الطريق إلى نفسي … بقلم: حمادة عبد الجليل خشبة
امسك بقلمي في يدي واحاول جاهدا ان اتحسس طريقي لكي اكتب بكلماتي الأولى التي أسطر بها مقالي هذا.
أشعر احيانا بالقوة والأمل بينما في أغلب الأوقات أظل تائهً أشعر بفقدان الهوية، لا أعرف من أنا عندما افتقد الكتابة الروحية، أجد روحي الحقيقية عند كتاباتي والتي تتشبث بتلك الكلمات وتتأرجح بين سطورها، حرا قويا لا أعرف اليأس عنوانا أو طريق.
بينما واقعي يعكس تلك الصورة الظاهرة بين هذه الكلمات السابقة وكأنها روح انسان تعيش جسم انسان اخر، احاول الفرار مرارا وتكرارا ولكني افشل دائما.
هل سأظل حبيساً لتلك الجسد ومنغمساً في حياته للأبد، أتعجب كيف اتخلى بالقوة على الورق؟، هنا أعرف ماذا أريد وإلى أى شئ أسعى، أملك جميع الإجابات عن كل الأسئلة التي تدور في رأسي، بينما أكون فى دُنياي تائه للحد الذي يُمَكن الكلمة من الإطاحة بي من أعلى قمة جبل شاهق الإرتفاع، بائس و ضعيف ، أجهل كل ما حولي ولا أمتلك إجابة واحدة على أي من أسئلتي.
أمتلك القوة حين ألتقط قلمي من موضعه وكأنما أمتلك عصا سحرية يمكن أن تحول الأشياء من الضياع الي الاستقرار وتحسين أوضاعها، يمكنني الإختباء وراء قوة قلمي و الدفاع به عن نفسي، لكنه في واقع الأمر و كذلك في أعين الجميع لا شئ سوى قلم مثل كل الأقلام.
كيف للمرء أن يكون خياله هو حقيقته بينما يكون واقعه الذي يعيشه هو الذي لا يمُت له بصلة، أفتش عني في كل مكان ولا أجدني هل قد رحلت بدون علمي او قد ضليت الطريق ولا اعرف الرجوع إلى نفسي مره اخري، أهذا خيال جامح أم واقع مرير.؟.
احاول جاهدا ان أعود إلى نفسي مرة أخرى حينما أمسك بقلمي وأخبر به على الأوراق، واتمنى ان اعيش في ذلك الجسد القوي الحاد الذي دائما اختبأ وراءه من تشوهات الايام.
ربما في يوم من الايام سأجد الطريق نحو خيالي والذي هو حقيقتي في واقع الأمر ولا أعرف سواها، ستتحرر روحي من قيود واقعها التي طالما كُبلت بها، سأصبح أنا و تلك النسخة مني و الموجودة فقط على الأوراق شخصًا واحدًا متزنا في عالم واحد.