر، خاصة في غياب الرقابة أو البرامج التوعوية. لذلك، يجب على الكادر التعليمي والإداري التعاون لرصد حالات التنمر ومعالجتها بسرعة، إلى جانب تقديم الدعم النفسي للضحايا، وتوعية الطلاب من خلال الأنشطة والبرامج التعليمية.

عند التعرض للتنمر، يجب على الضحية ألا تلتزم الصمت، بل عليها اللجوء إلى شخص موثوق مثل أحد الوالدين أو المعلمين. كما ينبغي للمجتمع أن يساهم في التوعية بخطورة هذه الظاهرة من خلال الإعلام والقوانين الرادعة، والتأكيد على أهمية بناء بيئة قائمة على الاحترام والتعاون.

إن مكافحة التنمر مسؤولية جماعية تبدأ من الأسرة وتمر بالمدرسة والمجتمع، وهي تتطلب تربية سليمة وتعاونًا متواصلاً لحماية الأفراد، وبخاصة الأطفال، من هذا الخطر الصامت الذي يترك آثارًا نفسية وجسدية عميقة.






