الدين معاملةعاجل

الدوحة الحادية والعشرون ” رمضان وليلة القدر ” بقلم : د. ياسر أحمد العز

الدوحة الحادية والعشرون ” رمضان وليلة القدر ” بقلم :  د.  ياسر أحمد العز 

الدوحة الحادية والعشرون " رمضان وليلة القدر " بقلم : د. ياسر أحمد العز
د. ياسر أحمد العز

في حياة الأمم والشعوب أحداثٌ خالدة وأيام مجيدة تحمل في طياتها ما يغرم القلوب. ويبهم النفوس. ولقد شرفت هذه الأمة بأعظم الأحداث وأكمل الأيام، وأتم الليالي.

ومما أنعم به الخالق على هذه الأمة ليلة وصفها الله عز وجل بأنها مباركة لكثرة خيرها وبركتها وفضلها. إنها ليلة القدر. عظيمة القدر ولها أعظم الشرف وأوفى الأجر. أنزل القرآن في تلك الليلة. فقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ). وقال (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)   وهذه الليلة. هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره. قال الله تعالى: (شَهْر رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ). وقد سميت الليلة بهذا الاسم لأن الله تعالى يقدّر فيها الأرزاق والاجال وحوادث العالم كلها فيكتب فيها الأحياء والأموات والناجون والهالكون. والسعداء والأشقياء. والحاج والمعتمر، والعزيز والذليل، والجدب والقطر .

إرادة الله سبحانه وتعالي:

وكل ما أراده الله تعالى في تلك السنة. ثم يدفع ذلك إلى الملائكة لتتمثله. كما قال تعالى: ( فيها يفرق كل أمر حكيم) 

وهو التقدير السنوي. والتقدير الخاص. أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث ..هذا وقد نوّه الله بشأنها. وأظهر عظمتها.

فقال جل وعلا: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ). فمن تُقبِّل منها فيها. صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير. وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم. قال: “من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا. غفر له ما تقدم من ذنبه” . يحييها الإنسان تصديقاً بوعد الله بالثواب عليه، وطلبا للأجر، لا لشيء آخر. والعبرة بالاجتهاد والإخلاص، سواء علم بها أم لم يعلم.

قال النووي:  ويستحب ان يكثر فيها من الدعوات بمهمات السلمين. فهذا شعار الصالحين.

وعباد الله العارفين”قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها. كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري: “الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة”.ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به. بل يدعو المسلم بما يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة. ما أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة. عن عائشة رضي الله عنها قالت: “لو علمت أي ليلةٍ ليلة القدر. لكان أكثر دعائي فيها أن أسأل الله العفو والعافية”

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى