الدوحة العاشرة ..”رمضان والمواساة” بقلم: د. ياسر أحمد العز
رمضان فرصة لأن تطعم الطعام وتفطر الصائمين فقد قال صلى الله عليه وسلم (من فطر صائما فله مثل أجره..
وقال أيضا (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع ؛ أطعمه الله من ثمار الجنة. ومن سقى مؤمناً على ظمأ ؛ سقاه الله من الرحيق المختوم )
إنك ترى مظاهر الرحمة والمواساة في رمضان أينما يَمَّمْتَ وجهك في بلد من بُلدان المسلمين..
ترى كَثْرة المتصدقِينَ، وتُشاهد مَوائدَ لإفطار الصائمينَ، وتَلْحَظ المواساة بين المسلمين أجمعين.
وهذا مقصدٌ عظيم من مقاصد الصوم، ومعنًى أراده الشارع الحكيم؛ ليُهَذِّب الأخلاق، ويسْمُوَ بنفوس الصائمِينَ؛
كما سئل أحد السلف: “لِمَ شُرع الصيام؟”
قال: “ليذوق الغني طعم الجوع فلا ينسى الجائع” إن الصيام طريقٌ إلى المُواساة، ومسلك من مسالك الإحسان.
( قال عثمان بن عفان – رضي الله عنه -: “إنا واللهِ قد صَحِبْنا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – في السفر والحَضَر، فرأيناه يعود مَرْضانا، ويتبع جنائزنا، ، ويُواسينا بالقليل والكثير، )
وهكذا سار صحابتُه – رضي الله عنهم – والتابعون على هذا المنهج القويم من مُواساة إخوانهم، والإحسان إليهم، ويزداد هذا الخُلُق فيهم إذا كانوا صِيامًا؛ كما كان ابنُ عمر – رضي الله عنهما – يصوم ولا يفطر إلا مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يَتَعَشَّ تلك الليلة! وكان إذا جاءه سائلٌ. وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام. وقام فأعْطَاه السائلَ، فيرجع فيصبح صائمًا ولم يأكلْ شيئًا واشتهى أحد الصالحين طعامًا وكان صائمًا، فَوُضِع بين يديه عند فطوره، فسمع سائلاً يقول: “من يُقرض الْمَلِيّ الوفِيّ الغني”.
فقال: “عبده المعدم من الحسنات؛ فقام فأخذ الصَّحْفَة فخرج بها إليه، وبات طَاويًا” قال الشافعي – رحمه الله تعالى -:
“أُحِبُّ للرجل الزيادة بالجُود في شهر رمضان؛ اقتداءً به صلى الله عليه وسلم – ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم؛ ولتشاغل كثير منهم بالصوم والصلاة عن مكاسبهم”