الصراع من اجل البقاء بقلم: حماده عبد الجليل خشبه
يعيش أكثر من ست مليارات كائن بشري علي كوكب الارض منهم أكثر من مليار شخص لا يجد ما يسد جوعه لمرة واحدة في اليوم. وان العالم لا يسير علي الطريق الصحيح ، وذلك بناء علي تقارير سابقة من قبل الامم المتحدة في إشارة منها إلى فشل خطتها لعام 2030 والتي قالت في تقرير سابق لها أن عام 2030 هو عام القضاء على الجوع في هذا العالم.
الغذاء و الماء هما سبيل الإنسان للعيش و الاستمرار من أجل إعمار الأرض وتصديقا لقول النبي عز وجل ” اذ قال ربك الملائكة اني جاعل في الارض خليفة ” وقول الله سبحانه وتعالي “وهو الذي جعلهم خلائق الارض ” صدق الله العظيم وعندما تنعدم مصادر الحياة الأساسية لا يمكن تصور تبعات هذه المشكلة على جميع سكان الأرض. إن الحروب التي يمكن أن تندلع سيكون دافعها الأساسي ليس الهيمنة والنفوذ فحسب ، بل حماية للوجود القومي ؛ بسبب فقدان مصادر الحياة في هذا العالم و أهمها الماء.
تركيا تدفع جيراناها إلى الهلاك وفق معاهدة لوزان (1923) تركيا ملزمة بإخطار دول الجوار في حال إنشاء بنية تحتية على نهري دجلة و الفرات ، ولكنها لم تلتزم دائما بهذا الاتفاق ، و التي داومت على بناء سدود كثيرة ، ومنها ما يندرج تحت ( مشروع الأناضول الكبير ) ، والذي أدى هذا العمل إلى انخفاض منسوبي نهري دجلة و الفرات بشكل مخيف يهدد الأمن القومي لسوريا و العراق ، و يتركهما يعيشان تحت خطر العطش بشكل دائم. تلك المعاهدة كان هدفها تفعيل التعاون بين تركيا وجيرانها في الجنوب تحت الرعاية الكاملة من الانتداب الفرنسي من أجل توزيع الحصص المائية لتلك الدول . كما أن تركيا استغلت ورقة ” نهر الفرات ” كوسيلة ضغط قوية على الميليشات الكردية التي تتحكم بشمال شرق سوريا، و محاولة إبعادها عن الحدود لضمان تحقيق المنطقة الآمنة التي عزمت تركيا على تجهيزيها، نري أن تركيا طارة تعادي بعض الدول وطارة أخري تصادق نفس الدول في محاولة منها لاستهداف مصالحها والعمل علي البقاء الحتمي علي الأرض .
يعد نهر النيل من أطول الأنهار في العالم ، و يعبر دول أبرزها أثيوبيا و السودان و مصر و التي تشهد فيما بينها توترات مستمرة نتيجة الخلاف على الحصص المائية وصراعات الحدودية هدفها حفظ الوجود البشري لتلك الدول؛ لأن استمرار أثيوبيا في حبس مياه النهر ” في سد النهضة ” كدولة منبع ، سيساهم بشكل كبير في تقليل الحصص المائية من نهر النيل لدول المصب وخصوصا مصر ، فالنيل يعد أهم مصادر مياه الشرب لمنطقة حوض النيل و أهمها مصر ، بالإضافة إلى أن أهم المحاصيل الزراعية -في السودان على السبيل المثال- مهددة بالاختفاء و الذي يعاني أساساً من عدم الاستقرار بسبب الحروب الداخليه بين الجيش الحكومى بقيادة البرهامي وقوات الدعم السريع بقيادة حمدتي ولولا تدخل مصر الأخير في الموتمر السابق مع دول جوار السودان والمنعقد في مصر للحد من هذه الأزمة وخلق عبور آمن لدخول الغذاء للشعب السوداني لكان اليوم هناك مجاعة حقيقية بين اهالينا في السودان .
الاتحاد الأوروبي تحرك بدوره في إطار هذه الأزمة لأنه استشعر بخطر كبير نتيجة التوتر المتصاعد. فهذا التوتر سوف يخلف موجات لجوء ضخمة هدفها أوروبا. دور أوروبا كان عبر رعاية مفاوضات بين أثيوبيا و السودان ومصر تهدف للوصول إلى اتفاق يضمن لجميع الأطرف حصصا عادلة ، و لكن أثيوبيا بالمقابل مستمرة في تخزين المياه خلف سد النهضة ، مما جعل المفاوضات تتعقد ، و الذي قد يستمر حوالي 15 عاماً قد تختلف المدة نتيجة تغيير عوامل عديدة لسنا بصدد ذكرها الآن .ولكن في مؤتمر دول جوار السودان المنعقد في القاهره إلتقي الرئيس السيسي ب رئيس وزراء اثيوبيا ابي أحمد واتفقي علي أن هناك مفاوضات خلال الثلاث الأشهر القادمة تضمن الاتفاق الحقيقي لملء المياه خلف سد النهضة ، ولكن افلح ابي أحمد أن صدق .
اضطراب المناخ بسبب الاحتباس الحراري يصيب دول العالم بالرعب نظرا لوجود مدن اوروبيه تغمرهم مياه بحر الشمال نتيجة ذوبان الثلوج السريع في القطب الشمالي. هذا الطوفان الكبير لن يكون أثره محصوراً في أوروبا بل سيصيب مدن و جزر آهلة بالسكان في آسيا و الشرق الأوسط و أفريقيا التى تعيش أصلا تحت وطأة الفقر و الجهل و الجفاف، رغم وجود ما يغني فقرهم ومنهوبة من قبل الدول الكبري المسيطرة عليها وانتم تعلمون من هي هذه الدول الأفريقية .
انتقل بكم الي روسيا من خلال حربها الأخيرة على أوكرانيا لم ترغب باستعادة أمجاد الاتحاد السيوفيتي فحسب، بل رغبة منها بالتوسع أكثر باتجاه البحر الأسود الذي ينطلق منه قوافل الزيت والقمح و الألبان. بعبارة أخرى روسيا حريصة على التوسع في مكاسب موارد طبيعية إضافية تسد حاجتها في ظل متغيرات المناخ التي يعيشها الجميع ، ورأينا تصريحات بوتن الاخيره بخصوص اتفاقية الحبوب وخروجه منها ومحاولة منه لتجويع بعض الدول الفقراء وإضافة مكاسب لروسيا من اجل الهيمنة والبقاء .
تحرك بعد ألمانيا علي اعادة هيكلة جيشها وزيادة ميزانية وزارة الدفاع الحرب الروسية على أوكرانيا و تعطل سلاسل توريد الحبوب و الغاز لأوروبا، فعمدت ألمانيا إلى تعزيز قوتها العسكرية بهدف استخدامها لحماية أمنها و أمن أوروبا الغذائي.
وقرأت عنك أن رفع المسألة الأوكرانية إلى الأمم المتحدة كما هو الحال في القضايا التي يراد تعطيل الحل فيها في العالم ، و استمرار تركيا في استئثار مياه نهري دجلة و الفرات و ما يتبعه من آثار خطيرة ، و عدم توصل إلى بشأن حصص المياه لدول حوض نهر النيل أكبر أنهار العالم ، و التطرف المناخي الذي أصاب الكرة الأرضية وغياب الغطاء النباتي، تلك العوامل المجتمعة و غيرها ، والتي يعرفها الجميع ، سوف يجعل الشرق الأوسط و شمال إفريقيا و أوروبا مناطق للصراع الاقتصادي الدائم الذي سيخلف دماراً للجميع دون استثناء ….
حفظ الله مصر وشعبها