السيسى: نتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها علينا بالعمل
كتب: العارف بالله طلعت
أوضح الرئيس عبدالفتاح السيسي إن بناء الدول لا سبيل له من دون الحفاظ على الأمن القومي بجميع عناصره ومكوناته والاقتصاد لا يمكن له أن ينطلق وينمو بدون بنية أساسية قوية وحديثة ومتكاملة فإن الوطن لا يحيا ولا يبقى بدون حماية الأمن القومي وصونه من الأخطار التي لا تخفى عليكم وأنتم الشعب العظيم الواعي المدرك لتعقيدات المنطقة التي نعيش فيها وانعكاسات ذلك على الداخل.ومصر ستعبر هذه المرحلة الصعبةمن التقلبات السياسية والأمنية والاقتصـادية والاجتماعية بسلام ولكن وكما هي عادة المصريين بروح التحدي والصمود الجبارة التي يملكونها حافظوا على دولتهم وحموا بصدورهم مكتسباتهم التاريخية ورفضوا دعاوى الهدم والتدمير والفوضى ودعموا مؤسساتهم الوطنية وتحملوا بصبر وشموخ طريق الإصلاح والتطوير من أجل أن تعبر مصر مرحلة الخطر وتثبيت أركان الدولة إلى مرحلة البناء وتأسيس الجمهورية الجديدة التي نعمل لتكون تجسيدا لأحلام المصريين وآمالهم.
وقال الرئيس السيسي إن تطورات المشهد الدولي خلال الأعوام القليلة الماضية حملت للعالم بأسره – ونحن جزء منه – أحداثا غاية في التعقيد بدأت بجائحة “كورونا” ثم الأزمة “الروسية – الأوكرانية” وهي تطورات لم تحدث منذ عقود وباتت تنذر بتغييرات كبيرة على المستويين الجيوسياسى والاقتصادي الدوليين.
وهذه حقائق انعكست بشكل سلبي علـى الغالبيـة العظمى من دول العالـم وفى مصر كان شاغلنا الشاغل منذ البداية هو كيفية تخفيف آثار الأزمات العالمية على الداخل المصري وكانت توجيهاتي المستمرة للحكومة هي تحمل الجزء الأكبر من أعباء وتكاليف الأزمة وعدم تحميلها للمواطنين بأقصى ما تستطيعه قدرتنا. وعلى الرغم مما سبق فإني أعلم أن آثار الأزمة كبيرة وتسبب آلاما لأبناء الشعب وخاصة محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا الذين يخوضون كفاحا يوميا هائلا نقف أمامه داعمين ومساندين لتوفير احتياجات أسرهم وأبنائهم ومواجهة ارتفاع الأسعار وأؤكد أن التزامنا بمساندتهم والوقوف معهم هو التزام ثابت من الدولة لا ولن يتغير.
وقال الرئيس السيسى: دعوني أتحدث معكم بصراحة ووضوح في وجه ما يتم ترديده من دعاوى مضللة تهدف لتصوير الأزمة الاقتصادية كأنها شأن مصري خالص ونتيجة للسياسات الاقتصادية للدولة والمشاريع القومية والتنموية.
وهل تعاني أكبر اقتصادات العالم
أليس من المنطقي والطبيعي بل والمحتوم أن تنعكس هذه الأزمة العالمية ( حرب اوكرانيا وروسيا) علينا في مصر وتكون لها تداعيات سلبية كبيرة ونحن جزء من الاقتصاد العالمي وزاد اندماجنا فيه بقوة خلال العقود الأخيرة
وأضاف الرئيس السيسى:ولشعب مصر العظيم أقول بكل الصدق: إن واقع مصر وظروفها الاقتصادية والسكانية يحتمون علينا أن نقفز قفزات تنموية هائلة في وقت قصير فنحن في الحقيقة في سباق مع الزمن لتجاوز مخاطر وتداعيات الانفجار السكاني.وإن المشروعات التنموية الكبرى التي تنفذها الدولة لا تهدف للتفاخر أو التباهي وإنما لتأسيس البيئة الاستثمارية والبنية الأساسية اللازمة لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة التي ترفع مستوى معيشة جميع أفراد الشعب. وإنه من المستحيل – قولا واحدا – أن ننطلق على طريق التصنيع الحديث والتصدير الكثيف دون وجود العناصر الضرورية لتحقيق ذلك من مدن وطرق وشبكة نقل ومواصلات وتكنولوجيا وكهرباء ومياه وصرف صحي وجميع مكونات البنية التحتية التي افتقدتها مصر على المستوى المطلوب لتحقيق أحلام شعبها في التقدم والازدهار.
إن أزمة الفجوة الدولارية ليست وليدة اليوم أو هذه الفترة وإنما لها نمط متكرر يمكن رصده من جانب المتخصصين وجوهرها هو ضعف قدراتنا الإنتاجية والتصديرية وزيادة طلبنا على السلع والخدمات الدولارية ولذلك فإن زيادة الإنتاج والتصدير هي قضية مفصلية بالنسبة لمصر ونحن نعلم ذلك ونعمل على تحقيقه بأقصى جهد وطاقة.
أن تحقيق الآمال يتطلب جهدا وصبرا وقوة تحمل أو بكلمات أخرى يتطلب روح التحدي المصرية وقادرين على هزيمته بل وقهره ونتجاوز الأزمة الاقتصادية العالمية وآثارها علينا بالعمل المخلص والجهد الذي لا ينقطع والإيمان بأن الله “لا يضيع أجر من أحسن عملًا” وأننا قادرون على بناء وطن يحقق آمالنا في الحياة الكريمة والتقدم والازدهار.
والدولة تستهدف تحقيق 100 مليار دولار وعندما نتمكن من أن يكون حجم الحصيلة الدولارية الناتجة عن إيرادات الدولة أكبر من مصروف الدولة المصرية سواء كانت تشترى بها طاقة أو مواد بترولية أو غيره أو سلع أساسية أو أى احتياجات أخرى أو عندما يتساوى على الأقل مع دخل الدولة المصرية من الدولار ومصروفها من الدولار ستكون الأمور أحسن من ذلك بكثير.
وأكد الرئيس السيسى أن القوات المسلحة تقوم بدور مهم جدا فى هذا التوقيت الصعب وتعمل على التخفيف على الناس بتوزيع 3 ملايين كرتونة سلع غذائية على الناس البسطاء والتى ظروفها صعبة والأسعار قاسية والتوزيع مستمر حتى شهر رمضان القادم للتخفيف ما أمكن مع باقى مؤسسة الدولة عن كاهل المواطنين تكلفة السلع الأساسية التى نحتاجها.
واشار الرئيس السيسى : إن الأمور رغم أنها صعبة لكن مسيطرين عليها وسنتجاوزها مع بعضنا البعض على قلب رجل واحد وهذه من ضمن الأمور التى تختبر بها قدرة الدولة لكشف المعادن على كل المستويات الداخلى والخارجى.