الشعر والأدب

السلطانة الدموية .. لماذا سميت بهذا الأسم ومن هي ؟

اقرأ في هذا المقال
  • السلطانة الدموية .. كانت مدللة في حجر أبيها الذي كان يحبها حبا شديدا
  • سيرتها الذاتية :
  • ثورتها على ظلم أخيها للناس
  • وعَمَدتْ إلى مفاجأة أخيها الظالم بتقاليد تلك العدالة
  • تولي السلطانة الدموية الحكم والسلطة
  • قتل السلطانة الدموية
  • قبر رضية

السلطانة الدموية .. كانت مدللة في حجر أبيها الذي كان يحبها حبا شديدا

السلطانة الدموية
السلطانة الدموية

السلطانة الدموية هيا .. رضيَّةُ الدين بنـــتُ السلطان شمس الدين لَلْمِـــش ، سلطانة الهند في منتصف القرن السابع الهجري .

سيرتها الذاتية :

نشأت رضية الدين مدللة في حجر أبيها الذي كان يحبها حبا شديدا دون إخوتها لما رآه فيها من رجاحة العقل والحكمة والدهاء والصلاح. وعهد إلى الفقهاء بتعليمها حتى حفظت القرآن الكريم وألمت بالفقة الإسلامي. وعهد إلى آخرين بتدريبها على فنون الحرب والقتال وحمل السلاح والمبارزة وركوب الخيل، حتى غدت لا تقل شأنا عن إخوتها في العلم والسياسة. وكان أبوها يسمح لها بالتدخل في بعض أمور السياسة لدهائه وحكمتها. ويقال أنه فكر أن يجعلها ولية للعهد عوضا عن ابنه البكر ركن الدين الذي كان مشغولا باللهو والملذات عن شؤون السلطنة ويشتهر بالقسوة والغلظة.
أما عن جمالها فحدث ولا حرج، فقد حباها المولى عز وجل بجمال منظر يسحر الالباب وببهاء طلعة تخطف الأبصار. فرغب بها الأمراء والوجهاء وخطبوا ودها وتقربوا إليها بالهدايا النفيسة. إلا أنها كانت تأبى وتمتنع عنهم جميعا ولا ترى لها كفؤا من بينهم. لقد كان كبرياؤها واعتزازها الفائق بنفسها ما يمنعها من قبول أحدهم زوجا لها.

شامخة بأنْفِ كِبْريائها إلى السحاب ! لا تدري أحدا لها كُفْؤًا ، ولا تعلم لمثلها نِدَّاً !
وكيف لا : وهي لا ترى امرأة تجري معها في ميدان الجمال ! ولا تعرف فتاةً من بنات جنْسها قد سَجَدَتْ لها – دونها – قلوبُ مغاوير الرجال !

ومع تفَرُّدِها بتلك المحاسن والشمائل : فقد كانت أعجوبة في حصافة الرأي والذكاء ، وفريدةً في معرفة صنوف المكر والدهاء !

ثورتها على ظلم أخيها للناس

عندما توفي أبوها شمس الدين للمش ، تولى بعده ابنه الأكبر ركن الدين فيروز شاه. وظلم الرعية وتعدي على الحقوق وأنفق أموال الدولة على ملذاته، ولم يتبع نهج أبيه في العدل والإصلاح. فقام أخوه معز الدين بهرام بمؤامرة وتنحيته عن الحكم. ولكن ركن الدين تنبه لها وقضى عليها في مهدها وعمد إلى أخيه معز الدين.. فقتله. هنا.. لم تسكت رضية الدين عن هذه الفعلة الشنيعة، ووقفت في وجه أخيها وأخذت في وعظه ونصحه بالكف عن غيه ولكنه لم يصغ إليها، بل إنه انتوى أن يتخلص منها ويلحقها بأخيها. ولكنها كانت أكثر دهاءا منه.

وعَمَدتْ إلى مفاجأة أخيها الظالم بتقاليد تلك العدالة

التي كان أرسلها أبوهم في حياته ؟ فمكثتْ حتى حان وقت صلاة الجمعة في أحد الأيام, وقد أجمعتِ العزم على أن تُذيق أخاها القاتل مِنْ تلك الكأس التي شرب منها أخوهما المقتول! فصعدتْ إلى سطح القصر القديم المجاور للجامع الأعظم في مدينة دهلي “دلهي”، وهي تَرْتدي ثيابًا ملونة؛ لكي يعرف الناس أنها مظلومة مقهورة, واستوقفتِ الناس وخاطبتْهم من مكانها أعلى السطح وهي ترفع عقيرتها وتقول :
« إن أخي قتل أخاه .. وهو يريد قتلي معه” !!…

» وجعلتْ تُذكِّر الناس بأيام أبيها, ومآثره, وما فعله من أجل رعاياه من الإحسان إليهم ، والرفق بهم، وكأنها تنادي : وا أبَتَاه ! وا أبتاه ! أخي قتل أخاه ! فأين أنت يا أبتاه ؟!فحرَّكتْ كلماتُ الأميرة المظلومة الخائفة : جماهيرَ المصلين،وأقْلَقتْ ما بين جنوبهم ، وكأنها طعنتْ برماح صراخها في أكبادهم ! فثاروا من فورهم
وهجموا على ركن الدين وقبضوا عليه وساقوه إلى أخته لتنظر في أمره. فأجابتهم بعبارة واحدة : ( القاتل يقتل ). فقتل ركن الدين قصاصا.

ثم نظروا فيمن يتولى زمام الحكم بعده، فوجدوا ناصر الدين صبيا صغيرا لا يقوى على تحمل هذه المسؤلية الكبيرة. فاتفقوا على مبايعة رضية الدين سلطانة عليهم.

تولي السلطانة الدموية الحكم والسلطة

ارتفعت رضية الدين على عرش البلاد سنة 634هجرية. واستمرت في حكمها حتى عام 637 هجرية.” أربع سنوات ” العدالة ولاءها للخليفة العباسي المستنصر بالله. وحملت إحدى عملاتها نقشا نصه:
” عمدة النساء….ملكة الزمان…السلطانة رضية الدين بن شمس الدين للمش” وقد بذلت ما في وسعها تنهض بالبلاد، وسارت على خطا أبيها في سياسته الحكيمة العادلة.

ولكنها اصطدمت بممالك سلطنته الذين نفوا أن تحكمهم امرأة. فأرادت أن تثبت لهم أنها لا تقل عنهم في شيء، فتخلت عن لباس أنوثتها وسرعان ما أنساها الحكم أنها لا تزال امرأة ! فحدَّثتْها نفسها بعزائم الرجال ! ورَاودَها الشيطانُ بالانسلاخ من جِلْدِ أنوثتها والتَحَلِّي شكيمة الأبطال !حتى تستطيع أن ترْدَعَ كلَّ من يحاول تهديد أنْظمة حكمها .
أجتمع عليها المماليك وأشعلوا الثورة ضدها…

استقرت أحوال مملكتها انصرفت إلى تنظيم شئونها، فعينت وزيرًا جديدًا للبلاد، وفوضت أمر الجيش إلى واحد من أكفأ قادتها هو سيف الدين أيبك، ونجحت جيوشها في مهاجمة قلعة رنته بور وإنقاذ المسلمين المحاصرين بها، وكان الهنود يحاصرون القلعة بعد وفاة أبيها السلطان التتمش؛ غير أن هذه السياسة لم تلق ترحيبا من مماليك سلطنته الذين نفوا أن تحكمهم امرأة.

قتل السلطانة الدموية

وزاد من بغضهم لهذا الأمر أن السلطانة قرّبت إليها رجلا فارسيًا يُدعى جمال الدين ياقوت، كان يشغل منصب قائد الفرسان، ولم تستطع السلطانة أن تُسكت حركات التمرد التي تقوم ضدها، كما كانت تفعل في كل مرة، فاجتمع عليها المماليك وأشعلوا الثورة ضدها، وحاولت أن تقمعها بكل شجاعة، لكنها هُزمت، وانتهى الأمر بقتلها في 25 ربيع الأول عام 637 هجرية، وتولَّي أخيها السلطان “معز الدين” عرش البلاد.

قبر رضية

وكان موقع القبر في القرن الثالث عشر عبارة عن غابة، ولا يعلم أحد كيف انتهى جثمان رضية إلى حيث ترقد اليوم، ورغم أن هناك قبرا آخر بجوار قبر رضية، فإنه لا يعرف أحد هوية صاحب هذا القبر. وقام بعض السكان المحليين بتحويل هذا القبر إلى مكان للعبادة، تقام فيه الصلوات الخمس كل يوم.

الباحث الآن يجد قبر رضية البسيط بين الأزقة الضيقة في مدينة دلهي القديمة شمالي الهند، والآن هو متهدم ومغطى بالغبار، وتحيط مجموعة من المباني السكنية غير الجذابة بالقبر من جميع الجهات. وضع بعض الأشخاص، الذين تعدوا على المكان، قطعا بلاستيكية حول القبر وبدءوا يعيشون فيه، محولين القبر إلى حي حضري.

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
شاهد ايضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى