الدول الأفريقية والاستعمار المُباح
بقلم : حمادة عبد الجليل خشبة
في العقود الأخيرة، شهدت الدول الأفريقية تحولاً هاماً في السياسة والاقتصاد والتنمية. بعد قرون من الاستعمار القديم، حققت العديد من تلك الدول استقلالها وتحررت من قيود الاستعمار الأوروبي. ومع ذلك، فإن هذه الدول تواجه اليوم تحدياً جديداً، وهو دخول الاستعمار الجديد.
الاستعمار القديم كان يتميز بالاستغلال الشديد للموارد الطبيعية والعمالة الأفريقية، وسلب الثروات والثقافة. وبعد حدوث التحرير، كانت الدول تسعى جاهدة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. ومع ذلك، فإن الاستعمار الجديد يشكل تحدياً جديداً لهذه الدول.
الاستعمار الجديد يتميز بالتأثير الاقتصادي والسياسي للقوى العالمية على الدول الأفريقية. تعتمد الاقتصادات الأفريقية بشكل كبير على الصادرات الخام، وتكون عرضة لتقلبات أسعار المواد الخام والتلاعب بها من قبل القوى العالمية. بالإضافة إلى ذلك، يتم توريد السلع المصنعة من الخارج بأسعار مرتفعة، مما يعوق نمو الصناعة المحلية ويؤثر على التوازن التجاري.
علاوة على ذلك، تعاني الدول الأفريقية من الديون الخارجية الضخمة التي تقيد قدرتها على الاستثمار في التنمية البشرية والبنية التحتية. يشترط الدائنون العالميون تنفيذ سياسات اقتصادية معينة، والتي قد لا تكون دائماً في مصلحة الشعوب الأفريقية ، والان يعلنها المستعمر الجديد إسقاط نسبة كبيره من الديون علي الدول الأفريقية ، وان الحبوب لدول افريقيا مجانا ، افلح أن صدق .
الدول الأفريقية بحاجه الي الدول الكبري للاستفاده منها ولكن دون سلب خيراتها وثرواتها كما يحدث من المستعمر القديم .
لمواجهة هذا التحدي، يجب على الدول الأفريقية أن تتحد وتعزز التكامل الاقتصادي والتجاري بينها. يجب أن تستثمر في تنمية الصناعة المحلية وتعزيز البنية التحتية لتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. يجب أيضاً أن تسعى لتنويع اقتصاداتها وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا.
بالإضافة إلى ذلك، يجب على الدول الأفريقية أن تعزز الوعي والتعليم لدى شعوبها وتعزيز القدرات المحلية في مواجهة التحديات الجديدة. يجب أن تعمل على تعزيز الوحدة والتضامن الأفريقي والتعاون المشترك في مجالات السياسة والاقتصاد والثقافة.
باختصار، تواجه الدول الأفريقية تحدياً كبيراً في التحرر من القديم وتحقيق التنمية المستدامة. يجب أن تتخذ تدابير حاسمة وتواجه هذا التحدي بروح المبادرة والتكاتف، من أجل مستقبل مزدهر وحرية حقيقية.
حفظ الله مصر وافريقيا ، و تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر
