الصحة العالمية تدعو طرفي الصراع بالسودان لإتاحة الوصول إلى المنشآت الطبية
يواجه القطاع الصحي في السودان انهياراً، في ظل تضاؤل إمدادات الطاقة، والنقص الحاد في أكياس الدم، فيما دعا مدير منظمة الصحة العالمية، طرفي الصراع في البلاد، إلى «إتاحة إمكانية الوصول إلى المرافق الطبية لجميع من يحتاجون للرعاية»، كما دعا طرفي الصراع، أمس الثلاثاء، لإتاحة الوصول إلى المنشآت الطبية لجميع من يحتاجون إلى الرعاية، محذراً من نقص الإمدادات وأفراد الطواقم الطبية في العاصمة الخرطوم، في حين قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم ومحيطها، وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.
وأصدرت إدارة الإعلام والعلاقات العامة والمراسم في السودان، بياناً دعت فيه إلى إيجاد حل مستدام لنقص إمدادات الطاقة في المرافق الصحية، وأكياس الدم.
وقال البيان إن «القطاع الصحي في ولاية الخرطوم يواجه انهياراً، بسبب تضاؤل إمدادات الطاقة، والمستشفيات في حاجة، بغرض استدامة عمل المولدات الاحتياطية، من أجل تقديم الخدمات الصحية الأساسية».
وأشار إلى أن «هناك نقصاً حاداً بأكياس الدم، في كل ولايات السودان المختلفة».
وناشدت وزارة الصحة الاتحادية توفي كل ما من شأنه أن ينقذ الأرواح، وإيجاد حل أكثر استدامة للتغلب على النقص المزمن في الوقود والطاقة، الذي بات يضع باستمرار المرافق الصحية في الخرطوم على حافة الإغلاق.
ونوه البيان كذلك بأن هناك مستشفيات تعاني لتتمكن من معالجة الجرحى الذين يتوافدون عليها، من جراء الاشتباكات.
ووفق البيان فإن: مستشفى الخرطوم الآن في حاجة ماسة للوقود، وبنك الدم يحتاج إلى أكياس الدم بصورة عاجلة.
ومستشفى جابر أبو العز بحاجة ماسة كذلك للدم، وهناك حاجة إلى سلسلة التبريد للقاحات.
عمليات نهب للمستشفيات من جهة أخرى، قال مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، خلال إفادة إعلامية مقتضبة «أريد أن أكون واضحاً: يجب على جميع الأطراف التأكد من إتاحة القدرة على الوصول الآمن وغير المقيد إلى المنشآت الصحية لجميع المصابين ومن يحتاجون إلى رعاية طبية».
وحذرت الأمم المتحدة من أزمة إنسانية بما في ذلك اقتراب المنظومة الصحية من الانهيار.
وقال تيدروس إن بعض المستشفيات أغلقت أبوابها بالفعل، أو أوشكت أن تغلقها بسبب الهجمات نقص الطواقم والإمدادات الطبية. وذكر أن تقارير أفادت بنهب بعض المنشآت الصحية واستخدام أخرى في أغراض عسكرية.
وأضاف تيدروس أن الإمدادات الموزعة على المنشآت الصحية قبل التصعيد الأخير للصراع نفدت، وأن المستشفيات في الخرطوم تتحدث عن وجود نقص في أفراد الطواقم الطبية والإمدادات المستخدمة في إنقاذ الأرواح.
وفي تصريحات منفصلة في وقت سابق، أمس الثلاثاء، قالت منظمة الصحة العالمية إنها وثقت وقوع ثلاثة هجمات على منشآت الرعاية الصحية منذ اندلاع القتال في السودان، وتسبب إحداها في مقتل ثلاثة، على الأقل.
وقالت مارغريت هاريس المتحدثة باسم المنظمة «الهجمات على الرعاية الصحية انتهاك صارخ للقانون الإنساني والحق في الصحة، ولا بد أن تتوقف الآن».
وأضافت أن حالات انقطاع التيار الكهربائي تجعل من الصعب تقديم الخدمات الأساسية.
وأردفت قائلة «حركة الأشخاص في أي مكان تنطوي على خطورة كبيرة، ما يجعل من الصعب بشدة على الطواقم الوصول إلى المستشفيات في الواقع».
إلى ذلك، قال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، أمس الثلاثاء، إنه يكاد يكون من المستحيل تقديم الخدمات الإنسانية في الخرطوم ومحيطها، وحذر من أن النظام الصحي في البلاد معرض لخطر الانهيار.
وقال فريد أيور رئيس بعثة الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في السودان للصحفيين عبر رابط فيديو من نيروبي «الحقيقة هي أنه في الوقت الحالي يكاد يكون من المستحيل تقديم أي خدمات إنسانية في الخرطوم، وما حولها».
وأضاف «خرجت نداءات من منظمات مختلفة، وهناك من تقطعت بهم السبل ويطلبون إجلاءهم».
وحذر أيور من أنه إذا استمرت الاضطرابات في النظام الصحي السوداني «فسوف ينهار تقريباً».
إجلاء 66 محتجزاً في صعيد آخر،ظل عدد من الطلاب والعمال عالقين داخل حرم جامعة الخرطوم، لليوم الثالث على التوالي، جرّاء القتال الدموي الدائر في العاصمة بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع.
وناشدت الهيئة النقابية لأساتذة جامعة الخرطوم جميع المؤسسات والمنظمات الإنسانية لإجلاء العالقين داخل حرم الجامعة، فيما علمت وكالة «سبوتنيك» الروسية أنه جرى إجلاء 66 محتجزاً منهم بالفعل، حيث وصلوا إلى حي المزاد بالخرطوم بحري، فيما لا يزال هنالك 22 آخرون في حرم الجامعة حتى مساء أمس؛ إذ يبلغ العدد الإجمالي لهم 88 محتجزاً بينهم 20 عاملاً و5 طالبات.
وتقع الجامعة في موقع قريب من وزارة الدفاع ومقر القيادة العامة للقوات المسلحة والقصر الجمهوري، وهي منطقة تشهد قتالاً عنيفاً بالأسلحة الثقيلة، فضلاً عن قصف جوي بين حين وآخر ما يجعل خروج العالقين فيها أمراً في غاية الصعوبة ما لم تسر هدنة حقيقية وتفتح لهم ممرات آمنة.
وتوفي أحد الطلاب المحتجزين فيما أصيب آخر بإصابة بالغة الخطورة، إثر تبادل إطلاق النار المتواصل في المنطقة المحيطة بالجامعة. وشكا الطلاب قلة المؤن من طعام وشراب، كما أبدوا تخوفهم من انقطاع المياه.