السيرة الذاتية لـ الكاتب أكرم السعدني
لقد نشأت في أسرة أدبية كان لها أكبر الأثر
فــي تـأسـيـس تـوجـهـي الـفـكـري ورعــايــة شغفي
بـالـكـتـابـة، وقــد كــان لــوالــدي الـكـاتـب الـكـبـيـر
الــراحــل مـحـمـود الـسـعـدنـي دور كبيرا في
تنمية هذا الاتجاه من شخصيتي، حيث برزت
موهبتي حين كنت في مرحلة الدراسة بالصف
السادس الابتدائي، حيث قمت بكتابة موضوع
تعبير عن »دور الشباب في المستقبل«، والذي
أبهر معلمتي لدرجة أنها قرأته لزمالئي أثناء
طابور الصباح.
وقـد تعلمت فن الكتابة األدبـيـة والصحفية
عـلـى أيــدي مـجـمـوعـة مـن كـبـار الـكـتـاب الـذيـن
أعطوني ثقة كبيرة فـي كتاباتي وعـلـى رأسهم
الكاتب الكبير لويس جريس، وفـي ذات الوقت
كانت مجلة صباح الخير تضم كوكبة من نجوم
الصحافة واألدب ممن كانوا ينقلون خبراتهم
ومهاراتهم لألجيال الجديدة دون كلل أو ملل،
ومازالت حتى الآن تسير على نهج الكبار، حيث
يتعامل كبار الكتاب ومسئولي اإلدارة مع شباب
الصحفيين بكل ود وأخوة واحترام.
وبـالـطـبـع كـان لـوالـدي أكـبـر الأثــر بمقالاته
فـي عـمـوم الشعب، للعودة لـلـعـادات والتقاليد
القديمة، حيث كان يميل إلى االعتداد بأصوله
ّ ــر عــن ذلــك بــارتــداء
الـمـصـريـة الـعـمـيـقـة وعــب
الجلباب والطاقية، حيث ذهب بهما إلى مجلة
»صباح الخير« والتي كان يتولى رئاسة تحريرها
آنذاك؛ ليكون هو أول رئيس تحرير يرتدي هذا
الزي أثناء عمله.
وأنــا أقــف أمــام فـكـرة أن يـدخـل أحــد أبنائي
مجال الصحافة، ألنهم لن يكونوا على نفس
ً مـع اتجاه
مستوى عمالقة الصحافة، خـاصـة
أغلب الشباب إلى »السوشيال ميديا« واستقاء
معلوماتهم منها، فـي حين أن الكتابة تحتاج
إلى التركيز والتمعن ودوام االضطالع.
وقـد بــدأت حياتي المهنية بالعمل بمجلة
صباح الخير وروز اليوسف والكواكب واألخبار
والمصور واألهرام الرياضي وكان ذلك مع بداية
ً في مجلة صباح
عـام ١٩٨٢ حيث بـدأت متدربا
الخير، وقد نشرت أول موضوع صحفي لي في
الملحق الخاص بمجلة صباح الخير )ملعب
صباح الخير(، وقد عملت بسكرتارية التحرير
كمساعد لسكرتيرة التحرير ولـمـده ٦ سنوات
قبل ان يتم تعييني أيـام رئيس مجلس اإلدارة
عبد العزيز خميس وقد تزامن هذا الوقت مع
وجـود عمالقة الكتابة الصحفية وهـم )لويس
جريس، ومفيد فوزي، ورؤوف توفيق( وكان ذلك
هو العصر الذهبي لصباح الخير
ومـن أحـدث مقاالته ما تم نشره في جريدة
األخبار وأحدث ضجة هائلة حيث حقق المقال
نسبه قراءة ومشاهدة خالل العشرة أيام األولى
لـتـتـخـطـى حــاجــز ٨٥٠ ألـــف قـــارئ لـمـوضـوع
هاجمت فيه وزير الداخلية مجدي عبد الغفار
لـقـيـامـه بـاسـتـبـعـاد الــلــواء عـلـي الــعــزازي من مديرية امن اإلسماعلية وكان علي العزازي هو
أحـد أبـطـال المعركة الكبرى فـي الشيخ زويـد
ضد الدواعش وقد تم توليته وترقيته إلى مدير
ً لدوره البطولي.
أمن اإلسماعيلية تقديرا
وقد كان لي شرف الحضور بصفتي الصحفي
الوحيد الذي حضر تغطية حادث سقوط سعاد
ً لـكـون أســرة السعدني
حسني فـي لـنـدن نـظـرا
تقيم في نفس البرج ستيوارت تاور.
وإذا كـان شغف الكتابة الصحفية قـد ساق
لــي الـفـرصـة ألكـــون مــا عـلـيـه اآلن مــن نـجـاح
فـإن نصيحتي لجيل الشباب أن يـداومـوا على
القراءة ومتابعة المصادر األصلية للخبر لكون
الحقيقة تتطلب السعي بجد وإجـتـهـاد نحو
تحقيق النجاح والتفرد في زمـن ضج بوسائل
التواصل االجتماعي وتداخلت فيه الحقائق
مـا بين تزييف لها ومـحـاولـة إلخفائها ولكن
ما يبقى منها هو جد الباحثين نحو المعرفة
وتوثيق األحداث من أجل إطالع المجتمع على
الحقيقة وال شيء غير الحقيقة.