السماح بالرحيل… بقلم: د.عبير منطاش
للوهلة الأولى يتبادر للذهن من العنوان إني اتحدث هنا عن رحيل الأشخاص من حياتنا فقط….
والحقيقة إني أتحدث عن رحيل أي شيء من حياتنا ..سواء أشخاص أو أشياء أو مشاعر .
إن فكرة التمسك والتشبث بوجود كل هذه الأشياء ليست فكرة جيدة لأن في الحقيقة
نحن لا نملك بقائها .
فعندما تنتهي مهمتها ترحل فلست تستطيع أن تطيل عمر شخص تحبه أو أن تمنع أحد من شعور إنه انقلب عليك وأصبح لا يحبك
حتى الأشياء الثمينة التي تمتلكها
قد تنكسر أو تتلف ولا تستطيع إعادتها مرة أخرى.
فالحقيقة إننا هنا نتحدث عن فكرة التسليم بعدم البقاء للأبد فكل شيء حولنا ممكن أن يرحل حتى نحن نرحل عندما يحين أجلنا بأمر الله.
والتصالح هنا مع فكرة السماح بالرحيل هى طريقة تجنب الإنسان شعور الفقد المؤلم
لأي شيء غالي عليه سواء أشخاص أو مشاعر أو أشياء.. بمعنى أعمق هو الرضا والتسليم بما كتبه الله وعدم الإعتراض عليه..
أحيانا كثيرة يتعرض الأشخاص لصدمات نفسية نتيجة فقد أشخاص بالموت أو الفراق
ولا يستطيعوا تقبل فكرة الرحيل مما يعرضهم للصدمات النفسية وأحيانا كثيرة الصحية وتتوقف الحياة لديهم وكأن الحياة رحلت مع من رحل عنهم .
هنا أقول لهم إن الحياة مستمرة لن تتوقف عند موت أحد أو فراقه وأن عدم تقبلك وانهيارك لن يعيدهم لك..
ولكن فكرة السماح برحيلهم ستولد لديك الشعور بالرضا على ما كتبه الله لك فهو حتماً
خير لك حتى لو لم تدرك ذلك في حينه فقضاء الله دائما خير .
لكننا لا نرى ذلك نتيجة التعلق بالمشاعر والذكريات أعلم أن كلامي يبدو قاسي لكنها الحقيقة التي لابد أن نسلم بها شئنا أم أبينا إن كل شيء ممكن أن يرحل عنا في أي وقت فلا تتمسك بشيء أكثر من اللازم وكن على استعداد دائما بالسماح بالرحيل .