الدوحة الثانية والعشرون “الصيام وصلاة التراويح بالبيت “
بقلم : د. ياسر أحمد العز
صلاة التراويح سنة مستحبة باتفاق العلماء وهي من قيام الليل فتشملها أدلة الكتاب والسنة التي وردت بالترغيب في قيام الليل وبيان فضله وقيام رمضان من أعظم العبادات التي يتقرب بها العبد إلى ربه في هذا الشهر .قال الحافظ ابن رجب : “واعلم أن المؤمن يجتمع له في شهر رمضان جهادان لنفسه : جهاد بالنهار على الصيام . وجهاد بالليل على القيام .
فمن جمع هذين الجهادين وفي اجره بغير حساب. وقد اقام النبي صلي الله عليه وسلم. صلاة التراويح بالمسلمين في عديد من الليالي من شهر رمضان المبارك. ثمّ خاف عليهم أن يظنّوا أنها فرض عليهم. فتركها وأرشدهم لإقامتها في البيوت لمن أراد أن ينتهل من نهر الخيرات.
وقد أعاد جمعهاوإقامتها على إمام واحدٍ أمير المؤمنين عمر بن الخطّاب رضي الله عنه. و كما جاء في الحديث الصحيح الذي رُوي عن أبي ذرٍّ الغفاريّ: “صمنا مع النبيِّ -صلي الله عليه وسلم- فلم يقمْ بنا حتى بقِيَ سبعٌ من الشهر. فقام بنا حتى ذهب ثلثُ الليلِ. ثم لم يقمْ بنا في السادسةِ ثم قام بنا في الخامسةِ حتى ذهب شطرُ الليلِ أي: نصفُه. فقلنا: يا رسولَ اللهِ لو نَفلْتنا بقيةَ ليلتِنا هذه؟ فقال صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: إنه مَن قام مع الإمامِ حتى ينصرفَ كتبَ له قيامُ ليلة”وعن إسماعيل بن زياد , قال : مر علي رضي الله عنه على المساجد وفيها القناديل في شهر رمضان . فقال نور الله على عمر قبره كما نور علينا مساجدنا وَالتراوِيح بمسجِد أَفضل منها ببيت , لانه صلى الله عليه وسلم جَمَعَ النَّاسَ عليها ثَلَاثَ لَيَالٍ متوالية. كَمَا رَوَتْهُ عَائِشَةُ .
وقال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ قَامَ مَعَ الإِمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ حُسِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ ). قَالَ النَّوَوِيُّ : اتَّفَقَ الْعُلَمَاءُ عَلَى اسْتِحْبَابِهَا. قَالَ : وَاخْتَلَفُوا فِي أَنَّ الأَفْضَلَ صَلاتهَا فِي بَيْتِهِ مُنْفَرِدا أَمْ فِي جَمَاعَةٍ فِي الْمَسْجِدِ . فَقَالَ الشَّافِعِيُّ وَجُمْهُورُ أَصْحَابِهِ وَأَبُو حَنِيفَةَ وَأَحْمَدُ وَبَعْضُ الْمَالِكِيَّةِ وَغَيْرُهُمْ .
الأَفضل صَلاتها جماعة كما فعله عُمَرُ بن الْخَطَّابِ وَالصَّحَابَةُ رضي الله عنهم ,وَاسْتَمَرَّ عَمَلُ الْمُسْلِمِينَ عَلَيْهِ , لأَنَّهُ مِنْ الشَّعَائِرِ الظَّاهِرَةِفصلاتها جماعةً المسجد أفضل . لكن لو صلاها الرجل في بيته منفرداً .
أو جماعةً بأهله فهو جائز. هذا ومن كان عنده عذر شرعي كمرض أو سفر أو مطر أو خوف أو غير ذلك فصلاها منفردا ببيته فإنه من فضل الله يأخذ أجر ثواب الجماعة بصدق نيته. ولو حدث ببلد بلاء أو وباء جماعي وقرر ولاة الأمر منع صلاة الجمع والجماعات بالمساجد حفاظا على أرواح الناس وعدم تفشي المرض والوباء وجب على كل مسلم طاعة ولاة الأمر ويحرم عليه مخالفتهم ومن خالف هذا كله فهو آثم ومن حق ولي الأمر أن يقرر له العقوبة الشرعية اللازمة له…