الصراع السياسي الإثيوبي وإستخدام النساء !!
بقلم: نبيل أبوالياسين
إن الصورة الذهنية المكّونة،لدى المتلقي، في الداخل “الأفريقي” وخارجه حول القارة الإفريقية ترادف بين القارة، وبين حالة العنف والصراع الداخلي، وتضعنا أمام مشهد صراعي خاص ليس من السهل تفكيك مكوناتةُ، وإدراجه ضمن نسق تفسيري عام، ولا يمكن أيضاً التعامل معه كحدث طارِئ يمكن توقع مالهُ من نتائج.
ولذلك أغلب الأزمات، والصراعات داخل الدول الأفريقية، لها من الأسباب ما لا يمكن إحتواءه أو السيطرة علية عن طريق المفاهيم التقليدية المتعلقة بالأبعاد العسكرية أو الاقتصادية فقط، وحقوق الإنسان من أقليات دينية في إفريقيا تأكد على الإهتمام بالظاهرة الدينية في أبعادها المختلفة، «الأصولية المتطرفة»، والصراعات القومية القائمة على الخصوصية الدينية، حيث أن العامل الديني في الكثير من مناطق الصراعات الإفريقية يتم إستخدامة للتعبئة والحشد.
يكشف مقالي هذا كيف يشمل العنف الجنسي، وتم إستخدام الأغتصاب الجماعي، والإستعباد الجنسي من قبل القوات المتحالفة مع الحكومة الإثيوبية “كـ “سلاح حرب لإلحاق ضرر دائم بنساء، وفتيات تيغرايان منذ بدأ الصراع في تيجراي شمال إثيوبيا والتي يحدها من الشمال إريتريا، ومن الغرب السودان، ومن الشرق، عفر، ومن جنوبها إقليم أمهرة، ويبلغ عدد سكانها 7.07 مليون حتى«2020.
خطف النساء، والفتيات في نزاع تيغراي!!
إثيوبيا: القوات والميليشيات تغتصب وتخطف النساء والفتيات في نزاع تيغراي تقرير جديد لعدة منظمات حقوق الإنسان منها منظمة “العفو الدولية “حيثُ عرّضت القوات الموالية للحكومة الإثيوبية مئات النساء والفتيات للعنف الجنسي رغم أنه يشكل الإغتصاب، والإستعباد الجنسي جرائم حرب ، وقد يرقى إلى جرائم ضد الإنسانية.
وذكر عدة تقارير لعدد من منظمات حقوق إنسان دولية عن نزاع تيغراي المستمر إن النساء،والفتيات في تيغراي تعرضن للإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي من قبل القوات المتحاربة الموالية للحكومة الإثيوبية.
ويكشف تقرير تلكُما المنظمات، الإغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسي في الصراع في تيغراي ، إثيوبيا ، وكيف تعرضت النساء والفتيات للعنف الجنسي من قبل أفراد من قوات الدفاع الوطني الإثيوبية«ENDF»، وقوات الدفاع الإريترية
«EDF»، والقوة الخاصة لشرطة أمهرة الإقليمية
«ASF»، وفانو ، وهي ميليشيات أمهرة.
إستخدم الإغتصاب، والعنف الجنسي”كـ “سلاح حرب!!
من الواضح أن الإغتصاب والعنف الجنسي قد إستُخدما كسلاح حرب لإلحاق أضرار جسدية، ونفسية دائمة بالنساء والفتيات في تيغراي، وعرّض الجنود والميليشيات نساء وفتيات تيغرايين للإغتصاب والإغتصاب الجماعي ، والتشويه الجنسي، وأشكال أخرى من التعذيب ، مستخدمين في كثير من الأحيان الشتائم العرقية والتهديدات بالقتل.
وقالت “أنييس كالامارد”، الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، لقد تعرض المئات من النساء والفتيات لمعاملة وحشية تهدف إلى إهانتهم وتجريدهم من إنسانيتهم،
إن شدة، وحجم الجرائم الجنسية المرتكبة مروعة بشكل خاص، حيث ترقى إلى جرائم الحرب، والجرائم المحتملة ضد الإنسانية، وإنه يسخر من المبادئ الأساسية للإنسانية، ويجب أن يتوقف هذه الممارسات الإجرامية واللاإنسانية فوراً.
مضيفة: أنه يجب على الحكومة الإثيوبية أن تتخذ إجراءات فورية لمنع أفراد قوات الأمن والميليشيات المتحالفة معها من إرتكاب أعمال عنف جنسي إذ لم تكن متواضئة، وعلى الإتحاد الأفريقي ألا يدخر جهداً لضمان عرض النزاع على مجلس السلام، والأمن التابع للإتحاد الأفريقي.
وعلى السلطات الإثيوبية أن تمنح حق الوصول إلى لجنة التحقيق التابعة للجنة الأفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ، وعلى الأمين العام للأمم المتحدة أن يرسل على وجه السرعة فريق الخبراء المعني بسيادة القانون والعنف الجنسي في النزاع إلى تيغراي.
وفي نفس السياق ، أجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 63 ناجية من العنف الجنسي ، فضلاً عن مهنيين طبيين، حدد 28 ناجياً القوات الإريترية بأنها الجناة الوحيدون للإغتصاب.
تفشي العنف الجنسي
ويشير نمط أعمال العنف الجنسي ، مع وجود العديد من الناجيات أيضًا إلى إغتصاب نساء أخريات ، إلى أن العنف الجنسي كان منتشرًا ويهدف إلى ترويع وإذلال الضحايا وجماعتهم العرقية.
وقال 12 ناجين إن الجنود والميليشيات إغتصبوهن أمام أفراد الأسرة ، بمن فيهم الأطفال، خمسة كانوا حوامل في ذلك الوقت، وأخبرت “ليتاي”، وهي إمرأة تبلغ من العمر 20 عامًا من باكر ، “منظمة العفو الدولية” أنها تعرضت للهجوم في منزلها في نوفمبر 2020 من قبل رجال مسلحين يتحدثون الأمهرية وكانوا يرتدون مزيجًا من الزي العسكري والملابس المدنية.
وقالت: دخل ثلاثة رجال إلى الغرفة التي كنت فيها، كان المساء مظلماً بالفعل، ولم أصرخ لانهم أشاروا إلي بألا أصدر أي ضوضاء وإلا سيقتلونني، إغتصبوني واحداً يلو الآخر، كنت حاملاً في الشهر الرابع ؛ لا أعرف ما إذا كانوا قد أدركوا أنني حامل، ولا أعرف ما إذا كانوا قد أدركوا أنني إنسانة.
وقالت “نيغيست”، وهي أم لطفلين تبلغ من العمر 35 عامًا من حميرة ، قالت إنها وأربع نساء أخريات تعرضن للإغتصاب على يد جنود إريتريين في شيرارو في 21 نوفمبر 2020، وقالت: ثلاثة منهم إغتصبوني أمام طفلي، كانت معنا سيدة حامل في شهرها الثامن ، وإغتصبوها أيضًا، تجمعوا مثل الضبع الذي رأى شيئًا ليأكل، إغتصبوا النساء وذبحوا الرجال هكذا قالوا.
وسجلت المرافق الصحية في تيغراي 1،288 حالة عنف قائم على النوع الإجتماعي في الفترة من فبراير إلى أبريل 2021، وسجل مستشفى أديغرات 376 حالة إغتصاب منذ بداية النزاع حتى 9 يونيو 2021، ••وفي المقال القادم سأوضح معاناة الناجين ، والعبودية الجنسية والأذلال وغيرها من الإنتهاكات التي ترقيّ إلى جرائم ضد الإنسانية.