الضمير والأنا … بقلم : حمادة عبد الجليل خشية
يعلو صوته احيانا وينخفض احيانا أخرى، لكنه يعرف جيدا معنى الإنسانية يطبقها في بعض الأمور وفي البعض الأكثر ليس له علاقة بها، يستجيب لنداء رغباتنا ويتجاهلها في اغلب الأمور حتى يتسنى له فرض احكامة وآراؤه على إرادتنا.
ما يقوله لنا، هو شيء محفور في وجداننا وفي غاية الأهمية، شيء يجعلنا على قيد الانتماء لنوع حي يعقل ويشعر ويتألم اتدرون عن ماذا اتكلم؟ اتكلم عن الضمير!!
نعم اتكلم عن الضمير، الذي هو استعداد نفسي لادراك الخطأ والصواب وسمة أخلاقية نبيلة قلت من تجدها، اتحدث عن احساس الأنا التي توجد في وجدان الإنسان بلا استثناء.
الا تعلم ايها القارئ ان الضمير هو إثبات الكرامة الإنسانية ويقود النفس الي التقوى في قول وفعل الحق والالتزام بالفضيلة.
الضمير هو قوة أخلاقية تولد مع الإنسان وتتربى وتترعرع بداخلة منذا بدايته حتى نهاية، نعم أؤكد انها بداخل كل شخص فينا منذ طفولته حتى وفاتة، ولكن هناك من يعطي لضميرة اجازة استثنائية كبير ربما لكل الوقت او لبعض الوقت وهناك أيضا من فقد ضميرة وعاش من غيره وفي الجانب الاخر نجد ان هناك درجات الرقي الأخلاقي وهي التضحية من أجل الآخرين وعمل الخير دون شرط او مقابل ذلك تكون هي أقصى درجات الضمير الإنساني .
رقابة المجتمع وعاداته بكل ما تفرضه من مفاهيم وعادات وقيم تؤثر بشكل كبير في الطريقة التي يصوغ بها الضمير أحكامه بمسؤولياته ودوره بالمجتمع وتربيته وخبراته وظروف حياته .
سؤال يخطر في ذهني الآن لماذا يخالف الإنسان ضميره؟ وما هي المكتسبات التي يكتسبها الإنسان في حياتة الدنيوية عند مخالفة ضميرة؟ فعلا سؤال يحتاج إلى إجابة ليس مني فقط بل يحتاج إجابة من كل إنسان يعيش على الكرة الأرضية، من ناحيتي ان إجابة هذا السؤال هي كلمة واحدة فقط الا وهي (الأنا) ٠
كلمة تذكرتها في كلماتي السابقة، “هناك من فقد ضميرة وعاش بدونة” ينتج عنها سؤال هل يموت الضمير؟ دعني ايها القارئ الغالي اهمس في ازنيك واقول له بصوتأ منخفض ” نعم” نعم يموت الضمير نعلم جيدا ان النفس البشرية هي مزيج بين الخير والشر ولكن هناك من يطغى عليه عمل الخير فتكون بذلك بزرة الخير حيه وان طغط بزرة الشر فتكون بزرة الخير ماتت باهمالنا لها ويتجاهلها.
نعم يموت الضمير بغرور الإنسان وأنانيته وجهله وتعصبه لقناعات تحرمه متعة تجديد وتحريك الراكد فيه وتسلبه حرية وزن الأمور وتقييمها.
ينحرف الضمير عن مساره حين يبالغ في توجيه اللوم والإتهام والنقد لداخل الذات بدلا من محاسبة الأطراف الخارجية التي ارتكبت الخطأ بسبب القيود الاجتماعية والدينية التي أجبرت الفرد على تجنب الأفعال اﻟﻌﺪواﻧﻴﺔ اﻟﻄﺒﻴﻌﻴﺔ التي هي من صميم تكوين الجنس البشري وحرمان الإنسان من متعة اﻟﺘﻠﺬذ ﺑﺎﻻﻧﺘﻘﺎم مما دفعه إلى أن يقوم بتصريف شحنات العنف إلى الداخل.
هناك من يعتقدوا ان الضمير أصبح أداة تعذيب ومصدر قلق للذات وهم يروا أيضاً أن خصائص الضمير وهي اللوم المستمر والنقد وعدم الرضى كفيله بأن تجعل أصحاب الضمائر الحية يعانون بشكل دائم من حالة شعورية مضطربة وغير مستقرة، لكن، في المقابل فإن رضى الضمير عن أفعال صاحبه يعكس وجود مشكلة أخلاقية.
المشكلة ليست في الألم الذي يسببه الضمير لصاحبه عندما يرتكب خطأ ما ، بل في عدم فهم الأسباب الحقيقية وراء ذلك الألم . وبلا شك أن التأديب الذي يقوم به الضمير يدفع صاحبه إلى تصحيح سلوكه ومواجهة أخطائه ومعالجتها بأقل الخسائر وهو ما يمكن اعتباره فرصه ذهبية ليصبح الإنسان أفضل.