حواراتسياسةعاجل

العارف بالله طلعت فى آخر حوار مع الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي 

العارف بالله طلعت فى آخر حوار مع الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي 

العارف بالله طلعت فى آخر حوار مع الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي 
العارف بالله ودكتور خالد الزعفراني

الرئيس السيسي فعل ما لا يفعله غيره من مشروعات قومية في ظروف صعبة جدًا، أوضح الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي بأن جماعة الإخوان الإرهابية تواجه مأزقاً شديداً وتعاني أزمة طاحنة بين صفوفها وينتقلون من فشل إلى آخر.

وأضاف : اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة إنه مهندس مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة 1997 وقائد عملية تحسين السجون المصرية وصاحب الفضل الأول فى تحويل مبادرة وقف العنف لمبدأ عالمى تبنته غالبية الدول العربية والحركات الإسلامية فى المنطقة

مبينا :لا بد من تطوير الخطاب الدينى ويكون هناك دور فعال للأزهر فى مواجهة الفكر التكفيرى المتشدد من خلال السماح لأساتذة علم الحديث والفقه المقارن بالتصدى لهذا الفكر.وفى أطار هذا الموضوع كان لنا الحوار :

فى البداية سألناه .. ما رأيك في ظاهرة عودة التكفير والجماعات التكفيرية ؟

انشأ هذا الفكر في وسط الستينيات بعد إعدام سيد قطب وقيام بعض الشباب بالاستناد إلي كتابين “معالم الطريق” و”في ظلال القرآن” لتكفير المجتمع على اساس انه مجتمع جاهلي وبناء عليه قيم تكفير الحاكم بل والشعب وقد تم التصدي لهذا الفكر في الستينيات بالقبض علي هؤلاء الشباب وادخالهم السجن وفي السبعينيات خرجوا وانتشروا بطريقة غير عادية يروجون لهذا الفكر وكنت من الذين قاموا بالرد عليهم والتأكيد علي ان فكرهم هو فكر الخوارج الذين خرجوا على علي بن ابي طالب وانهوا الخلافة الإسلامية الراشدة..

وماذا ظهر الفكر التكفيري الجديد؟

الفكر التكفيري الجديد ظهر في اتجاهين الأول يتمثل في جماعة التكفير والهجرة التي اغتالت الشيخ الذهبي وانتهت بإعدام اميرها شكري مصطفي ومجموعته.. والاتجاه الثاني هو التكفير القبطي الذي تشعبت منه جماعات عنف كثيرة أبرزها “الناجون من النار” والتي كان منهاجها كتاب “الفريضة الغائبة” لمحمد عبدالسلام فرج الذي ورط الجماعة الإسلامية في قتل السادات وأعمال العنف.وفي فترة الثمانينيات والتسعينيات انغلق الفكر التكفيري علي نفسه وظل كامناً في حين لجأ الإخوان للعمل في العلن ومارسوا السياسة و ترشحوا للانتخابات وفكروا في تكوين الأحزاب حتي جاءت ثورة 25 يناير فظهر الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية على السطح وللعلم الفكر التكفيري والجماعات التكفيرية كانت موجودة في سيناء حتي قبل الثورة في عهد مبارك حيث تم إسقاط طائرة نائب رئيس مباحث أمن الدولة اللواء أحمد رأفت الذي أصيب وتم نقله إلى ألمانيا للعلاج وهو مسئول النشاط الديني. 

العارف بالله طلعت فى آخر حوار مع الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي 
د. خالد الزعفراني

كيف يمكن المواجهة والخروج من المأزق؟

لا يوجد حل إلا الاستقرار والمواجهة بالفكر والنقاش والرد علي هؤلاء وتبيان الحقيقة لهم وإن جماعة الإخوان الإرهابية تواجه مأزقاً شديداً وتعاني أزمة طاحنة بين صفوفها وينتقلون من فشل إلى آخر.

ما الذي استفدته عند دخولك سجن القلعة ؟

لقد دخلت سجن القلعة سنة 1973.. ودخلته معي مجموعة شكري مصطفى كلها ما عدا هو ثم لحق بنا بعد ذلك بعد القبض عليه.فجاءت إدارة السجن وقتها بشيخ كان من الإخوان اسمه محمد علي.. وتناقش معنا في القضايا التي تثيرها.. وحضر النقاش وقتها اللواء فؤاد علام وكان برتبة المقدم.. والمرحوم رؤوف خيرت وكان برتبة النقيب.. وضابط آخر لا أذكره وكانت جلساتهم معنا فى غاية الاحترام والفخر لنا وتكلم الشيخ محمد علي كلاماً ممتازاً في التفريق بين الكفرين الأكبر والأصغر.. والفسقين الأكبر والأصغر.. والظلمين الأكبر والأصغر.. وأوضح الفرق بين الكافر والظالم والفاسق.وأنا كنت أبحث عن الحق ولا يهمني أي شيء سواه.. وأعجبني كلام الشيخ محمد علي جداً وحل عندي إشكاليات شرعية كثيرة كانت ملتبسة علي. وعندها قلت للشيخ محمد علي (أنت معاك الحق ونحن على خطأ) وأشهد أنني استفدت من جلسات هذا الشيخ كثيراً جداً.

ماذا تقول عن اللقاء الذى دار بينك وبين اللواء رؤوف خيرت وقتها في سجن القلعة ؟

قال لي اللواء رؤوف خيرت وفى حضور اللواء فؤاد علام بعد مدحي لكلام الشيخ محمد علي: يا خالد أنت كافر يا خالد! وكررها ثلاث مرات ليستفزني وعلمت بعد ذلك أنه يريد معرفة فكري الحقيقي ويستخرجه بصورة طبيعية.. وكان في كل مرة ينتظر ردي عليه- بأن أقول له أنت اللي كافر- ولكني سكت ولم أرد.. حيث لم أكن أعتقد في نفسي صحة وصواب فكرة التكفير..فقال لي: أنت فكرك موش مع هذه المجموعة فقلت له: أنا أبحث عن الحق ..فقال له اللواء فؤاد علام: يا رءوف خالد مش بيكفر حد بس هو عنيف في الكلام.

العارف بالله طلعت فى آخر حوار مع الدكتور الراحل خالد الزعفراني القيادي السابق بجماعة الإخوان والباحث في شؤون الإسلام السياسي 
د. خالد الزعفراني

هل هناك مواقف بينك وبين اللواء رؤوف خيرت ؟

بالتأكيد هناك مواقف جميلة بينى وبين النقيب رؤوف خيرت فى ذلك الوقت وكان يقول لي إن وجهك منور.. وكان يلبي لي أي طلب فمثلا جعلني كل يوم أفطر عسل نحل.. وجاءني مرات عديدة وكان يفتح على الزنزانة ويسلم علي.. وبعد ما يقوم بغلق الزنزانة سمعته يقول إن نورا غريبا يخرج من وجهى، وبعدها كان يأتيني يطلب مني أن أدعو له.ودائما كان يحضر لى الكتب الإسلامية الوسطية .

ماذا تقول لأداء الرئيس السيسي من حكمه؟

الرئيس عبد الفتاح السيسى فعل ما لا يفعله غيره من مشروعات قومية عظمى مثل قناة السويس الجديدة والعاصمة الإدارية الجديدة والمبادرات الرئاسية والمجلس الاستشاري للعلماء وغيرها من خطط لمشروعات كبرى بالرغم من أنه يعمل في ظروف صعبة جدا في ظل الإرهاب الذى يواجه البلاد.

ماذا تقول عن اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة ؟

اللواء أحمد رأفت نائب رئيس جهاز أمن الدولة إنه مهندس مبادرة وقف العنف التى أطلقتها الجماعة 1997 وقائد عملية تحسين السجون المصرية وصاحب الفضل الأول فى تحويل مبادرة وقف العنف لمبدأ عالمى تبنته غالبية الدول العربية والحركات الإسلامية فى المنطقة

ما دور الأزهر فى مواجهة الإرهاب؟

هناك حملة ممنهجة لتشويه الأزهر وليس هناك علاقة من قريب أو بعيد بين عدم تجديد الخطاب الديني للأزهر وانتشار الفكر التكفيرى فكل من يحملون الفكر التكفيرى لم يطلعوا على كتب الأزهر وإنما اكتفوا بكتب سيد قطب وأيمن الظواهرى والبحوث التى كتبها محمد إمام فيلسوف تنظيم القاعدة والأزهر لم تكن له علاقة بانتشار الفكر المتطرف حتى أن من يدخل الأزهر ولديه أفكارًا سلفية يأتى بها من الخارج ولم يتعلمها من الأزهر.

ومع ذلك لا بد من تطوير الخطاب الدينى ويكون هناك دور فعال للأزهر فى مواجهة الفكر التكفيرى المتشدد من خلال السماح لأساتذة علم الحديث والفقه المقارن بالتصدى لهذا الفكر.فهناك علماء فى الأزهر قادرون على محاربة الفكر المتطرف والمتشدد ولا بد من إتاحة الفرصة لهم فى وسائل الإعلام المختلفة 

ماذا تقول عن شعار جماعة الإخوان المسلمين(الإسلام هو الحل) ؟

بعد تأليف كتابى (الإسلام هو الحل) أصبح عنوان هذا الكتاب الشعار الانتخابي لتحالف الإخوان وحزب العمل وحزب الأحرار في الانتخابات البرلمانية عام 1987 كما أصبح شعار حزب العمل والإخوان في كل الانتخابات وبعد تجميد حزب العمل انفرد الإخوان بهذا الشعار فـ ( الزعفراني) هو صاحب شعار الإسلام هو الحل.

تعليقك على الانشقاقات داخل التنظيمات الإرهابية؟

الانقسامات والانشقاقات سنة فى هذه الجماعات فهم يكفرون غيرهم ثم ينقلبون فيكفرون بعضهم البعض وكثيرا ما يقتلون بعضهم البعض وأكبر عامل لهدم هذه الجماعات انقسامها وقتال بعضها.

ما مستقبل الإسلام السياسى فى المنطقة العربية ؟

الإسلام السياسى بالشكل التقليدى الذى عرفناه من منظور جماعة الإخوان انتهى تماما ولن يكون له مكان فى العالم العربى لكن الإسلام الوسطى وهو التدين الطبيعى للشعب سيظل موجودا

كيف ترى وضع جماعة الإخوان حاليا؟

أرى أن الجماعة تمر بفترة صعبة لم تمر بها منذ إنشائها 1928 عام والجماعة تعرضت لنكبات عام 1949 و 1959 و1965.

والحقيقة كانت أكبر نكبة لهم بعد ثورة 30 يونيو لأنها أصبحت مرفوضة من الشعب المصري لاتخاذها العمليات الإرهابية غطاء لها الجماعة فى بداية تأسيسها كانت دعوية ولكن خدعت الشعب وكان الهدف الأساسى لها هو الوصول للحكم واستحواذ على جميع الاستحقاقات الانتخابية دون مشاركة التيارات السياسية المختلفة.

وجماعة الإخوان الآن تعيش وضعا سيئا لأنها مضت في التصعيد والإرهاب ضد الشعب وضد الدولة واكتسبت عداء كبيرا للشعب ومؤسسات الدولة مثل الأزهر والجيش والشرطة والقضاء 

 هل تعود الجماعة مرة أخرى للعمل السياسي؟

لن تعود الجماعة للعمل السياسي مرة أخرى لأن الأزمة مع الشعب والشعب لن يتقبل الجماعة مرة أخرى في العمل السياسي بعكس أزماتها السابقة التي كانت دائما مع الحكومات 

شعورك بعد خروجك من فكر جماعة شكري مصطفى ؟

لقد كان لدي شعور جارف بأنني المسئول الوحيد في مصر كلها للرد علي شكري.. وأن هذه هي مسؤوليتي أمام الله.. ولا يمكنني أقصر فيها.. وكان حالي ساعتها أفضل من الآن بكثير.. كان الإخلاص عظيماً والرغبة كبيرة في خدمة الإسلام وكذلك الرغبة في الجنة.لقد كانت عندي طاقات كبيرة جداً وأنا شاب وأنا اليوم افتقد هذه الطاقات.. وأنا اليوم أتذكر أنني كنت أجوب كل معسكرات الجماعة الإسلامية في الإسكندرية والصعيد والقاهرة وفي مصر كلها للرد علي فكر التكفير.. وأسأل الله أن يأجرني علي ذلك.. لقد سخرت نفسي تسخيراً كاملاً لكي أعصم الشباب من هذا الفكر.. والحمد لله نجحت الجماعة الإسلامية بكل طوائفها في الإسكندرية والقاهرة والصعيد في محاصرة فكر التكفير تماماً.

ما الحل الأمثل لمواجهة الإرهاب بالمنطقة العربية؟

الحل الأمنى وحده لا يكفى لمواجهة الإرهاب ولا بد من المواجهة الفكرية وتدخل الأزهر الشريف فى ذلك 

كما يجب أن تتكاتف الدول العربية من أجل مواجهة الإرهاب وتقدم الدعم المالى للدول المجاورة لمواجهة التنظيمات الإرهابية لتحجيم دورها والقضاء عليها سواء بالعمليات العسكرية أو نشر الفكر الوسطى المستنير ومحاربة الفكر المتطرف.

هل ما زالت أفكار الإخوان صالحة للمرحلة المقبلة؟

أفكار الجماعة الإرهابية أصبحت غير صالحة إطلاقًا ولن يكن لها أى مستقبل وهناك جماعات كثيرة ظهرت فى التاريخ ارتفع نجمها فى السماء ثم سقطت وأصبحت أسطر قليلة فى التاريخ وأعتقد أن الجماعة ستصبح بعد قليل أسطر فى التاريخ.ننتقل لنقطة أخرى..

حدثنا عن سيرتك الذاتية؟

ولد خالد عبد الرحمن الزعفراني بمحافظة كفر الشيخ بقرية السالمية مركز فوة عام 1952 و حاصل علي بكالوريوس من معهد التعاون التجاري و ليسانس آداب لغة عربية من جامعة طنطا بالإضافة إلي ماجستير معهد الدراسات الإسلامية 

وكنت من أوائل الذين بدأوا الدعوة الإسلامية المعاصرة في الإسكندرية وأعطى زخماً لدعوة الجماعة الإسلامية والإخوان بالإسكندرية قبل الانفصال عنهما حينما أسس مسجد (عصر الإسلام) الذي كان المركز الرئيسي للدعوة بالإسكندرية في السبعينات والثمانينات حتى انضمامه للأوقاف بالإضافة إلى أننى من أوائل الإسلاميين الذين بدئوا التحالف مع حزب العمل وتدرجت في سلم القيادي حتى وصلت إلى منصب عضو بالمكتب السياسي وأمين حزب العمل بالإسكندرية.وكانت لأسرتي أثر كبير على شخصيتى فأول من أثر علي جدى (عمر) حيث كان متصوفا ويتبع الطريقة ( الرفاعية) المعروفة في مصر وكان يحضر أهل التصوف إلى منزله ومن هنا بدأت الميل للتصوف و المتصوفة.

وكان والدى يتمتع بعدة صفات جميلة من أهمها الشجاعة والرجولة و الشهامة والتمسك بالحق مهما كانت العواقب وكان لا يخاف إلا الله، وهذه الصفات انتقلت تلقائيا في جينات أبنائى جميعا.

وكان عمى (خليل) حافظاً للسيرة عن ظهر قلب وكان يشرحها شرحا رائعا ومبسطا وجميلا ويستهوي النفوس والقلوب وكذلك يحفظ قصص الملاحم وأبطال العرب  

ما أشهر مؤلفاتك؟

لدى العديد من المؤلفات أبرزها كتاب (الإسلام هو الحل) عام 1979 بالإضافة إلي (مختصر تفسير الإمام الطبري والذي عرضه على الشيخ (شعيب الأرناؤوط ) عام 1984 أثناء زيارة للأردن

 

نهى مرسي

نائب رئيس تحرير الموقع
زر الذهاب إلى الأعلى