أخبار وتقاريرعاجل

الشيخ عبد الحميد كشك.. فارس المنبر وصوت الحق الذي لا يلين

الشيخ عبد الحميد كشك.. فارس المنبر وصوت الحق الذي لا يلين

الشيخ عبد الحميد كشك.. فارس المنبر وصوت الحق الذي لا يلين
الشيخ عبد الحميد كشك

كتبت / دنيا أحمد

فيٍ زمن اشتدت فيه الكترونيات على حرية الكلمة، ولمّ فيه الصمت في وجه الظلم، صوت جريء مشاركة أركان المنابر والمساجد، ويتردد صداه في قلوب ظهر البسطاء والمظلومين… إنه الشيخ عبد الحميد كشك، العالم الأزهري والداعية الفذ، الذي لم يخش في الله لومة لائم، ووقف شامخا مدافعا عن الدين والحق والعدالة.

نشأته وبداياته:

وولد الشيخ عبد الحميد كشك عام 1933 في حي القبة بالقاهرة. لقد بصره في سن صغير، لكنه لم يفقد بصيرته، بل كان سببًا في عمق فهمه وقوة حفظه. وداعا بالأزهر الشريف، وتفوّق في التعاون حتى صار خطيبًا بارعًا، فريدًا في أسلوبه، ذكيًا في تعبيره، لا ياهاب سلطانًا ولا يخاف سجنًا.

تصاعده إلى المنبر:

وبدأت خطب الشيخ والعديد إلى مسجد عين الحياة في حي حدائق القبة، وكان المنبر سلاحه، والصوت وسيلته لإيصال الحق، فقد جمع بين العلم، والسخرية اللاذعة، والمرأة في النقد السلطة، حتى لُقّب بـ”خطيب الثورة” و”فارس المنبر”.

الشيخ عبد الحميد كشك.. فارس المنبر وصوت الحق الذي لا يلين
عبد الحميد كشك

مواقفه البطولية:

من أبرز ما أبرزه الشيخ كشك أنه لم يتردد في انتقادات الانتقادات اللاذعة للفساد والظلم، حتى أنه كان مصدره السلطة لنفسه. لم يكن يهادن، ولم يعتقل لمنصب أو جاه، بل لم تكن كلمته إلا منفردة.

قصة سجن مأجور:

من أشهر Lux التي تُروى عن الشيخ كشك، ماحدث عندما دخل السجن، فاستقبله مأمور السجن المطبخ:

“هنا مفيش ربنا، هنا أنا القانون!”

فرد عليه الشيخ بثقة وثبات:

“لو كنت أنت القانون، فأين العدل؟ ولو لم يكن هناك ربنا، لما جئت أنا إلى هنا!”

كان الرد قويا حتى يصنع المأمور يصمت، منذ ذلك اليوم يُجِلّ الشيخ رغم أنه سجينه.

 

تخليص المعاملات من الشروط:

في أحد الاعتقالات مرة أخرى، عرضت السلطات بشرط أن لا يختطب أخرى، فرفض قائلًا:

“أعيش سجينًا حرًّا، خيرٌ لي من أن يحزنًا ذليلًا!”

وقد ظل ملتزمًا بموقفه حتى آخر لحظة من حياته.

السجن ومعاشاته:

تم تصوير الشيخ للاعتقال عدة مرات، وقضى سنوات من عمره في الزنازين بسبب كلماته، لكنه كان يرى السجن “استراحة محارب”، يقضي فيه وقته في الذكر والتأليف وقراءة القرآن. لم تهزه جدران السجون، بل تطلبه صلابة وإيمانًا بقضيته.

الشيخ عبد الحميد كشك.. فارس المنبر وصوت الحق الذي لا يلين
الشيخ عبد الحميد كشك

وفاة العجيبة:

في يوم الجمعة 6 ديسمبر 1996، توضأ الشيخ وصلى ركعتين، أثناء سجوده في صلاة الضحى، تسلم الله روحه، فمات ساجدًا، وهو الذي كان يقول ثانيًا:

“اللهم توفيني وأنا ساجد بين يديك، ولا تقبضني إلا وأنا في طاعتك.”

رحل الشيخ كشك، لكن صوته لا يزال يصدح في أرجاء المساجد، لأنه بقي غيرة تهدي من يسمعها إلى نور الحق. لم يكن من الممكن أن يكون مجرد جمعة، بل كان ضميرًا حيًا، يذكّر الأمة ثانيًا بأن “الساكت عن حق شيطان أخرس”.

رحم الله الشيخ عبد الحميد كشك، وجزاه عن الأمة خير الجزاء.

زر الذهاب إلى الأعلى