الدكتورة سحر شوشان تكتب التربية فى مواجهة برامج الإنترنت
أن ما يحدث الأن من إنتشار برامج الإنترنت أو ما يسمى ببرامج التيك توك وغيرها أمر تربوى غير
مقبول وكسر لكل معانى ومفاهيم التربية الحديثة أو القديمة مثل هذه البرامج لابد وأن تخصع للرقابة
القوية خاصه أنها أصبحت لها جمهور عريض ومُتابعين من مختلف الأعمار.
وخاصةً أن هناك من يقوم بأعطاء وصفات طبية وهم غير متخصصين وهناك من يقوم بأعطاء
نصائح تربوية وهم لا يعلموا شئ وليس على أسس علمية أو دراسة لهذه الدرجة أصبحت التكنولوجيا
تهدد المجتمعات والغريب فى الأمر أن حياة الناس أصبحت مُشاع بشكل مُستفز وتبادل للشتائم عبر قنوات التواصل الإجتماعى و برامج التوك شو.
ولعل ما جعلنى أنفعل كأستاذ فى التربية أننا نحتاج الى مواجهة سريعة وحاسمة لمواجهة مثل هذا
الوباء والذى أصبح لا يقل خطورة عن فيروس كورونا أو وباء ٢٠٢٠
لأنه تدمير للثقافات والمبدأ المجتمعى والعمل على عدم الإلتزام بالتخصصات والعلم القائم على البحث
العلمى وعدم تجربة وصفات دون أسس علميه لست ضد البرامج الهادفة القائمة بالفعل على أسس علمية
وتربوية وعملية وليس مجرد وصفات شخصية قد تصلح للبعض ولا تصلح للأخر
وعليه كيف أقوم وأن غير متخصص بوصف دواء أو حل مشكلات من واقع خبرتى الشخصية دون
الإستناد الى الدراسة والعلم ليست الحياه فقط خبرات شخصية خاصةً عندما يتعلق الأمر بوصف دواء قد يؤثر على حياة الأشخاص.
حقيقة أن من يتابع ما يحدث على برامج النت أو ما يسمى ببرنامج التيك توك يندهش من تبادل
الحديث عن أعراض الناس ووصفات طبية قد لا تصلح لعدد كبير وما يلحق بها من ضرر للنفس
البشرية مثل هذه البرامج لابد وأن تخضع للرقابة والتعرف على المحتوى المعروض وتهذيبه من أجل
الإرتقاء بالجنس البشرى ولا ننسى أن أولادنا متابعين لمثل هذه البرامج وهى بالفعل تُمثل خطورة كبيرة على المجتمعات والمجتمع المصرى بشكل خاص.
أوقفوا هذه المهزلة خوفآ على أولادنا وعلى الذوق العام نحن نسمع ألفاظ غريبة للغاية ووصفات
ونصائح غير قائمة على منهج علمى تهدد بأنهيار المجتمع وأنخفاض الذوق العام انا لست ضد مثل
هذه البرامج ولكنِ ضد المحتوى وما يقدم دون التأكد من صحة المعلومات خاصةً أنها تتعلق بحياة
الأشخاص ومن يقدموا هذا المحتوى ليس الهدف من أستخدام مثل هذه البرامج الفكاهه فقط ولكن
أيضآ الإستفادة وتهذيب السلوك من أجل جيل كامل ومستقبل أولادنا وعليه لابد من وضع قانون
يلزم من يستخدم قنوات التواصل بتقديم محتوى يحترم السلوك البشرى بعيد تمامآ عن التحدث فى
سلوك غير مقبول أو وصف أدوية من واقع خبرة شخصية والتأكد من المحتوى المقدم وهذا ليس عيب من أجل الحفاظ على أولادنا.
وهنا يأتى دور التربية وكلياتها من وضع أسس تربوية للأرتقاء بالذوق العام وعدم الأخلال بنظم
التربية المتعارف عليها عالميآ من أجل التصدى للأنماط السلوكية الغير مقبولة مجتمعيآ والعمل على تهذيب المحتوى المقدم للعامة بعد أن يخضع
للتهذيب وهنا لابد من دور كليات التربية لإنقاذ المجتمع مما يحدث به وخاصةً من يقوموا بإعطاء
نصائح خاصة بالتربية أو أنماط السلوك خاصةً أننا لدينا متخصصين فى التربية والموارد البشرية وعلم
النفس وغيرها من التخصصات الموجودة بالفعل فى كليات التربية للتصدى لمثل هذه البرامج التى أصبحت تمثل خطورة على حياتنا.
لست ضد هذه البرامج مطلقآ بالعكس أجد فيها بعض البرامج الجيدة ولكن أنا ضد التجريب فى
البشر من وصفات أو نصائح غير مبنية على أسس تربوية هامة لتهذيب المجتمع وهنا لابد من وضع
قوانين للسيطرة على الأنتشار السريع لمثل هذه البرامج ومراجعة المحتوى بشكل جيد للأستفادة
منها بما يليق مع قوانين التربية والذوق العام المجتمعى المتطور في ضوء نظريات سلوكية هادفة
وليس العشوائية فى نشر برامج تضر بالمجتمع والمواطن دون أدنى رقابة تذكر ولذلك للحفاظ على الأجيال القادمة ونشر الوعى المجتمعى ولتحيا مصر للأبد.