الدين معاملةعاجل

الدوحة الثامنة عشر   ” الصيام والإيثار ”  بقلم : د. ياسر أحمد العز

الدوحة الثامنة عشر   ” الصيام والإيثار ”  بقلم : د. ياسر أحمد العز 

الدوحة الثامنة عشر   " الصيام والإيثار "  بقلم : د. ياسر أحمد العز
د. ياسر أحمد العز

الايثار خلق كريم يبعث على المودة والرحمة. ويدل على الصفاء والنقاء أثنى الله عز وجل على المتصفين به. وبيّن أنهم المفلحون في الدنيا والآخرة. فقال سبحانه: ( وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ      

(وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أهدي لرجل من أَصْحاب رسول اللهِ صلى اللَّه عليْه وسلم رأس شاة فَقَالَ: إِن أَخي فلان وعياله أَحْوج إِلَى هذا مِنا. قال: فبعثه إِلَيْهِ، فلم يَزل يبعث به واحد إِلى آخر حتى تَدَاولتها سَبْعَة أبيات حتى رَجَعَتْ إِلَى الأَوَّلِ. ونَزَلَت: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ).

ضيف رسول الله: 

وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتي رجل رسول الله صل الله عليه وسلم فقال:  يا رسول الله اصابني الجهد.  فارسل إليه نسائه فلم يجد عندهن شيئا. قال رسول الله صل الله عليه وسلم:  ” ألا رجل يضيف هذه الليلة يرحمه الله ” فقام رجل من الأنصار فقال:  أنا يا رسول الله.

فذهب إِلى أهله فقال لاِمْرأَته: ضَيْف رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاَ تَدَّخِرِيهِ شَيْئا. قَالَتْ: وَاللَّهِ مَا عِنْدِي إِلاَّ قوت الصبيةِ.. قَالَ فَإِذَا أَرَادَ الصِّبْيَةُ الْعَشَاءَ فَنوِمِيهِم. وَتَعَالى فَأطْفئي السِرَاج وَنطْوِى بُطُوننا الليلة. فَفَعلت وفي لفظ: ثُمَّ قَامَتْ كَأَنَّهَا تصْلِح سِرَاجَهَا فأطفَأته. فَجَعَلا يرِيَانِهِ أَنهما يَأْكُلانِ فَبَاتَا طَاوِيَيْنِ..! ثُمَّ غَدَا الرجل عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقال: «لَقدْ عَجِبَ اللَّهُ عَز وَجَلَّ أَوْ ضَحِكَ مِنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنَةَ» فَأنْزل اللَّهُ عَز وَجَل (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ) هذا الخلق العظيم خصه الإسلام بأجر عظيم ومنزلة عليا.

أم المؤمنين وقصة الام المسكينه:

فعن عائشة انها قالت:  جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها. فأطعمتها ثلاث تمرات. فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت الي فيها تمرة لتأكلها فإستطعمتها ابنتاها. فشقت التمرة التي كانت تريد ان تاكلها بينهما فأعجبني شأنها.

فَذَكَرْتُ الَّذِي صَنَعَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: «إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْجَبَ لَهَا بِهَا الْجَنَّةَ أَوْ أَعْتَقَهَا بِهَا مِنَ النَّارِ»

ويقول النبي صل الله عليه وسلم: ”  إن الأشعريين إذا ارملو في الغزو ‘ من الارمال وهو فناء الزاد وقلة الطعام. او قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد.  ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالتسوية.  فهم مني وانا منهم “

الفاروق ” عمر ” وقصة الغلام :

وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه أخذ أربعمائة دينار فجعلها في صرة. فقال للغلام: اذهب بها إلى أبي عبيدة بن الجراح. ثم انتظر ساعةً في البيت حتى تنظر ما يصنع. فذهب بها الغلام، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك، فقال: وصله الله ورحمه، ثم قال: تعالي يا جارية، اذهبي بهذه السبعة إلى فلان. وبهذه الخمسة إلى فلان. وبهذه الخمسة إلى فلان، حتى أنفذها، فرجع الغلام إلى عمر رضي الله تعالى عنه. وأخبره فوجده قد أعد مثلها لمعاذ بن جبل. فقال: اذهب بها إلى معاذ وانتظر في البيت ساعة حتى تنظر ما يصنع، فذهب بها إليه، فقال: يقول لك أمير المؤمنين: اجعل هذه في بعض حاجتك.

فقال: رحمه الله ووصله، تعالي يا جارية، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، اذهبي إلى بيت فلان بكذا، فاطلعت امرأة معاذ. فقالت: ونحن والله مساكين فأعطنا، ولم يبق في الخرقة إلا ديناران، فدحا . (ألقى) – بهما إليها – (أي: أعطاهما) – ورجع الغلام إلى عمر. فأخبره. فسُرَّ بذلك، وقال: “إنهم إخوة بعضهم من بعض) (وروي أن عبدالله بن الزبير بعث إلى عائشة رضي الله عنها بمال. وهي يومئذ صائمة، فجعلت تقسم في الناس، قال: فلما أمست، قالت: يا جارية، هاتي فطري: يا أم المؤمنين. أما استطعت فيما أنفقت أن تشتري لنا بدرهم لحمًا تفطرين عليه؟ فقالت: لا تعنفيني، لو كنت ذكرتني لفعلتُ )

 

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى