الدين معاملةعاجل

الدوحة السابعة عشر ” الصيام  وخفاء الطاعة ” بقلم: د. ياسر أحمد العز

الدوحة السابعة عشر ” الصيام  وخفاء الطاعة ” بقلم: د. ياسر أحمد العز 

الدوحة السابعة عشر " الصيام  وخفاء الطاعة " بقلم: د. ياسر أحمد العز
د. ياسر أحمد العز

يقول الله عز وجل (قل الله أعبد مخلصا له دينى)  هذه الآية وغيرها تدعو كلَ مؤمنٍ إلى عبادة الله بصدقٍ ومحبة وإخلاص   .. ونظرا لأن الإخلاص هو أمرٌ خفيٌ فى القلب لايَطلّع عليه أحدٌ إلا الله . إلا أن له علامات وأمارات. وأهم أمارةٍ من أماراته  اتهام النفس وخفاء الطاعة  وهذه الأمارة رأسُ الإخلاص يقول ابن أبى مليكة: أدركت ثلاثين من أصحاب محمدٍ صلى الله عليه وسلم كلُهم يخشى النفاقَ على نفسه وما منهم أحدٌ يقول إن إيمانه  كإيمان جبريل. 

وكان الحسن رضي الله عنه كثيرا ما يُعاتب نفسَه ويخاطبها موبخا لها قائلاً: تتكلمين بكلام الصالحين القانتين العابدين وتفعلين فعل الفاسقين المرائين والله ما هذه بصفات المخلصين. ثم يتلو قولَه تعالى ( والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون). وكان أبو مسلم الخولانى يعلق السوط فى مسجده ويضرب ساقه مؤنبا لنفسه. قائلاً : أنتِ أولى بالسياط من الدواب وكان الليث رحمه الله يدعو فيقول :اللهم استرنى فأنتَ أعلم بنفسى من الناس وأنت أعلم بنفسى منى ….والصديق رضى الله عنه كان اذا أُثنى عليه يقول:اللهم اغفرلي ما لا يعلمون واجعلنى خيراً مما يظنون ولا تؤاخذنى بما يقولون………وكان أحد الصالحين إذا قالوا فيه خيراً كان يبكى. ويقول : والله لقد غرهم سترُ الله عليّ ولو علموا قبيح سريرتى لأبى السلام علي من يلقانى ….وأحدهم كان يقول: إن امرءاً مدح امرءاً لتوهمه الخيرَ فيه ولعل الممدوح هلك والمادحَ نجا.

ويقول إبراهيم بن الأشعث رحمه الله:سمعت الفضيل يقرأ ليلة. (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم) ويرددها باكياً

قائلاً :سبحانك إن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا………..وكان سفيان الثورى رحمه الله يقف فى المرآءة ويخاطب نفسه قائلاً: يا سفيان تزينتَ للناس وتصنعت لهم وتهيأت ولم تزل ترائى حتى عرفوك فقالوا رجل صالح فقضوا لك الحوائجَ ووسعوا لك فى المجلس. وعظموك هيبة لك ماأسوأ حالَك إن كان هذا شأنَك……..

مقوله الحسن بن علي: 

ويقول الحسن بن علي رحمه الله: لا يزال العبدُ بخيرٍ ماكان له واعظ من نفسه يعاتبها فى كل لفظة ولحظة. يقول لها ماذا أردتِ بِأكلتِك ؟ بشربتك؟ بخطوتك؟ بِنومتِك؟ وهكذا……. أما المنافق يمضى قدماً لا يبالى……..وكان محمد بن واسع رحمه الله يقول لأصحابه :لو كانت الذنوب لها رائحةً ما استطاع أحد أن يدنو منى من نَتن ريحى. بينما كان أيوب السختيانى رحمه الله إذا ذَكروه بحمدٍ أو ثناءٍ يبكى و يقول: أدركتُ أقواماً من الصالحين نحن بجوارهم كاللصوص. وكان الربيع بن خيثم رحمه الله يقول :إذا ذُكِر الصالحون فأنا بمعزِلٍ عنهم .

ويقول يونس بن عبيدالله: إني لاعد مائة خصلة من خصال البر والخير في الصالحين ولا اجد بي خصلةواحدة منهن.

وعن سهل بن أسلم  رحمه الله أنه كان إذا رأى شيخاً كبيرا. قال : هذا خير منى عبَد اللهَ قبلى وإذا رأى شاباًأصغرَ منه. قال :وهذا أفضلُ منّى فقد ارتكبتُ من الذنوب أكثرَ مما ارتكب. يقول يوسف بن أسباط رحمه الله :لا أذاقك اللهُ طعمَ نفسك فإنك إن ذقتَها فلن تفلح إذاً أبدا.ويقول ابن عطاء رحمه الله. : أصلُ كل معصية الرضا عن النفس وأصلُ كلِ طاعة عدمُ الرضا عنها. ولَأن تصاحبَ جاهلا لا يرضى عن نفسه خير لك من أن تصاحب عالماً.  يرضى عن نفسه .ويقول ضرارة بن مرة:  يقول ابليس لعنه الله اذا استمكنت من إبن ازم آصبت منه حاجتي إذا نسي ذنوبه واستكثر عمله واعجب برآيه.

سعيد المسلماني

مساعد رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى