الدكتورة سحر شوشان تكتب خبير ومستشار وعضو ودكتوراه ألقاب للبيع
حقيقة أن ما يحدث من فوضى الألقاب أمر غريب للغاية حيث نجد مسميات و ألقاب دون أدنى وجه حق حقيقى ولأشخاص لا علاقة لهم بمثل هذه الألقاب ولعل الغريب فى الموضوع أن لقب دكتور لابد وأن يكون حاصل بالفعل على درجة الدكتوراه من الجامعات المعترف بها عالمياً وليس من خلال مواقع الأنترنت أو مجرد دبلومة أو مسميات لا علاقه لها بالمؤهل الأكاديمى بل يمكن الحصول على اللقب مقابل مبلغ مادى متعارف عليه وغيرها من الألقاب التى ليس لأصحابها أى حق فى الحصول عليه مثلاً لقب خبير لابد أن يمر عليه أكثر من عشر سنوات فى التخصص ولديه ما يؤهله للحصول على هذا اللقب الهام لأنه المفروض أنه متميز ولديه من الخبرة ليتم اللجوء إليه لأنه خبير فى التخصص بواقع علمى وأكاديمى وليس مجرد لقب لم ينزل الله به من سلطان.
ومن الألقاب المزيفة لقب مستشار الذى يُعطى لأشخاص لا علاقه لهم تماماً بالجهة الأستشارية أو القضائية أو أى من التخصصات أو لديه من الخبرة ما يجعله مستشاراً فقد يكون محامى فقط ويكتب مستشار ولعل المُضحك فى الأمر نجد أشخاص تحمل ألقاب وهى لا تعلم عنها شئ أو مدى أهمية هذا اللقب فالدكتور هو من يحصل على درجه الدكتوراه بالفعل فى التخصص ومن جامعة معترف بها عالمياً وله أبحاثه وأسهاماته فى خدمة العلم والبشرية.
فوضي الألقاب
ولكن ما يحدث حالياً من فوضى الألقاب شئ لا يمكن تقبله مطلقاً لا يمكن أن نساوى أشخاص يحملون الدرجة العلمية بالفعل مع غيرهم دون أدنى جهد ولعل السبب فى انتشار فوضى الألقاب هو المقابل المادى المدفوع لشراء اللقب أو إطلاقه على الأشخاص للمجاملة فقط وهذا يهدد بأنهيار المجتمع.
حقيقة ولابد لعلماء وأساتذة التربية الحديثة التصدى لهذا النصب والغزو الفكرى والثقافى الذى أصبح يهدد المجتمع بكافة فئاته ولابد من الرقابة بشكل صارم للتصدى بل والتحقيق لمن يحمل لقب أو صفة دون وجه حق أو سند قانونى بل وتطبيق العقوبات عليه بشكل فورى للتصدى لأنتشار مثل هذه الألقاب ولا يمكن مطلقاً أن يترك هذا الأمر بلا رقابة أو التحقق من هؤلاء بالشهادات الموثقة والمعتمدة من الجهات المتخصصة أو إثبات قانونى وعليه فأن القنوات الفضائية عندما تطلب أحد الضيوف لابد وأن تتحقق مما يحمله الضيف من مؤهلات ومسمى علمى وأكاديمى والتأكد تماماً من المسمى الدقيق الذى يريد الظهور به لعامة الجماهير والتحقق من ذلك.
وعلى المجتمع المحلى المساهمة فى حماية المجتمع من خطر هؤلاء الذين لا يحملون شهادات حقيقية معتمدة من مؤسسات معترف بها وهى مجرد ألقاب لا يعلمون عنها شيئآ لأننا جميعآ نتحمل المسؤولية أمام الله والمجتمع لخدمة هؤلاء الذين يحملون ألقاب مزيفة دون إثبات مادى قوى لنحمى المجتمع ونحمى أنفسنا من تجارة الشهادات المزيفة والتى يتم الحصول عليها من خلال الأنترنت وبعض الجامعات غير المعتمده والشهادات غير الموثقة لخداع البعض على أنهم أساتذة أو خبراء أو مستشارين.
أوقفوا فوضى الألقاب واعطوا اللقب لمن يستحق فقط حتى ننهض بهذا المجتمع واعنى هنا المجتمع المصرى حتى لا نرى مستقبلاً فوضوياً أكثر مما يحدث وحتى لا ندمر مستقبل الوطن بين فوضى الألقاب ولا نستطيع أن نميز بين من هو بالفعل يحمل ألقاب حقيقية ومن هو بالفعل لا يمتلك ما يثبت أنه دكتور أو مستشار حتى ننهض ونتقدم على أسس علمية وأكاديمية والبُعد عن فوضى الألقاب التى أصبحت بالفعل تهدد المجمتع المصرى ولتحيا مصر للأبد.